«منتخب في رجل»، «إله الأرجنتين»، و«مخلّص الألبيسيليستي». هذه عيّنة بسيطة من العبارات والعناوين التي تناولت النجم ليونيل ميسي الذي أنهى مسلسل الرعب الذي عاشه منتخب بلاده في التصفيات الأميركية الجنوبية المونديالية، ليحمل بطل العالم مرتين إلى كأس العالم التي ربحته قبل أن يحاول ربحها.
بصراحة، لم يكن بالإمكان تخيّل مونديال من دون ميسي أو البرتغالي كريستيانو رونالدو، فهما بكل بساطة الأفضل بين أبناء جيلهما، والأفضل على وجه المعمورة حالياً، إذا لم يكن في التاريخ برأي قسمٍ كبير من متابعي اللعبة والخبراء في العالم.
ميسي تحديداً لم يكن أحد يتمنى ألّا يكون في المونديال. وعندما نقول «أحدٌ» هنا، نعني كل محب للعب الجميل ولأدوار البطولة والأبطال. هو بطل خارق بكل ما للكلمة من معنى، وهي ربما كلمات قيلت كثيراً عنه منذ بداية مسيرته الكروية، لكن هنا الكلام عن ضرورة حضوره في المونديال، وخصوصاً في هذه الفترة من مسيرته التي قد تكون نهايتها الدولية في الصيف المقبل.

مونديال 2018 سيكون
الأخير لميسي لمحاولة إصابة المجد العظيم

وهذا الكلام هو لتفسير مدى ضرورة وجوده في البطولة بالنسبة إلى الكثيرين ليختم «فيلمه» الجميل بأفضل مشهدٍ بطولي يُختصر برفعه الكأس الذهبية الغالية، ويتوّج رمزاً وأيقونة على صورة مواطنه «الأسطورة» دييغو أرماندو مارادونا، الذي قيل إنه لن يرتقي إلى مرتبته إلا بقيادته «الألبيسيليستي» إلى أكبر لقبٍ كروي.
ولم يكن بالإمكان تخيّل المونديال من دون ميسي من الناحية الاقتصادية أيضاً، إذ لا شك في أن الاتحاد الدولي لكرة القدم والجهات التسويقية المرتبطة به وشركة «أديداس» للتجهيزات الرياضية، تنفست الصعداء، فمن دون ميسي في المونديال كانت ستخسر الملايين في سوق الإعلانات. وهنا يمكن الاستدلال برأي خبراء التسويق الذين يرون أن غياب «البرغوث» كان سيحرق أسعار السوق الإعلاني المونديالي، بينما ستخسر «أديداس» التي تملك عقداً تسويقياً مع النجم الأرجنتيني، كل ما أعدّت له من حملات إعلانية حول العالم لبيع منتجاتها الخاصة بالمونديال، والتي تحمل اسمه. علماً أن الأمر نفسه ينطبق على شركة «نايكي» التي ترتبط بعقدٍ مماثل مع رونالدو الذي يمثّل الوجه الإعلاني الأهم لمبيعاتها في عالم الفوتبول.
إذاً، مكاسب كثيرة وراء تأهل الأرجنتين ونجمها ميسي، فكل مباراة سيكون طرفها المنتخب الأرجنتيني هي عنوان بحدّ ذاتها. وهذا المنتخب قادر على أن يحتل العناوين الذهبية في نهاية المطاف، رغم المخاض العسير الذي عاشه في التصفيات. ولهذا الكلام أسباب كثيرة، أولها الجودة الفردية للاعبين الأرجنتينيين، وثانيها أن غالبيتهم سيخوضون مونديالهم الأخير، وبالتالي سيضعون كل ما لديهم على أرض الملعب لتتويج فرصتهم الأخيرة بالكأس العالمية. أضف أن هؤلاء يريدون من دون شك تغيير الصورة النمطية التي ارتبطت بهم أخيراً أمام شعبهم، وهي أنهم مجموعة فاشلين لا يصلحون لشيء، ويتركون الحِمل الأكبر على ميسي الذي لولاه لكانوا يبحثون عن مكانٍ لقضاء عطلتهم الصيفية المقبلة ومشاهدة المونديال عبر شاشة التلفزيون.
قد يصعب تصديق هذا الكلام، لكن المونديال غير التصفيات، وخصوصاً بالنسبة إلى بلادٍ مثل الأرجنتين تملك لاعبين شغوفين دائماً بخوض كأس العالم، ويحلمون في كل لحظة بنسخ صورة مارادونا في مكسيكو 1986، ودخول سجلّ الخلود التاريخي الذي لا يخترق لائحته سوى الإبطال الحقيقيين.
فعلاً المونديال غير التصفيات. ومن يذكر تصفيات مونديال 2002 يعرف معنى هذا الكلام. وقتذاك حلّت الأرجنتين في المركز الأول ثم خرجت من الدور الأول للبطولة، بينما عانت البرازيل (أولى تصفيات 2018) لتتأهل من المركز الثالث تماماً كالأرجنتين في التصفيات الأخيرة، لكنها ذهبت إلى كوريا الجنوبية واليابان وعلّقت نجمة جديدة على قميصها.




نتائج وترتيب تصفيات أميركا الجنوبية

الإكوادور - الأرجنتين 1-3
روماريو إيبارا (1) للإكوادور، وليونيل ميسي (11 و18 و62) للأرجنتين.

البرازيل - تشيلي 3-0
باولينيو (55) وغابريال خيسوس (57 و90).

الأوروغواي - بوليفيا 4-2
خوسيه كاسيريس (39) وإيدينسون كافاني (42) ولويس سواريز (60 و76) للأوروغواي، وغاستون سيلفا (24 خطأ في مرماه) ودييغو غودين (79 خطأ في مرماه) لبوليفيا.

البيرو - كولومبيا 1-1
باولو غيريرو (74) للبيرو، وخاميس رودريغيز (56) لكولومبيا.

الباراغواي - فنزويلا 0-1
يانغل هيريرا (84).

- الترتيب:
1- البرازيل 41 نقطة من 18 مباراة (تأهلت)
2- الأوروغواي 31 من 18 (تأهلت)
3- الأرجنتين 28 من 18 (تأهلت)
4- كولومبيا 27 من 18 (تأهلت)
5- البيرو 26 من 18 (إلى الملحق)
6- تشيلي 26 من 18
7- الباراغواي 24 من 18
8- الإكوادور 20 من 18
9- بوليفيا 14 من 18
10- فنزويلا 12 من 18