«أردت تحدياً جديداً. أردت تحدياً أكبر»، هذا ما قاله النجم البرازيلي نيمار، في أول مؤتمراته الصحافية إلى جانب القطري ناصر الخليفي، رئيس نادي باريس سان جيرمان المملوك من هيئة قطر للاستثمارات الرياضية، بعدما صار لاعباً باريسياً.
لا يدخل هذا التصريح إلا في خانة الشعارات الرنانة، التي تخرج إلى الإعلام، ومنها إلى الجماهير، فناديه السابق هو أحد أهم الفرق التي تدخل في المنافسات الحادة على أهم الألقاب، ومن أهم الفرق التي دائماً ما تكون مرشحة للصعود إلى منصات التتويج.
لا يبحث نيمار بدخوله إلى أسوار باريس، عن تحدٍّ أكبر، بل ما يبحث عنه هو الخروج من عباءة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي طغى بحضوره على كل من أتى ويأتي إلى النادي الكاتالوني. في باريس جيرمان لن ترتكز نجوميته في ظل أحد، وهذا ما أراده نيمار.
«كان أصعب قرار في حياته»، بحسب تعبيره، قرارٌ وضعه مع سان جيرمان في عقد لمدة خمسة أعوام يتوقع أن ينال خلاله راتباً سنوياً يصل إلى 30 مليون يورو، بعدما أصبح بموجب قيمة صفقة الانتقال أغلى لاعب في العالم، إذ كلف خزينة النادي صفقة قياسية بلغت 222 مليون يورو.
وبحسب التقديرات، سيصبح نيمار ثاني أعلى اللاعبين أجراً عالمياً بعد نجم شنغهاي شينهوا الصيني الأرجنتيني كارلوس تيفيز بـ 38 مليون يورو، متقدماً على نجم برشلونة الأرجنيتيني ليونيل ميسي بـ 25 مليوناً، ونجم ريال مدريد البرتغالي كريستيانو رونالدو بـ 23.6 مليوناً.

سيصبح نيمار ثاني أعلى اللاعبين أجراً عالمياً بعد تيفيز

بهذه الأرقام الهائلة، شدد نيمار على أنه لم يترك النادي الكاتالوني «من أجل المال».
لا يهمّ أحداً في فرنسا ممن عارضوا هذه الصفقة السبب الذي أدى إلى انتقاله، بل جلّ اعتراضاتهم كان على قيمة الصفقة بحد ذاتها. «مبالغ به»، «فاحش»، «لا يمكن تصوره». بهذه العبارات عبّر بعض الباريسيين عن المبلغ الذي دفعه أصحاب النادي.
توافقت آراء الشارع الفرنسي مع آراء الوزراء في الحكومة الفرنسية. على سبيل المثال، رأى موريس، الباريسي البالغ 72 عاماً، أن الأموال تقتل الرياضة: «لاعبو اليوم لا يقاتلون من أجل فريقهم: ينتقلون من فريق إلى آخر لزيادة رواتبهم، مقراً في الوقت نفسه بأن قدوم البرازيلي إلى فرنسا «سيؤمن على أقله بعض الأموال للخزينة العامة جراء الضرائب».
كلام موريس تقاطع مع ما قاله وزير المالية الفرنسي جيرالد دارمانان، سابقاً، حيث رحَّب بانتقال نيمار لما سيوفره من أموال ضرائب للخزينة العامة.
أما النقاد المعنيون في كرة القدم، فكلامهم كان حول الخشية من أن تؤدي هذه الصفقة إلى تضخم غير منطقي في أسعار اللاعبين، بما سيضر بسوق الانتقالات وقدرة الأندية على استقطاب النجوم.
لا كلام إيجابياً طاول الصفقة إلا من اللاعبين الذين باركوا لنيمار بفريقه الجديد. أما الصحف الإسبانية، ومنها «إل موندو ديبورتيفو»، فانتقدت القيمة المالية للصفقة، غامزة من قناة الملكية القطرية لسان جيرمان، ومعتبرة أن أي نادٍ لم يكن ليتمكن من دفع هذا المبلغ لو لم يكن مدعوماً من دولة.
كلام كثير قيل في قيمة نيمار المادية، متغافلين عن قيمته الفنية. سيحمل نيمار القميص الرقم 10 في الفريق الباريسي. وللرقم 10 دائماً دلالة على أنه هو من سيحمل الفريق على كتفيه إلى المراتب التي يريدها الملّاك القطريون، وهي أعلى مراحل دوري أبطال أوروبا. هذا على صعيد الفريق، أما على الصعيد الفردي، فإن «انتقال القرن» حسب صحيفة «لو باريزيان» الفرنسية، سيسمح لنيمار بأن يكبر ويصبح مرشحاً جدياً لإحراز الكرة الذهبية.