أسدل «الأسطورة» الجامايكي أوساين بولت، الستار على مسيرته بخسارته سباقه الفردي الأخير في بطولة العالم في لندن، محرزاً برونزية 100 م، إذ حلَّ ثالثاً خلف الأميركيين جاستن غاتلين وكريستيان كولمان توالياً.
ففي السباق الأخير، انطلق بولت الذي يصف نفسه بأنه «الأعظم» في تاريخ العاب القوى، بشكل بطيء وحاول اللحاق بكولمان السريع، لكن خط النهاية شهد منافسة نارية ولم تعرف هوية الفائز قبل ظهور النتائج على اللوحة العملاقة في الملعب الأولمبي، إذ بلغ الفارق بين غاتلين الأول والجامايكي يوهان بلايك الرابع سبعة أعشار من الثانية فقط. وسجل بولت (30 عاماً) 9.95 ثوانٍ وراء غاتلين بـ 9.92 ث، وكولمان بـ 9.94 ث.
ولعل ما قاله بولت بعد انتهاء السباق يختصر المشهد: «انطلاقتي تقتلني. عادةً تتحسن مع مرور الجولات، لكنها لم تنجح. لست معجباً كثيراً بحواجز الانطلاق. أعتقد أنها الأسوأ التي اختبرتها في مسيرتي. لم يكن هذا أفضل مواسمي، ولن أعود عن قرار اعتزالي». وختم: «للمرة الأولى أشعر بأن قدميّ متعَبتان بعد أحد السباقات».
سيستذكر الجميع بولت بما فعله وأرَّخه بسجل نظيف، لكن غاتلين لا تزال لعنة المنشطات تلاحقه. فرغم فوزه بالسباق، أُطلقت صافرات الاستهجان بحقه. وتأتي هذه الصافرات لإيقافه بين عامي 2006 و2010 لتنشطه، وهو ردّ عليها: «لا يتعلق الأمر بالجمهور: اعتدت ذلك خلال الأدوار الأولى. احتفظت بكل طاقتي في نصف النهائي وجئت للنهائي لكي أنفذ بما قمت به». لكن بولت هوَّن عليه، قائلاً: «لقد قضى عقوبته. يستحق الوصول إلى هنا، ويعمل بجهد لكي يعود بين الأفضل».
أما كولمان، فكانت له كلمة مؤثرة في وداع بولت، إذ قال: «هذه لحظة تاريخية. بولت رجل نقل الرياضة إلى مستوى آخر. كان أيقونة لي في صغري. يشرفني أن أجتاز الخط النهائي معه».