يومان فقط يفصلان تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم 2018 في روسيا عن نهايتها، حيث يبقى الملحق لتحديد المنتخبات الأربعة الأخرى المتأهلة. التشويق سيكون حاضراً في الأمتار الأخيرة، إذ إنها قد تحمل مفاجآت ضخمة لن تصبّ في مصلحة المونديال بغياب العديد من النجوم الكبار عن البطولة.
وإذا كان العالم بأسره ينتظر فجر الأربعاء ليعرف مصير ليونيل ميسي ورفاقه النجوم الآخرين في منتخب الأرجنتين، فإن الأنظار موجّهة أيضاً إلى العديد من المنتخبات العريقة والنجوم الكبار في أوروبا الذين يبدون في دائرة الخطر، سواء في اليومين الأخيرين، أو تالياً في الملحق للغياب عن الحدث العالمي، خصوصاً أن الملحق يبقى مقلقاً، وخصوصاً أكثر إذا وقع منتخبان كبيران وجهاً لوجه، وهذا ما هو ممكن في هذه التصفيات.
البداية طبعاً من هولندا التي يمكن القول إنها خرجت منطقياً من السباق على التأهل إلى المونديال، إذ إنها تحتل المركز الثالث في مجموعتها، وتحتاج إلى الفوز على السويد الثانية بنتيجة 7-0 في مباراتهما الأخيرة حتى تتأهل إلى الملحق، وهذا ما يبدو صعباً جداً لكي لا نقول مستحيل تحقيقه.

غياب روبن وفان بيرسي
وسنايدر عن البطولة
ينتظر الإعلان الرسمي


هي خيبة كبرى جديدة لهولندا بعد عدم التأهل إلى كأس أوروبا الأخيرة في فرنسا صيف 2016، ما سيحرم المونديال الإطلالة الدولية الأخيرة للنجوم أريين روبن وويسلي سنايدر وروبن فان بيرسي.
كذلك يتّجه المونديال لخسارة منتخب البوسنة ونجمه الهداف إيدين دزيكو بعد فقدانه المركز الثاني لمصلحة اليونان بفارق نقطة، خصوصاً أن الأخيرة ستستضيف منتخب جبل طارق المتواضع، وهي مرشحة فوق العادة للفوز والتأهل إلى الملحق بعد أن حسمت بلجيكا البطاقة الأولى في المجموعة.
وبالانتقال إلى الملحق، فإن ما بات مؤكداً أن إيطاليا ستشارك فيه بغضّ النظر عن نتيجتها في الجولة الأخيرة ضد ألبانيا، بعد أن حسمت إسبانيا التأهل عن المجموعة في الجولة الماضية، وبالتالي، ومع إمكانية الوقوع ضد منتخب قوي - علماً أن جميع المنتخبات التي ستكون في الملحق متقاربة المستوى - وكذلك مع الأداء غير المقنع لـ «الآزوري»، وآخره التعادل الصادم على أرضه 1-1 أمام مقدونيا المتواضعة، فإن ذلك يضع بطل العالم 4 مرات في خطر حقيقي.
وإذا كان وجود ميسي في المونديال مهدداً، فإن وضع غريمه في الملاعب، البرتغالي كريستيانو رونالدو ليس أفضل حالاً، إذ إن منتخب الأخير يحتل حالياً المركز الثاني في مجموعته بفارق 3 نقاط عن سويسرا المتصدرة، إذ سيلتقي المنتخبان في مباراة قمة نهائية في الجولة الأخيرة، ما يحتّم على بطل أوروبا 2016 الفوز من أجل التأهل المباشر إلى المونديال، وإلا فإن باب الملحق سيُفتح أمام رونالدو ورفاقه ليعيشوا القلق الذي اختبروه في تصفيات مونديال 2014 أمام السويد بقيادة نجمها السابق زلاتان إبراهيموفيتش عندما تعملق «الدون» وسجل هدف الفوز الوحيد ذهاباً وأهداف الفوز الثلاثة مقابل هدفي «إيبرا» إياباً.
كذلك إن زميل رونالدو النجم الآخر الويلزي غاريث بايل، مهدد بعدم خوض المونديال، إذ إن تأهل منتخبه المباشر يتوقّف على الفوز على جمهورية إيرلندا الثالثة وتعادل صربيا المتصدرة مع جورجيا الضعيفة، وإلا فإنه سيخوض الملحق الذي قد يُحرَمه أيضاً في حال خسارته أمام إيرلندا.
هذا الواقع يعيشه تماماً النجوم لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش وإيفان بيريسيتش في منتخب كرواتيا، إذ إنهم بحاجة للتعادل أمام أوكرانيا التي يتفوّق عليها منتخبهم بفارق الأهداف مقابل خسارة أيسلندا المتصدرة بفارق نقطتين أمام كوسوفو الأخيرة، وهذا ما هو غير متوقع. أما خسارة الكروات أمام الأوكرانيين، فإنها ستُخرجهم تماماً من المنافسة.
هذا هو المشهد في ختام التصفيات الأوروبية. منتخبات عريقة ونجوم كبار قد يغيبون عن المونديال، وهذا ما لا يتمناه الجميع.