كشف الاسكوتلندي ديفيد مويس، المدرب السابق لمانشستر يونايتد الإنكليزي والحالي لسندرلاند، قبل أيام، أن فريق «الشياطين الحمر» كان قريباً من التعاقد مع النجم الألماني طوني كروس، حيث سافر إلى ألمانيا واتفق مع اللاعب. غير أن إقالته وتعيين الهولندي لويس فان غال أطاحا الصفقة، لينتقل بعدها كروس إلى ريال مدريد الإسباني.
بالنسبة إلى كروس، فإن المستقبل لا يزال أمامه. ومن يعلم، ربما قد ينتقل إلى «البريميير ليغ» في يوم من الأيام؟ لكن في الواقع، فإن ملاعب إنكلترا خسرت العديد من النجوم الذين كانوا قريبين من الانتقال إليها، من دون أن يتم هذا الأمر لأسباب مختلفة، وغالباً ما تكشف الصحف الكبرى عن ذلك بعد مضي فترة من الزمن على فشل هذه الانتقالات، وتتصدر هذه الأخبار العناوين تاركة حسرة عند مشجعي هذا الفريق أو ذاك.
هذه الحسرة عاشها جمهور يونايتد حين كشف النجم البرازيلي رونالدينيو العام الماضي أنه كان في 2003 على وشك ارتداء قميص «الشياطين الحمر» قبل برشلونة الإسباني.

بيليه ومارادونا وزيدان
ورونالدينيو وميسي كانوا قريبين من الـ«بريميير ليغ»


وقال أفضل لاعب في العالم سابقاً في حوار مع مجلة «فور فور تو» الإنكليزية: «كنت على وشك التعاقد مع مانشستر يونايتد، لكن حدثت الأمور بصورة سريعة في 48 ساعة، وسألني رئيس برشلونة السابق ساندرو روسيل عن إمكان انضمامي إلى البرسا إن أصبح رئيساً له، وأجبته بالقبول»، وأضاف: «لم يكن هناك سوى تفاصيل صغيرة مع مانشستر يونايتد حينما اتصل بي روسيل ليخبرني أنه سيفوز بالانتخابات، وكنت قد وعدته باللعب لفريقه. كانت المفاوضات سهلة وسريعة، وأخبرت الإنكليز باختياري برشلونة».
وإذا كان رونالدينيو قد رفض يونايتد من أجل برشلونة، فإن مواطنه الأسطورة بيليه رفض الفريق ذاته من أجل سانتوس. فقد اعترف «الجوهرة السوداء» الصيف الماضي بأنه تلقى عرضاً في أواخر عام 1968 للعب ليونايتد إلى جانب الإيرلندي الشمالي جورج بيست، لكنه رفضه، وقال لوسائل إعلام إنكليزية: «سألوني: هل تريد أن تلعب في مانشستر يونايتد؟ في ذلك الوقت، كان سانتوس واحداً من أفضل الفرق جنباً إلى جنب مع ريال مدريد، فقلت لا سأبقى حيث أنا».
لائحة اللاعبين الذين كانوا قريبين من الانتقال إلى «البريميير ليغ» تضم أيضاً النجم الفرنسي السابق زين الدين زيدان، حيث كشفت صحيفة «ذا دايلي مايل» الإنكليزية أنه كان قريباً من الانتقال إلى بلاكبيرن عام 1995 عندما كان في صفوف بوردو، لكن رئيس النادي وقتها، جاك وولكر، تراجع عن الفكرة لينتقل «زيزو» في العام التالي إلى يوفنتوس الإيطالي ويصبح من أشهر اللاعبين في أوروبا.
يبقى أن الحسرة الكبيرة هي التي شعر بها عشاق أرسنال، إذ يؤكد الصحافي البريطاني الشهير جيوليم بالاج المتخصص في كرة القدم الإسبانية في كتابه «ميسي»، أن نجم برشلونة ومنتخب الأرجنتين ليونيل ميسي كان على وشك الانتقال إلى صفوف «المدفعجية» عندما كان يبلغ 16 عاماً ويلعب في أكاديمية «لاماسيا».
لكن الأمر لا يتوقف على ميسي، إذ إن أرسنال كان قريباً في مناسبتين من ضم مواطنه الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا.
فقد كشف مارادونا في حديث إلى صحيفة «ذا صن» الإنكليزية: «عندما كنت في الـ 19 من عمري، حاولوا ضمي من أرجنتينوس جونيورز. خلال هذا الوقت، ضم توتنهام الأرجنتينيين ريكي بيا وأوسي أردايلس»، وأضاف: «في النهاية، صفقة انتقالي إلى أرسنال فشلت. أحياناً أتساءل: ماذا كان سيحدث لو ذهبت إلى هناك».
وفي عام 1982، حاول أرسنال ضم مارادونا مجدداً، وأرسل أحد كشافيه إلى الأرجنتين ليتابع الأسطورة وهو يلعب مع بوكا جونيورز. بيد أن غراهام كيلي، سكرتير الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم ومديره التنفيذي حينها، أصدر قراراً يمنع ضم أي لاعب غير أوروبي لمدة سنتين، وبالتالي توقفت الصفقة لينتقل مارادونا إلى برشلونة ويبدأ رحلته الأسطورية.
هكذا، ورغم أن الكثير من النجوم مرّوا على ملاعب إنكلترا، فإن هذه الأخيرة حُرمت من نجوم عديدين آخرين، لسبب أو لآخر، كان قدومهم كفيلاً بأن يزيد من رونق البطولة الأجمل في العالم.