يكفي أن يعود آخر فوز حققه مانشستر سيتي (رغم الأموال التي صرفها) على ليفربول (3-1) الى عام 2014، لتكون مباراة اليوم بين الفريقين مهمة جداً بالنسبة الى كليهما، فالأول يريد كسر نحس تلك السلسلة المؤلفة من خمس مباريات لم ينجح خلالها في الفوز على خصمه، الذي يريد أن يبقي يده العليا في كل مواجهة مع النادي الشمالي الثري.
لكن الأهم من كل هذا هو الجانب الفني الذي بلا شك دفع مدرب السيتي الإسباني جوسيب غوارديولا ونظيره مدرب "الريدز" الألماني يورغن كلوب الى تمضية ساعات طويلة لتحليل كل الاستراتيجيات التي يعتمدها كلّ منهما، فهذه المباراة هي حساسة ومهمة في آنٍ معاً، وقد ازدادت أهميتها بعدما كشف ليفربول عن وجهٍ مخيف باكتساحه أرسنال برباعية، جعلت من كل فرق "البريميير ليغ" تحسب له ألف حساب.
ومما لا شك فيه أيضاً أن المدربَين عملا بتركيز كبير على كيفية استغلال المساحات الفارغة، وخصوصاً أن كليهما عادا الى اعتماد مفاهيم المدرسة الإنكليزية التقليدية التي تعتمد على لاعبَي الجناحين، مع تطويرهما لهذه المقاربة عبر إيلاء أهمية كبيرة للهجمات المرتدة التي يبرع فيها "الحمر" حالياً.
ومن هذه النقطة يمكن الانطلاق في الكلام عن تشريحٍ فني، إذ كما بات معلوماً صرف غوارديولا ما يقارب الـ 150 مليون دولار لتعزيز مركزي الظهيرين وتأمين الضمانة الدفاعية والفعالية الهجومية في آنٍ معاً. هذا في وقتٍ كان فيه كلوب يزيد من سرعة فريقه في ممري الملعب، فأضاف الى "الفهد" السنغالي ماديو سانيه "السهم" المصري محمد صلاح، ليصبح الاثنان سلاحاً فتاكاً لا يرحم، وقادراً على ضرب أي خط دفاع، والأهم الانتقال من العملية الدفاعية الى نظيرتها الهجومية في ثوانٍ معدودة، وذلك من دون إسقاط الفعالية التي ترجمت أهدافاً كثيرة أخيراً.

ازدادت أهمية المباراة بعدما كشف ليفربول عن وجهٍ
مخيف باكتساحه أرسنال

والواقع أن الحديث عن ظهيرين من هنا وجناحين من هناك يفترض أن يكون الأساس لدى مقاربة المدربين للمباراة، وخصوصاً من ناحية غوارديولا الذي بالتأكيد لن يجرؤ على اعتماد خطة 3-5-2، وذلك بعدما رأى أرسنال يتمزق أمام ليفربول بعد اعتماده على ثلاثة لاعبين في خط الظهر.
إذاً، لن يتذوق "بيب" من الكأس المرّة نفسها، لكن عليه أن يخرج باستراتيجية جديدة وخلاقة بعيدة كل البعد عمّا اعتاد مشاهدته العالم في السيتي. وهذه المسألة أساسية ليس في الجانب الدفاعي فقط، لأنه في حال انشغل الظهير الأيمن كايل ووكر ونظيره الأيسر الفرنسي بنجامان مندي بمانيه وصلاح، فإن مؤازرتهما الهجومية ستتقلص، ما يعني أن على غوارديولا البحث في استراتيجية متوازنة لكي يحصل على مراده.
وهنا، ورغم وجود الثلاثي المتألق في خط الوسط أي: جوردان هندرسون، الألماني إيمري كان والهولندي جورجينيو فينالدوم، فإن البحث عن ممر الى منطقة الجزاء من العمق سيكون أحد الخيارات الهجومية الأساسية، وذلك بوجود لاعبين مثل الألماني ليروي سانيه والبلجيكي كيفن دي بروين والبرتغالي برناردو سيلفا، علماً بأن غوارديولا يملك فرصة للفوز في معركة الأجنحة كون ليفربول أضعف منه دفاعياً على هذا الصعيد، وخصوصاً في ظل غياب ناثانيال كلاين عن الرواق الأيمن، ما يعني أن سانيه ودي بروين يمكنهما خلق المشاكل الكثيرة لفريق كلوب في حال أرادا اللعب على طرف الملعب.
إذاً، هو التبديل المستمر في المراكز الذي سيكون الأساس في كبح جماح ليفربول هجومياً، وذلك عبر زيادة الضغط عليه حول منطقته، وهي مغامرة ذات حدين، إذ في حال شارك فيها ووكر ومندي ستنجح لضعف ظهيري ليفربول، لكنها ستكلّف الفريق الأزرق غالياً في حال لم يكن هناك أي ضمانات دفاعية لأن "النفاثتين" سانيه وصلاح يمكنهما تدمير كل شيء في ثوانٍ معدودة.




برنامج بطولتي إنكلترا وإيطاليا

إنكلترا (المرحلة 4)

- السبت:
مانشستر سيتي - ليفربول (14.30)
أرسنال - بورنموث (17.00)
إفرتون - توتنهام (17.00)
ساوثمبتون - واتفورد (17.00)
ليستر سيتي - تشلسي (17.00)
برايتون - وست بروميتش (17.00)
ستوك سيتي - مانشستر يونايتد (19.30)

- الأحد:
بيرنلي - كريستال بالاس (15.30)
سوانزي - نيوكاسل (18.00)

- الاثنين:
وست هام - هادرسفيلد (22.00)

إيطاليا (المرحلة 3)

- السبت:
يوفنتوس - كييفو (19.00)
سمبدوريا - روما (21.45)

- الأحد:
انتر ميلانو - سبال (13.30)
اتالانتا - ساسوولو (16.00)
كالياري - كروتوني (16.00)
فيرونا - فيورنتينا (16.00)
لاتسيو - ميلان (16.00)
اودينيزي - جنوى (16.00)
بينيفنتو - تورينو (19.00)
بولونيا - نابولي (21.45)