"مروّع". هذا باختصار كان عنوان صحيفة "ليكيب" الفرنسية الشهيرة حول أداء باريس سان جيرمان صبيحة اليوم التالي لمباراته أمام لودوغوريتس البلغاري المتواضع التي انتهت بالتعادل 2-2، في ختام دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا.
عنوان بكلمة واحدة فقط، لكنه معبّر جداً عمّا كان عليه حال بطل فرنسا في المباراة في معقله "بارك دي برانس"، حيث نزل التعادل كالماء البارد على الباريسيين، إذ فضلاً عن الأداء السيئ والتأخر مرتين بالنتيجة وانتظار الدقيقة الأخيرة حتى إدراك النتيجة، فإن التعادل كلّف الفريق خسارة صدارته للمجموعة لمصلحة أرسنال الإنكليزي، بعد أن كانت بين يديه، وهذا ما يزيد احتمال وقوعه بمواجهة خصم قوي في دور الـ 16.
هذا التعادل أغضب القطري ناصر الخليفي، مالك النادي الباريسي، الذي لم يخف خيبة أمله، وقال إنه كان ينتظر أكثر من اللاعبين. أقل شيء طبعاً أن يكون هذا انطباع الخليفي الذي يرى أن حلمه الكبير بريادة الكرة الأوروبية لا يزال دونه صعوبات جمّة، وهو بعيد المنال. حتى إن الأمور لم تعد تتوقف على المستوى القاري، بل المحلي أيضاً، إذ لا شك في أن الرجل يبدو مذهولاً الآن باحتلال فريقه المدجج بالنجوم المركز الثالث في "الليغ 1"، متخلفاً بأربع نقاط عن نيس المتصدر، وأكثر بعد تلقيه الهزيمة في الجولة الأخيرة أمام مونبلييه 0-3 التي لم يكن يتوقعها أشد المتشائمين الباريسيين إزاء فريقهم الذي شهد مستواه انخفاضاً واضحاً هذا الموسم.

عاد الفريق الباريسي
مع إيمري إلى النقطة الصفر وافتقد للكثير من ميزاته مع بلان


الحقيقة أن الخليفي يتحمل هو وإدارته المسؤولية حيال هذا الوضع السيئ لسان جيرمان، تحديداً لجهة إقالة لوران بلان من تدريب الفريق في الصيف الماضي والتعاقد مع الإسباني أوناي إيمري الذي دغدغ أحلام القطريين بألقابه الثلاثة مع إشبيلية في "يوروبا ليغ"، لكن فات هؤلاء أن ما ينطبق على "يوروبا ليغ" ليس مثله في دوري أبطال أوروبا. الخطأ الذي ارتُكب، أن سان جيرمان كان في حالة استقرار مع بلان الذي عمل على بناء الفريق، وهو العالِم بخباياه، فضلاً عن أنه فرنسي وعلى معرفة بالتفاصيل الدقيقة في "الليغ 1". أما أوروبياً، فقد تمكن من الوصول إلى ربع نهائي دوري الأبطال، وخانته اللحظة الأخيرة كما في الموسم الماضي أمام مانشستر سيتي الإنكليزي بعد إطاحته الفريق الإنكليزي الآخر تشلسي من دور الـ 16، أضف إلى أن كرة الفريق الباريسي مع "البريزيدان" كانت تحمل لمسة جمالية وثابتة في المجمل. بكلام آخر، كان سان جيرمان مع بلان على وشك الوصول إلى الكمال والجاهزية التامة لو مُنح الوقت حتى هذا الموسم.
لكن مع قدوم إيمري، عاد الفريق إلى النقطة الصفر، وافتقد الكثير من ميزاته، ويبدو واضحاً غياب روحية الفوز والثقة لدى اللاعبين، وفي مقدمهم على سبيل المثال الأرجنتيني أنخل دي ماريا، الذي هبط مستواه على نحو رهيب هذا الموسم، وهو رغم تسجيله هدف التعادل أمام لودوغوريتس، فإنه لم يسلم من صافرات استهجان الجماهير في "بارك دي برانس" ومن تعليقاتها الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد المباراة.
وحده الأوروغواياني إيدينسون كافاني يشذّ عن القاعدة هذا الموسم بأهدافه الغزيرة التي يتصدر بها ترتيب الهدافين في الدوري الفرنسي، وقد سجل في مباراة الثلاثاء الأوروبية هدفاً أكروباتياً رائعاً، وللمفارقة فإن كافاني كان من أكثر اللاعبين عرضة للانتقادات في مطلع الموسم، وكان الخليفي على استعداد لبيعه في الصيف الماضي لو مدد السويدي زلاتان إبراهيموفيتش عقده مع الفريق.
الأوضاع ليست على ما يرام في باريس حالياً. الخليفي غير مطمئن. الفريق في تحدٍّ جديد هذه المرة أمام نيس متصدر "الليغ 1" يوم الأحد المقبل. لا مجال للخطأ مجدداً، فالأمور بدأت تلامس مرحلة الخطر.