ثلاث جهات تدور بينها حقوق النقل التلفزيوني لمباريات كرة القدم. واختيار عبارة "جهة" لا تلفزيون ليس صدفة، ذلك أن على طاولة الاتحاد اللبناني للعبة أكثر من عرض مقدّم من أفراد أو شركات وتلفزيونات سيتم اختيار إحداها لكي تكون الناقل الرسمي للمباريات.بعد نهاية عقده مع الاتحاد، أصبح "الجديد" خارج الحسابات، سواء بشكل مباشر أو عبر أي جهة مرتبطة به، كتلفزيون "هواكم" أو عماد جمعة أو غيره. فالمسألة أصبحت في مكان آخر، وتحديداً بين الثلاثي: تلفزيون "MTV"، رئيس نادي الأنصار نبيل بدر، والعرض المقدّم من الثنائي بيار كاخيا ورامي فواز. عرض سابق جرى تقديمه من قبل فواز وبودي معلولي ووضاح الصادق، حين زار الثلاثة رئيس الاتحاد هاشم حيدر في مكتبه وقدموا إليه العرض، لكن جرى سحبه بعد ذلك لخلاف بين الشركاء، فعاد فواز وقدّم عرضاً مع كاخيا.

ويلاحظ أن بعض العروض مقدمة من أشخاص كبدر وكاخيا، لكن لا شك في أن هؤلاء سيقومون بنقل المباريات عبر شاشة معينة، لذا يمكن الجزم بأن فوز نبيل بدر بالمزايدة سيعني نقل المباريات على شاشة المستقبل. أما فوز كاخيا وفواز، فمن الطبيعي أن يكون نقل المباريات على شاشة "LBCI"، بينما قدّمت "MTV" العرض باسمها.
بالنسبة الى بدر، يتوقع أن يصل عرضه النهائي الى الاتحاد اليوم بعد اجتماع سيعقده مع رئيس القسم الرياضي في تلفزيون المستقبل الزميل حسام زبيبو لتحديد السعر النهائي الذي سيقدّمه الطرفان والذي قيل إنه يناهز الـ 600 ألف دولار، هذا وفق اجتماع سابق عُقد بين بدر وزبيبو ورئيس الاتحاد هاشم حيدر وجرى فيه طرح الموضوع على الرئيس وإبلاغه بالمبلغ.

سيأخذ الإتحاد مصلحة اللعبة في اختياره للعرض الفائز

"MTV" من جهتها، قدمت عرضاً بقيمة 550 ألف دولار، وهو عبارة عن 450 ألف دولار من التلفزيون و100 ألف دولار من بيع اسم البطولة ومنح المبلغ الى الاتحاد، كما حصل سابقاً مع شركة "ألفا".
أما كاخيا ــ فواز فعرضهما بلغ 450 ألف دولار، وهو العرض الأقل بغض النظر عن عرض "هواكم" الذي لا يمكن أن يكون على "هوا" الاتحاد لأسباب كثيرة؛ منها ما يتعلق بالتجربة السابقة مع "الجديد" أو بمستجدات أخرى.
عرض بدر ــ المستقبل قد يكون الأعلى سعراً، لكن هل هو الأفضل لمصلحة كرة القدم؟
سؤال سيكون برسم المعنيين الذين سيفكرون طويلاً قبل منح الحقوق الى طرفٍ أساسي ومنافس في الدوري اللبناني وهو نادي الأنصار عبر رئيسه، وبالتالي ترجيح كفة طرف على آخر مهما كان عمل هذا الطرف شفافاً وموضوعياً، فبالنهاية يكون الاتحاد قد سلّم النقل التلفزيوني الى نادٍ لا الى تلفزيون.
الطرف الثاني أي كاخيا ــ فواز وارتباطاً أي تلفزيون "LBCI" الذي يملك خبرة طويلة بالنقل الرياضي عبر كرة السلة، لكن المسألة الأخيرة قد تكون نقطة الضعف الرئيسية في الملف نظراً إلى صعوبة التوفيق بين لعبتين كبيرتين بشكل عادل، ما سيغلّب بالتأكيد كفة السلة على كرة القدم وتذهب الأخيرة الى قناة "LB2" الأرضية والتي لا يمكن التقاطها خارج لبنان، تماماً كما حصل في نقل مباريات الفوتسال التي لم تأخذ حقها كاملاً. أضف الى ذلك أن قيمة العرض المقدّم أي 450 ألف دولار هو الأضعف مادياً، ليكون من الصعوبة فوز الثنائي بالمزايدة، حتى لو كانت علاقة حيدر بكاخيا ممتازة. وفي النهاية، فإن الرئيس يريد مصلحة اللعبة قبل أي شيء آخر.
تبقى محطة "MTV" التي تريد أن تدخل مجال الكرة اللبنانية بعد تجربة ناجحة في مباراة "كلاسيكو الأساطير". وفي حال سلّمنا جدلاً بأن عرض تلفزيون "المر" لن يكون الأعلى مادياً، ولو بفارق بسيط، لكن ملفه يملك نقاط قوة؛ أبرزها القدرة الإنتاجية العالية للقناة وكادر العمل الكبير القادر على إخراج الصورة بأفضل حلّة، على غرار معظم أعمال "MTV" على الصعيد الإنتاجي. أضف الى ذلك امتلاك المحطة قناة ثانية هي "ONE" التي يمكن أن تكون بديلاً اضطرارياً للنقل في حال حصول أحداث طارئة في البلد، والتي كانت المشكلة الرئيسية "للجديد" في السابق حيث يتم قطع المباريات أو إفساد بثها لمصلحة أحداث سياسية أو اجتماعية أخرى.
كما أن "MTV" ستحصل على حقوق كرة القدم للمرة الأولى، وبالتالي ستوظّف كل إمكاناتها لتقديم عمل يفوق ما جرى تقديمه حتى الآن، وتحديداً مع تلفزيون "الجديد" الذي أحدث نقلة نوعية في بعض النواحي، وبالتالي ستكون المحطة أمام تحدٍ ستسعى الى كسبه، لكن في واقع الحال ستكون الكرة اللبنانية هي الرابح الأكبر، علماً بأن معلومات "الأخبار" تفيد بسعي القناة المذكورة الى توقيع عقد طويل الأمد مع الاتحاد اللبناني، ما يعني أن هناك نيّة للعمل على مشروع كبير لا محدود.
المسألة في يد اللجنة التنفيذية التي يدرس أعضاؤها الملفات وسيتخذون قرارهم في القريب العاجل حتى يبدأ العمل مبكراً، إن كان على صعيد الجهة التي ستفوز بالنقل أو الاتحاد لتقديم صورة تليق بلعبة كرة القدم.