هي من المرات القليلة التي تدب الحياة في منتخب لبنان لكرة السلة قبل فترة طويلة من أي استحقاق كبير. فقد جرت العادة أن يتجمّع لاعبو المنتخب قبل فترة قصيرة من أي بطولة وتكون فترة الإعداد ضيقة قبل الدخول في المنافسات الرسمية.هذه المرة الوضع مختلف. فمنتخب لبنان بدأ استعداده من اللحظة التي انتهت فيها بطولة لبنان، خصوصاً في ظل استحقاق غرب آسيا الذي أحرزه لبنان وشكّل دفعة معنوية للمنتخب في أول عودة له إلى الساحة الدولية بعد رفع الحظر. البعض شكك في أهمية الانتصار، نظراً إلى ضعف مستوى المنتخبات الأخرى.

أمر لا يوافق عليه مدرب المنتخب اللبناني الصربي فاسيلين ماتيتش في حديثه لـ»الأخبار». فهو يرى أن المنتخب الأردني لم يكن سهلاً، وهو منتخب لديه لاعبون مميزون ولاعب مجنّس، والبطولة كانت على أرضه وبين جمهوره، وكل الأمور كانت مجهزة كي يحرز اللقب، لكنه اصطدم بالحافز الكبير لدى اللبنانيين لتحقيق نتيجة إيجابية.
حالياً معظم لاعبي المنتخب الأول في فترة راحة أو علاج أو ارتباطات سلوية خاصة. ولا يبدو ماتيتش قلقاً لغياب فادي الخطيب وإيلي رستم وجان عبد النور وعلي كنعان وغيرهم حالياً، وخصوصاً الخطيب الذي يعتبر أنه حاضر دائماً، معبراً عن سعادته لتعاقد الخطيب مع فريق صيني، وهذا دليل ثقة على جاهزية قائد منتخب لبنان ومستواه.
وبناءً عليه، فإن الفترة الحالية، في نظر ماتيتش، فرصة للاعبين الذين لم يأخذوا فرصتهم كي يلعبوا ويشاركوا في البطولة العربية في مصر بين 21 تموز و30 منه. ومن هؤلاء اللاعبين أمير سعود، وائل عرقجي، عمر الأيوبي، جو أبي خرس، علي حيدر، باسل بوجي وعلي مزهر الذي يقدم أداءً جيداً ويتدرب بشكل قوي. وكان من المفترض أن يشاركوا في دورة الملك عبد الله في الأردن بين 5 و11 آب، لكن يبدو أن هناك شكوكاً حول اقامة الدورة في موعدها أو تأجيلها بانتظار القرار النهائي للجنة المنظمة.

الاتصال مقطوع
مع جوليان خزوع رغم إشارات إيجابية والبحث عن مجنّس جارٍ


أما بالنسبة إلى المنتخب الرئيسي، فإن فترة الإعداد ستبدأ بشكل جدي في آب مع معسكر في أوروبا وقد يكون في صربيا، وتليه دورة بولندا القوية في 27 آب وعلى مدى ثلاثة أيام والتي يشارك بها منتخبات بلجيكا، إستونيا وبولندا الى جانب لبنان. ومن ثم هناك دورة في الصين من 10 الى 20 أيلول قبل انطلاق بطولة آسيا. لكن يبقى الاستعداد الأفضل لمنتخب لبنان هو جونز كاب الذي يسعى القيّمون إلى المشاركة فيها. لكن المشكلة في اكتمال العدد، وبالتالي فإن المنتخب اللبناني على لائحة انتظار يبدو أنها ستطول. فقد كان من المفترض أن يأتي جواب من القيمين على الدورة في شهر حزيران ولكن حتى هذه اللحظة لا جديد في الموضوع.
وتبقى المشكلة الأساسية بنظر ماتيتش هي عدم وجود لاعب الارتكاز الطويل، وهو أمر يسعى القيمون على المنتخب إلى حلّه عبر قناتين. الأولى التي هي جوليان خزوع الذي رغم بعض الإشارات الإيجابية عن احتمال أن يلعب مع منتخب لبنان والتي ترتكز هذه الاشارات على تعليق لصحافي أوسترالي تحدث فيها عن احترام خزوع للمدرب ماتيتش، الا أن لا شيء رسمي. إذ لا يوجد مفاوضات بين الاتحاد والقيّمين على المنتخب مع خزوع الغائب عن السمع ووكيل أعماله دانيال مولدوفان الذي لا يردّ على مراسلات الاتحاد.
والقناة الثانية سير ذاتية لعدد كبير من اللاعبين لتجنيس أحدهم، وحسم الموضوع سيحدد أموراً كثيرة بالنسبة إلى ماتيتش الذي يتمنى أن يلعب خزوع مع لبنان كي يستطيع الحفاظ على جاي يونغبلود كمجنس بعد الأداء والالتزام الكبير الذي أبداه يونغبلود مع منتخب لبنان.
ولا شك في أن بطولة آسيا تتطلب إعداداً كبيراً نظراً إلى صعوبة المهمة في التأهل الى أولمبياد ريو دي جانيرو حيث سيصعد منتخب واحد فقط من بين 16 منتخباً ستتوزع على المجموعات كالآتي:
المجموعة الأولى: ايران (بطلة آسيا لعام 2013)، اليابان، ماليزيا ومنتخب من جنوب آسيا.
المجموعة الثانية: الفيليبين، فلسطين، الكويت ومنتخب من شرق آسيا.
المجموعة الثالثة: كوريا الجنوبية، الأردن، سنغافورة والصين.