انطلق الموسم الإيطالي قبل ثلاثة أسابيع، وقد بدا لافتاً أداء انتر ميلانو خصوصاً بعدما كان من أقل الفرق الأوروبية الكبيرة حركة على صعيد التعاقدات. ورغم أن الحديث مبكر جداً عن فريق متصدر أو صاحب أفضلية كون الموسم لا يزال في بدايته، فإن إنتر نجح في لفت الأنظار إليه ليقف الى جانب يوفنتوس البطل والمرشح الأبرز للتتويج بالدوري، وأمام ميلان الذي بنى فريقاً جديداً قادراً على المنافسة بقوة.
ولعل هذا التحول الكبير الذي حصل مع انتر، واستمر تحسنه بشكل تصاعدي من الموسم الماضي الى الموسم الحالي يعود الى المدرب لوتشيانو سباليتي الذي رفع من مستوى الفريق على أكثر من صعيد.
قبل بدء البطولة، أعرب سباليتي، بكلّ ثقة عن رضاه التام على مستوى الفريق في الوقت الحالي، مؤكداً أن إنتر لا ينقصه شيء من وجهة نظره في الوقت الحالي. وبهذا التصريح ضرب المدرب بعرض الحائط كل الانتقادات التي طالته بسبب فقر الانتقادات، عكس جاره ميلان، ويوفنتوس.
رجل الأعمال الصيني زهانغ جيندونغ الذي يرأس مجموعة «سونينغ» الصينية والتي استحوذت على أغلب أسهم إنتر في صيف 2016، أنفقت في سوق الانتقالات الموسم الماضي ما يقارب الـ 160 مليون يورو، أبرزها عندما ضمت البرتغالي جواو ماريو مقابل 40 مليون يورو.
لم يرد سباليتي تكرار نفس التجربة، حيث أكد أنه كان يملك قدرة كبيرة للتعاقد مع لاعبين آخرين، لكن النادي أتى باللاعبين المناسبين، والذين يحتاج لهم فقط، دون صرف المزيد من المال.
على ارض الملعب، أكثر ما بدا ظاهراً في انتر سباليتي هو التجانس الكبير الحاصل داخل المستطيل الأخضر والتنظيم بين الخطوط. ظهر ذلك أمام فيورنتينا حين تغلب عليه 3-0 بخطة 4-2-3-1، مستفيداً من كل مورد بشري موجود لديه في موقعه الذي يبدع فيه. كثافة عددية في خط الوسط مع توازن بين خطي الهجوم والدفاع.

خلق سباليتي
الروح التنافسية في لاعبي إنتر ميلانو



ساعده ذلك أيضاً، في الاستفادة من الاستحواذ الكبير ففي المواسم الأخيرة، كان انتر من الفرق التي سجلت في الإحصاءات أرقاماً جيدة على صعيد الاستحواذ لكن دون نتائج، ما جعله يبدو عقيماً. أما في الموسم الحالي، ومع الاستحواذ الذي أظهره بات أكثر قدرة على فرض إيقاعه في المباراة، ومتمكناً من تسجيل أهداف أتت بعد سيطرة على الكرة وصلت الى 64% منذ مباراته الأولى.
ولا يمكن الهروب من القول إن العامل الأهم في تقديم نتائج إيجابية والفوز هو وجود الهداف الأرجنتيني ماورو إيكاردي كرأس حربة. مهاجم قناص لا يفقد أبداً اتصاله مع الهدف حيث سجل 5 أهداف في 3 مباريات. كما عرف عنه أن يدرس حراس المرمى ونقاط ضعفهم قبل كل مباراة.
أهم أهدافه كانت تلك التي سجلها في شباك روما في المباراة التي تقدم فيها نادي العاصمة الإيطالية، ثم قلب إنتر النتيجة عليه بثلاثة أهداف، اثنان منها لإيكاردي. أظهرت هذه المباراة، عقلية جديدة للاعبين، اذ لم يكن أي مدرب قادر مع إنتر، بعد حقبة البرتغالي جوزيه مورينيو، على خلق هذه القدرة والروح التنافسية، وبث روح الفوز، رغم أنهم كانوا فريقاً جيداً، لكن دون روح، وهذا ما كان سبب تسجيل نتائج مخيبة. تغير كل شيء مع سباليتي، من العقلية الى الأداء على أرض الملعب، وصولاً إلى الإيمان مجدداً بأنفسهم كلاعبين، وبالفريق كجماهير.
كذلك فإن دوراً محورياً في الشق الهجومي يلعبه الجناح الكرواتي إيفان بيريسيتش على صعيد صناعة الأهداف وتسجيلها وهذا ما جعل «النيراتزوري» يقاتل كبار أوروبا وفي مقدمهم مانشستر يونايتد الإنكليزي لإبعادهم عنه في سوق الانتقالات لإدراكه أهميته.
يملك إنتر اليوم عناصر رائعة، ومن المتوقع أن يقدم المزيد في المستقبل، لكن ذلك لم يمنع سباليتي أن يبقي على تواضعه وهو صاحب الباع الطويل في إيطاليا، ليؤكد أنه لن يقدم أي وعد، رغم النتائج المميزة في الدوري حتى الآن، والتي وضع من خلالها ضغطاً أكبر على كبيرَي إيطاليا يوفنتوس وميلان.




إيطاليا «المرحلة الرابعة»

- السبت:
كروتوني × إنتر ميلانو (19.00)
فيورنتينا × بولونيا (19.00)
روما × هيلاس فيرونا (21.45)

- الأحد:
ساسوولو × يوفنتوس (13.30)
ميلان × أودينيزي (16.00)
نابولي × بينيفنتو (16.00)
تورينو × سمبدوريا (16.00)
سبال × كالياري (16.00)
كييفو فيرونا × أتالانتا (19.00)
جنوى × لاتسيو (21.45)