خمسون ممثلاً لأندية كرة القدم جددوا لثمانين بالمئة (8 من أصل 10) من أعضاء اللجنة التنفيذية السابقة مع دخول جورج سولاج وواهرام بارسوميان كعضوين جديدين. دخولهما ليس من باب التغيير، بل جاء نظراً إلى عدم وجود رغبة لدى العضو السابق جورج شاهين في التجديد، فكان سولاج بدلاً منه، أما واهرام، الذي لم يحضر جلسة الانتخاب، فدخل بدلاً من هامبيك ميساكيان بقرار حزبي من الطاشناق.
عاد ريمون سمعان وأحمد قمر الدين وموسى مكي ومازن قبيسي وعصام الصايغ ووائل شهيب ومحمود الربعة وسمعان الدويهي بمعدل أصوات تراوح بين 43 صوتاً للصايغ، وهو الأعلى، و39 لقمر الدين، فيما كان أحمد فردوس أول الخاسرين وآخرهم بـ 13 صوتاً، لكونه الوحيد الذي أكمل السباق الانتخابي بعد انسحاب جورج حنا وخالد يوسف ووفيق إبراهيم.
جلسة انتخاب أعطت صك براءة لأعضاء الاتحاد، ونزعت عنهم صفة «المرتكبين والمجرمين» بعد ما شهده الموسم الماضي من «ويلات» لتثبت الأندية أنها بيت الداء وليست أبداً الدواء.
في أغنية للفنان الراحل جوزف صقر «راجعة بإذن الله»، التي ينطبق عنوانها على اللجنة التنفيذية، يقول صقر: «جرّبنا نتكل عليكم عدنا اتكلنا على الله». كلام يعبّر عن واقع ما حصل أمس، فكثيرون من محبي اللعبة «جربوا» أن يتكلوا على من بيده قرار المحاسبة والتغيير، لكنهم عادوا و«اتكلوا» على الله حين لم يجدوا سوى عنوان الأغنية، مع أمل بأن لا يكون كلام آخر من الأغنية حين يقول صقر «على أنحس بإذن الله».
التجديد لثمانين بالمئة من أعضاء الاتحاد يحرّم على الأندية رفع الصوت لأربع سنوات بعد كل الصراخ الذي صدر عنها في الموسم الماضي، ليأتوا جميعهم ويصوتوا لمن اتهموهم بالتقصير والفشل.
واقع يؤكّد أن المشكلة لم تكن في الاتحاد، بل في الأندية، فإما أنها تعرف حق المعرفة أنها كانت «ظالمة» في المواسم الماضية، وأن المشكلة ليست في الاتحاد، بل فيها، وإما أنها أندية قاصرة عاجزة وهاوية، وبالتالي «كما تكونون يولّى عليكم».
الجمعية العمومية شهدت أيضاً قرارات عدة، كان أبرزها العفو عن اللاعبين الموقوفين وإعفاء الأندية من الغرامات المالية. اقتراح جاء من خارج جدول الأعمال عبر ممثل نادي الاجتماعي ورئيسه عبد الله النابلسي الذي طلب أن يشمل العفو اللاعب الموقوف في ملف المراهنات محمود العلي.
ومرّ القرار بموافقة 28 نادياً من أصل خمسين، وبالتالي صوتت الأندية على العفو عن اللاعبين وتخسير الاتحاد 250 ألف دولار، وهي قيمة الغرامات المتراكمة على الأندية.

صوتت الأندية
لعفوٍ عام
والفيفا يتحفّظ

لكنّ ممثلي الاتحاد الدولي سانجيفان بالاسينغام، ونظيره الآسيوي رافي كومار، في الجسلة كان لهما رأي آخر حين أبلغا الرئيس هاشم حيدر بأنه لا يحق للجمعية العمومية البتّ في قرارات وإجراءات انضباطية وقضائية. فهذا من شأن محكمة التحكيم الرياضي وعبر تقديم الاستئناف وليس بقرار من الجمعية العمومية. ليبقى القرار معلقاً بانتظار إرسال المعطيات إلى «الفيفا» ومعرفة قراره في الموضوع.

ضجيج قبل الانتخابات

الجميع انتظر جلسة الانتخاب بعد الصخب الكبير الذي سبقها، وتحديداً من ناديي السلام زغرتا والراسينغ، لكن الجلسة كانت هادئة بعكس الضجيج الذي كان خارجها قبل بدئها.
تصل إلى البريستول، فتفاجأ بأنّ القرار قد اتخذ بانسحاب الدويهي وحنا، ما يعني أن فردوس سيفوز بالتزكية نظراً إلى عدم وجود مرشحين آخرين بعد انسحاب خالد يوسف ووفيق إبراهيم الجمعة.
قرارٌ صادم لسببين: الأول هو أن العرف الطائفي في الاتحاد مسيحياً سيختلّ مع تراجع عدد الأعضاء المسيحيين إلى ثلاثة لمصلحة السنّة مع تمثيل طرابلس بعضوين، هما قمر الدين وفردوس. كذلك فإن الأخير «مغضوب عليه» ولا يمكن أطرافاً اتحادية أن ترضى بأن يكون موجوداً على طاولة اللجنة التنفيذية، خصوصاً مع وجود ملف مخالفات لفردوس في الاتحاد. الأخير أثبت أنه عنيد واستمر حتى النهاية وأحرز عدد أصوات أكثر من الانتخابات السابقة (11 صوتاً عام 2013). لكن القصة ليست بالعدد، بل بمسلَّمات لا يمكن أن تمرّ في الاتحاد، ما يعني أن عمر اللجنة التنفيذية الجديدة لن يتجاوز الساعات أو الأيام في حال حصول هذا السيناريو.
نصف فرج جاء من البقاع، حيث تبيّن أن خالد يوسف لم يرسل كتاب انسحاب رسمياً، ما يعني أنه مستمر، وبالتالي يمكن دخوله إلى اللجنة التنفيذية وعدم دخول فردوس.

لكن ماذا عن التوازن الطائفي؟

هنا كان لا بد من اللجوء إلى السياسيين، فالاتصالات كانت جارية حتى على المنبر الرئيسي، فتحركت المرجعيات وضربت يدها، ليس على الطاولة، بل على الهاتف. فمن عين التينة على أعلى مستوى، إلى زغرتا، وأيضاً على أعلى مستوى، كان هناك اتصال حاسم من بيروت إلى الشمال يحسم الموضوع ويسأل الوزير سليمان فرنجية عن حقيقة ما يقوم به رئيس نادي السلام الأب اسطفان فرنجية.
ثوانٍ ويرنّ هاتف الأب فرنجية وعلى الشاشة رقم «البيك». يخرج الأب فرنجية إلى الخارج حيث يتلقى الاتصال ليعود بعدها ويتراجع عن قرار سحب الدويهي من الانتخابات ويتشاور من حنا الذي يجد بدوره أنه لا مجال سوى الانسحاب بشخصه فقط، ليتهاوى التحالف، وكلام أمس يمحوه اتصال اليوم، فتهدأ الأمور وتمرّ بسلاسة.
وجه الأب فرنجية ونظراته الزائغة تعكس واقع حاله. يتحدث عن وعود بالمشاركة في القرار في الانتخابات المقبلة، وعن تغيير في النهج الاتحادي، إضافة إلى استعادة الشمال لمركز نيابة الرئيس الذي كان لممثل زغرتا، وقد يعود إلى الدويهي.
أمورٌ أشبه بحفظ ماء الوجه، لكنها في النهاية جنّبت اللعبة أزمة حقيقية.