لم يكن مقر الاتحاد اللبناني لكرة القدم هادئاً عصر أمس. فأندية الدرجة الأولى حضرت للأسبوع الثاني على التوالي والسبب هو مناقشة قرار رفع سعر البطاقة الى عشرة آلاف ليرة والذي أصدره الاتحاد في الجلسة الماضية، ثم علّقه قبل أن ينفّذ. قرار كان له تداعيات على أكثر من صعيد من اللجنة التنفيذية الى الأندية، وانتهاءً بالجمهور. أول تداعيات القرار يوم أمس استقالة عضو اللجنة التنفيذية موسى مكي من منصبه "لأسباب عائلية وصحية وعملية" كما ذكر في كتاب الاستقالة.
أسباب أبعد ما تكون عن الأسباب الحقيقية المتعلقة بعمل الاتحاد، وخصوصاً في موضوع رفع سعر البطاقة، والتي لا شك سيعمل المسؤولون فيه على معالجة مشكلة الاستقالة لما يشكله مكي من حاجة في الاتحاد. هذا الأمر يعرفه الأعضاء تماماً، ولذلك لم تعقد جلسة للجنة التنفيذية أمس رغم وجود معظم أعضاء اللجنة، انطلاقاً من رفض عقد جلسة بغياب مكي وإفساحاً في المجال أمام مساعٍ لحل المشكلة.
لكن الاتحاد اجتمع مع الأندية قبل جلسته التي لم تعقد، حيث كان موضوع رفع سعر البطاقة أيضاً السبب وراء الاجتماع، الذي تحوّل الى "غسيل قلوب" صاخب بين رئيس نادي السلام زغرتا الأب إسطفان فرنجية وأمين سر نادي النجمة سعدي الدين عيتاني بحضور الرئيس أسعد السقال.
الطرفان اتفقا على تسليم الموضوع الى الاتحاد كي يكون صاحب القرار، كما قال الأب فرنجية رافضاً أن يتطاول أي أحد على القانون في حديث إلى "الأخبار".
من جهة أخرى، افتتح رئيس الاتحاد هاشم حيدر دورة صقل حكّام كرة القدم التي يقيمها الاتحاد اللبناني بإشراف الاتحاد الدولي في فندق الكومودور على مدى خمسة أيام، على أن تختتم يوم الجمعة، ويحاضر فيها المحاضران الدوليان السعودي علي الطريفي والسنغافوري جينيسان مانيام.
يشارك في الدورة 45 حكماً سيخضعون لمحاضرات نظرية يومية وتمارين عملية، على أن يحصلوا على شهادات في ختامها.
وتحدث رئيس لجنة الحكام محمود الربعة في بداية الافتتاح، شاكراً الرئيس هاشم حيدر على حضوره ودعمه، قبل أن يتحدث حيدر مرحباً بالمحاضرين الكرام وشاكراً الاتحادين الدولي والآسيوي لإقامة مثل هذا النوع من الدورات التي تكون مفيدة للتحكيم والإدارة والتدريب.
وأشار حيدر الى أن الاتحاد اللبناني لكرة القدم لا يوفّر أي فرصة للاستفادة من كل الدورات التي يقيمها الاتحادان الدولي والآسيوي في جميع الألعاب، من كرة القدم الى كرة الصالات والكرة الشاطئية والكرة النسائية.
وتمنى السيد هاشم حيدر على الحكام الاستفادة من خبرة المحاضرين وتطبيق المحاضرات على أرض الملعب، معتبراً أن الحكام هم عصب كرة القدم في لبنان ونجاحها من نجاحهم وفشلها من فشلهم. ووجه التهنئة للحكام على البداية الجيدة، مشدداً على أن البداية كانت جدية ومتمنياً على الحكام الإكمال على هذا المنوال لما فيه من انعكاس إيجابي على الكرة اللبنانية.
وتطرّق الرئيس حيدر الى اجتماعه الأخير مع الحكام، مشيراً الى أن جميع الأمور التي طالب بها الحكام جرى تقديمها الى اللجنة التنفيذية عبر رئيس لجنة الحكام محمود الربعة، وتمّت الموافقة عليها بالكامل، معتبراً أن هذا دليل على دعم اللجنة التنفيذية والاتحاد للحكام، والبداية كانت بالموافقة على التعاقد مع المحاضر الدانماركي يورن ويست لارسن مديراً فنياً للحكام، الذي حضر الى بيروت وكان موجوداً في حفل الافتتاح.