انتهت الكأس السوبر الإٍسبانية ولم ينته الحديث عن الموهبة التي سطّرت إنجازاتها في الذهاب والإياب معاً: ماركو أسينسيو.اسمٌ لمع وتصدّر حديث كل متتبعي كرة القدم بعد تألقه اللافت في هاتين المباراتين، بعدما كان قد تألق أيضاً في نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي.

والدته الهولندية، هي من سمّته باسم ماركو، تيمناً بأن يصبح مثل الأسطورة الهولندي ماركو فان باستن. وفي تصفيات «يورو 2016»، طالب المشجعون الهولنديون بعد خيبة عدم التأهل إلى البطولة المقامة في فرنسا وقتها، بأن يكون أسينسيو لاعباً في منتخب الطواحين. لم يفعل ذلك، بل لحق أصول أبيه الـ «باسكية»، واختار أن يكون إسبانياً.
ابن أكاديمية مايوركا، وهناك كان الظهور الأول له مع الفريق في دوري الدرجة الثانية، وهو بعمر الـ 17 عاماً. ومنذ وقتها رأى فيه المدرب الإسباني فيسنتي ديل بوسكي، أن ماركو لاعب أكثر من رائع، وقال فيه: «بلا شك ماركو هو الموهبة الإسبانية الأعظم الآن، وأفضل لاعب شاب موجود في إسبانيا». لعب لمايوركا 56 مباراة، وسجل 7 أهداف، لكن في عام 2014، بدأ الصراع عليه، بين قطبي إسبانيا ريال مدريد وبرشلونة.

يعتزم الملكي تمديد عقد أسينسيو حتى 2022 مع بند جزائي بنصف مليار يورو

الأخير كان قريباً جداً من التوقيع معه، حسب ما كشفت صحيفة «سبورت» الكاتالونية. لكن ما منع ذلك، هو رفض مايوركا بنداً وضعه برشلونة يفيد بدفع قيمة اللاعب على دفعات وليس مرة واحدة. بعدما كانت الصفقة على مشارف التوقيع، مقابل 4.5 ملايين يورو، تعثرت وانتقل إلى الريال مقابل 3.5 ملايين يورو. أما برشلونة وقتها، فدفع فجأةً 5.5 ملايين للتعاقد مع البرازيلي دوغلاس بيريرا. الأخير انطفأ نوعاً ما، وانتقل على سبيل الإعارة إلى سبورتينغ خيخون، بينما زاد بريق أسينسيو موسماً تلو آخر. غير المعلوم أن عراب دخول أسينسيو إلى ملعب الـ «سانتياو برنابيو» هو نجم كرة المضرب الإسباني رافايل نادال، الذي يشجع النادي الملكي. اتصل نادال برئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز، وأوصاه بالتعاقد مع أسينسيو. وقال اللاعب الشاب: «حينما أتتني المكالمة من إدارة ريال بشأن رغبتهم في التعاقد معي، لم أصدق ذلك حينها، ولكن بعد ذلك وجدت أن الأمور حقيقية، وكان أمراً عظيماً اللعب لريال مدريد، فقد تحقق حلمي ورفضت جميع العروض المقدمة من الأندية الأخرى». بكى أسينسيو حين قُدِّم رسمياً إلى وسائل الإعلام. كان وقتها لاعباً مغموراً بالنسبة إلى ما وصل إليه الآن.
بعد تألقه في السوبر الإسبانية، قرر أسينسيو المطالبة بحقوق أكبر، مثل اللعب أساسياً مكان الويلزي غاريث بايل، لأنه حسب وجهة نظره، يستحق ذلك. لكنه بنفس الوقت أكد غير مرة أنه يريد البقاء في الريال ولا ينوي الرحيل إلى أي فريق طالب بالتعاقد معه، على رأسها أرسنال وبرشلونة.
حتى إن إدارة النادي الملكي، وحسب صحيفة «ماركا» قررت تعديل فقرة الشرط الجزائي لحمايته، حيث وصل إلى 500 مليون يورو، وتمديد عقده إلى عام 2022. هكذا دخل اللاعب الصغير في العمر، بصراع إيجابي مع كبار ريال مدريد، حتى أنه في الموسم قبل الماضي، كان في قائمة اللاعبين الأكثر صناعة للأهداف ومباشرة بعد الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروغواياني لويس سواريز والبرازيلي نيمار والبرتغالي كريستيانو رونالدو. بهذا العمر، دخل أسينسيو في دوائر المقارنات مع لاعبين كبار. قد تخاف جماهير ريال مدريد على ضياع هذه الموهبة الفذة، بتضخيمها إعلامياً كما حصل مع آخرين مروا على تاريخ ريال مدريد. لكن ما يحمي أسينسيو هذه المرة هو وجود المدرب القريب جداً من اللاعبين الفرنسي زين الدين زيدان، الذي سيلعب دوراً مهماً وأساسياً في المحافظة على الموهبة الإسبانية الجديدة.