كثرت الانتقادات التي طاولت نجم ريال مدريد البرتغالي كريستيانو رونالدو منذ انطلاق الموسم. فمنذ انتهاء بطولة الـ "يورو" الأخيرة في فرنسا، وانطلاق الموسم الإسباني، لم يقدم رونالدو أي شيء يذكر، بعدما أخذت منه إصابة بالركبة تعرض لها في نهائي بطولة أوروبا 2016، بعض بريقه. صحيح أنه لم تصل به الأمور إلى إطلاق صافرات الاستهجان ضده من قبل الـ "ألتراس"، كما يحصل عادةً مع الفرنسي كريم بنزيما، إلا أنه قورن من جديد بزميله الويلزي غاريث بايل.
وصل البعض إلى نتيجة أن الأخير بات أفضل من "الدون" على أرض الملعب، ورأوا أن لا داعي للذعر إذا ما تعرض صاحب "هاتريك" الكرة الذهبية لأي إصابة، أو استمر تراجع مستواه، فـ"النفاثة" موجود.
هذا الكلام انطلق مع أولى مباريات الموسم، حين مرَّ رونالدو بأسوأ انطلاقة موسم على صعيد الأهداف منذ أن انضم إلى ريال قادماً من مانشستر يونايتد عام 2009. هزّ الشباك أربع مرات في أول ثماني مباريات في مختلف البطولات، لكن الاستفاقة كانت أمام ألافيس، حين سجل ثلاثية للمرة الأولى هذا الموسم في المباراة التي انتهت بفوز ريال 4-1.

بات رونالدو قريباً
أكثر فأكثر من نيل الكرة الذهبية الرابعة في مسيرته


لكن مفعول الصدمة الإيجابية كان حين سجل "سي أر 7" ثلاثية أخرى، هذه المرة في مرمى أتلتيكو مدريد قاد بها الملكي إلى فوز أول في الدوري المحلي على خصمه في العاصمة منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
مفعول الصدمة الإيجابي هذا، أبقى على رونالدو، رافعاً رصيده إلى عشرة أهداف بالبطولة هذا الموسم عندما قاد ريال للفوز 2-1 على سبورتينغ خيخون، ليصبح مسجلاً خمسة أهداف في آخر مباراتين. "هذا هو رونالدو. يمكنه تسجيل الأهداف في أي وقت"، اختصر المدرب الفرنسي زين الدين زيدان القول فيه.
لم يكتف عند هذا الحد، بل عاود الدخول إلى تاريخ الدوري الإسباني ليصبح أول لاعب في تاريخ الـ"ليغا" يسجل ثلاثين هدفاً أو أكثر في سبع سنوات متتالية. في التاريخ الماضي، سجل رونالدو ثلاثين هدفاً وأكثر في أعوام 2010، 2011، 2012، 2013، 2014، 2015 و2016. كذلك، كان هدفه الثاني في مرمى خيخون هو الـ 55 في الدوري الإسباني من ركلات الجزاء، وهو على بعد ركلة جزاء واحدة من الرقم التاريخي المسجل باسم المكسيكي هوغو سانشيز.
بين أرقام سانشيز وإنجازات الأرجنتيني ألفريدو دي ستيفانو يدور فلك رونالدو. رئيس ريال مدريد أشاد به، مشيراً إلى أنه خليفة دي ستيفانو، أسطورة الفريق. وأكد: "رونالدو سيحصد الكرة الذهبية الرابعة في تاريخه خلال أيام، وهو واحد من أساطيرنا، وخليفة دي ستيفانو".
ليس وحده بيريز من يصدح بقوله هذا، بل الجماهير أيضاً، أبدت دعمها لنجمها في طريقه نحو حصد جائزة الكرة الذهبية لعام 2016. وصرخت الجماهير التي تخطى عددها 60 ألف متفرج وفقاً لصحيفة "ماركا" الإسبانية، خلال وجودهم في مواجهة الفريق أمام خيخون: " الكرة الذهبية، كريستيانو، الكرة الذهبية".
يقترب منها رونالدو أكثر فأكثر، فهو الذي تُوِّج بلقب "اليورو" لأول مرة مع بلاده، كما رفع كأس دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، وهو اللقب الـ 11 في تاريخ الملكي. لا يهم إن عادت الجائزة بملكيتها إلى صحيفة "فرانس فوتبول" الفرنسية، وانفصلت عن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، إذ إن رونالدو فاز بها في نفس الظروف عام 2008، وحصدها تحت سيطرة "الفيفا" مرتين 2013 و2014.
موسم يبدو حافلاً من بدايته بالأرقام القياسية والجوائز، وتمديد العقد إلى 2021 دليل على ثقة الفريق الكبيرة به أنه ما زال قادراً على العطاء وتسطير إنجازات جديدة حتى لو تخطى سن الثلاثين.