لمن يسأل عن سبب قلّة المدربين الانكليز في الدوري الانكليزي الممتاز لكرة القدم، الجواب واضح: هم ذهبوا الى التحليل والتنظير ليهربوا من الفشل.هذا رأي خاص يلخّص ما يحصل في الاعوام القريبة الماضية حول "البريميير ليغ" حيث فضّل نجوم اللعبة السابقون استوديوهات التحليل على مقاعد التدريب، لكي يهربوا من ثقل المسؤولية وليوجهوا الانتقادات الى غيرهم، وليحصدوا النجومية حتى احياناً عند جمهور الفرق التي لطالما كانت عدوة لهم.

آخر هؤلاء الشقيقان غاري وفيليب نيفيل، اللذان انتقدا بشدة خيار تمسّك مدرب ليفربول، الالماني يورغن كلوب، بمواطنه حارس المرمى لوريس كاريوس برغم كل الاخطاء التي يرتكبها، ما استدعى ردّاً من مدرب "الحمر"، مصوّباً تحديداً على فشل غاري كمدرب وذهابه الى ممارسة مهنة الصحافة من بوابة تحليل المباريات.
الواقع انه في كلام كلوب الكثير من الجانب الصحيح، فاليوم اذا ما نظرنا الى الدوري الانكليزي نجد ان عدد المدربين المحليين لا يتخطّى اصابع اليد الواحدة، بينما تحوّل كل نجمٍ تقريباً الى محللٍ لمباريات "البريميير ليغ" عبر احدى القنوات الكبيرة، في وقتٍ كان ينتظر فيه كثيرون ان يروه مرتدياً بزّته وواقفاً على خط الملعب لا جالساً في الاستوديو.

هرب النجوم الى التحليل
لادراكهم حجم الضغوط
على المدربين


والامثلة كثيرة على هذه الصورة وسببها ان هؤلاء النجوم يعرفون تماماً مدى الضغوط التي تحيط بالمدربين الذين يشرفون على اندية الدوري الممتاز، لذا فان غالبيتهم هرب الى الخارج اذا اراد خوض غمار التدريب، تماماً كغاري نيفيل الذي فشل مع فالنسيا الاسباني وأُقيل سريعاً، او ذهب الى التحليل حيث يرى في هذا المجال مساحةً للحفاظ على نجوميته من دون ان تشوبها شائبة، اضافة الى تحوّله نجماً من نوعٍ آخر يحلّل المباريات مقابل أجرٍ مادي كبير ويظهر في الاعلانات التلفزيونية ويتقاضى مقابلها مبالغ طائلة.
وتطول اللائحة اذا ما ذكرنا الاسماء، لكن بعضها اثبت ان هذه المهنة تليق به على غرار هداف كأس العالم 1986 غاري لينيكر، الذي بات من ابرز المقدّمين فينتظر المشجعون تعليقاته واسئلته وتغريداته الممزوجة بالذكاء والمعرفة بغالبيتها. اما بعض النجوم الآخرين فقد اثاروا الغضب والسخرية جراء تعليقاتهم، وخصوصاً انهم يطلقونها من دون اي حسابات، ربما لشدّ انتباه الجمهور مجدداً اليهم. هذا الجمهور الذي سأل عن دورهم في تطوير اللعبة في انكلترا بعدما طبعوها بطابعهم الخاص لفترة طويلة كل على طريقته، امثال بول سكولز، والن شيرر، وجايمي كاراغر، ومايكل اوين، وداني مورفي، ريو فرديناند، ومارتن كيون. هؤلاء عيّنة من لاعبين حصدوا الالقاب المحلية والقارية، لكنهم اليوم لا يقدّمون قيمة مضافة الى كرة انكلترا سوى التنظير في الاستوديوهات، متناسين انهم كانوا لاعبين يوماً ما.
نعم، سبب تحوّلهم الى هذا المجال هو الخوف من الفشل في مجال التدريب، بعكس ما يحصل مع اللاعبين الفرنسيين او الاسبان مثلاً، الذين نراهم يتحوّلون الى التدريب بعد اعتزالهم بفترة وجيزة، ويساعدون على دفع عجلة "كرتهم الوطنية" الى الامام، حارمين المدربين الاجانب اخذ الادوار الرئيسية في بطولاتهم.
وهنا نعود الى المشكلة المزمنة التي تعانيها كرة انكلترا منذ سنوات طويلة، وهي سيطرة المدربين الاجانب عليها واعطاؤهم الفرصة لمواطنيهم الناشئين او للاعبين الاجانب الصغار على حساب المواهب الانكليزية، اذ لا غرابة في القول هنا بأنه لو اشرف مدربون محليون اكثر على الفرق الانكليزية لرأينا لاعبين انكليزا اكثر يأخذون مكانهم في الفرق.
الصحافة لم تكن اختصاصهم يوماً، لكن هروبهم اليها خوفاً من الفشل، يأخذنا الى القول بأن تلك المهنة في انكلترا اصبحت مهنة الذين لا مهنة لهم.




نتائج البطولات الأوروبية الوطنية

إنكلترا (المرحلة 16)

إفرتون – أرسنال 2-1
سيموث كوليمان (44) والويلزي آشلي ويليامس (86) لإفرتون، والتشيلياني ألكسيس سانشيز (20) لأرسنال.

بورنموث – ليستر سيتي 1-0
مارك بوغ (34).


- الأربعاء:
ميدلسبره – ليفربول (21,45)
سندرلاند – تشلسي (21,45)
وست هام – بيرنلي (21,45)
كريستال بالاس – مانشستر يونايتد (22,00)
مانشستر سيتي – واتفورد (22,00)
ستوك سيتي – ساوثمبتون (22,00)
توتنهام – هال سيتي (22,00)
وست بروميتش ألبيون – سوانسي سيتي (22,00)