وضع رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة بيار كاخيا الكرة في "سلة" الجمهور اللبناني والشركات الراعية حين أعلن صراحة أن اتحاده يعتمد على الجمهور والرعاة لتأمين موازنة استضافة بطولة آسيا لكرة السلة الشهر المقبل. 2.7 إلى 3 ملايين دولار ستكون كلفة الاستضافة، حيث لجأ اتحاد اللعبة الى الخطة "ب" لتأمين التمويل بعد فشل الخطة "أ" والتي ترتكز على الحصول على مساعدة من الدولة بقيمة 2.7 مليون دولار.
فشل لا يزال كاخيا وبعض المسؤولين في الاتحاد يأملون بأن يتحول الى تمويل متأخر. "لم نفقد الأمل بعد بالحصول على المساعدة من الدولة" يقول كاخيا خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس في مقر الاتحاد للحديث عن البطولة الآسيوية. ملامح وجه رئيس الاتحاد لا تشعرك بالراحة، يمكنك أن تقرأ القلق على وجهه نتيجة المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه. لكن كلامه يوحي بالكثير من الثقة. صحيح أنه كلام أشبه بشراء "سمك في البحر"، لكنه في الوقت عينه يجعلك تشعر بأن الحصول على هذا "السمك" مؤكّد. لا ينكر كاخيا أن استضافة البطولة دون تمويل من الدولة مغامرة، "لكنها مغامرة محسوبة. وحين يفوز لبنان باللقب الآسيوي، سيكون المردود المالي كبيراً عبر الشركات التي ستتهافت للاستثمار في اللعبة. يتم صرف 15 مليون دولار سنوياً في لعبة كرة السلة، لكن اللعبة أصبحت مستنزفة اقتصادياً، وبالتالي يحتاج المجتمع الاقتصادي الى هزة كي تستفيد اللعبة. لست قلقاً من أن النتيجة ستكون بإغراق الاتحاد واللعبة بالديون. فنحن نعرف ماذا نفعل". كلام يتوافق مع دردشة جانبية مع نائب كاخيا عضو اللجنة الإدارية رامي فواز. الأخير يبدو واثقاً جداً من نجاح الحدث والقدرة على تأمين قسم كبير من الموازنة عبر بيع التذاكر، وخصوصاً للمؤسسات وجلب رعاة للبطولة. هذه التذاكر التي سيتم طرحها بدءاً من يوم السبت للبيع وهي ستكون موزعة على ثلاث فئات: VIP: وأسعارها تتراوح بين المئة دولار والسبعين دولاراً، الدرجة الأولى: خمسين دولاراً، والبطاقات العادية بعشرين ألف ليرة. وهذه البطاقة تكون لمباريات يوم كامل (أربع مباريات) مع إمكانية الخروج من الملعب والعودة إليه. بيع البطاقات سيكون محصوراً بمراكز معينة، اضافة الى شرائها عبر "الإنترنت" مع إمكانية الحصول على تخفيضات على السعر في حال شرائها في المرحلة الأولى من البيع، أي أيام السبت والأحد والاثنين المقبلة. وهنالك "باقة تذاكر للعائلات". وفي حال نجاح هذا النظام، سيتم اعتماده في بطولة لبنان الموسم المقبل وفي تصفيات بطولة العالم. وكشف كاخيا أن البطاقات لن تكون متوفرة على أبواب الملعب.
يسهب الرئيس في الحديث عن أهمية الحدث، فيصوّره على أنه فرصة ذهبية وفي كلامه الكثير من الصوابية، اذ على الصعيد الفني سيكون لبنان أمام فرصة احراز اللقب والتربع على عرش السلة الآسيوية لأربع سنوات. الأهم من ذلك هي الصورة التي ستُنقل الى العالم عبر 70 محطة تلفزيونية ستنقل الحدث، وهي صورة البلد الآمن في منطقة مشتعلة، فيكفي لبنان شرفاً أن 15 دولة مشاركة في البطولة، ولم تعترض أي دولة أو حتى الاتحاد الدولي والآسيوي للعبة على اقامتها في لبنان.
يشدد كاخيا على أربع نقاط تهمّ الاتحاد في الاستضافة: أولاً، تقديم منتخب يرفع رأس لبنان وينجح في الوصول الى النهائي. ثانياً، تنظيم واستضافة تليق باسم لبنان. ثالثاً، اقامة حفل افتتاح ينقل الصورة الحقيقية للبنان، رغم قصر مدته (20 دقيقة)، وتقديم خدمة انترنت عالية الجودة كي يستطيع العالم مشاهدة ما يحصل في لبنان.
على الصعيد الفني، يبدو كاخيا مطمئناً إلى تحضيرات المنتخب. يتحدث بواقعية عن موضوع اللاعب المجنس، منطلقاً من الضربة المعنوية بعدم شفاء جوليان خزوع من إصابته، ما خلط الأوراق ووضع الاتحاد في موقف حرج، فالفترة الماضية كانت فترة "NBA Draft" حيث دخل الصينيون على خط استقطاب اللاعبين، ما أدى الى رفع الأسعار. لكن الخيارات لم تصبح معدومة، ذلك أن هناك عملاً للاتفاق مع لاعب يلعب في الدوري الإيطالي (حُكي أنه لاعب هومنتمن السابق الأميركي نورفيل بيل) بانتظار موافقة ناديه.
هو الخروج الأول لكاخيا الى الإعلام بشكل رسمي، صحيح أن رئيس اتحاد السلة لم يقدم الأدلة على أن التمويل مؤمن، سواء عبر ذكر بعض أسماء الرعاة والأموال التي دخلت الى صندوق الاتحاد قبل 23 يوماً على انطلاق البطولة، لكن الى حد ما نجح في تبديد بعض الهواجس حول تحميل اللعبة ديوناً هائلة. تبقى العبرة بالخواتيم وترجمة الثقة والأجواء الإيجابية الى أرقام تثبت أن الاتحاد بالفعل يقوم بمغامرة محسوبة. وهذا أمرٌ يتمناه كل محب لكرة السلة اللبنانية، بعيداً عن أي حسابات ضيقة أو شخصية.
بعدما أصبحت استضافة البطولة أمراً واقعاً، والتوقيع على العقد مع الاتحاد الآسيوي سيحصل قريباًبعد عرض الموضوع على اللجنة الإدارية، لم يعد بالإمكان الحديث عن الهواجس. وقد يكون أفضل الممكن هو دعم الاتحاد والترويج للبطولة حتى تنجح ويقطف لبنان وسلته ثمارها.