لم يكن البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم انطلاق كأس القارات في روسيا. كل الأنظار كانت على «الدون» بعد أدائه الرائع في ختام الموسم مع ريال مدريد الإسباني الذي قاده إلى التتويج بثنائية الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا، لكن «سي آر 7» لم يسجل وسقط منتخب بلاده في فخ التعادل أمام نظيره المكسيكي 2-2 في المجموعة الأولى.
ببساطة، من كان نجم اليومين الأولين في البطولة هي تقنية الفيديو التي قالت كلمتها في اليوم الثاني في مباراتي البرتغال أمام المكسيك وتشيلي أمام الكاميرون، حيث تم إلغاء هدفين واحتساب هدف بعد الرجوع إلى هذه التقنية.
الحالة الأولى كانت للبرتغال عن طريق رونالدو الذي سدّد من مشارف المنطقة كرة بيسراه ارتطمت بالعارضة لترتد إلى بيبي فتابعها داخل الشباك (22). لكن الحكم، وبعد مراجعة تقنية الإعادة بالفيديو، قرر عدم احتساب الهدف لوجود تسلل على أحد لاعبي البرتغال، وقد أثبتت ذلك الإعادة البطيئة.

فازت تشيلي على
الكاميرون 2-0 وروسيا على نيوزيلندا 2-0 وتعادلت البرتغال أمام المكسيك 2-2


أما الحالة الثانية فكانت لتشيلي في الدقيقة 45 عندما مرر أرتورو فيدال كرة بينية لإدواردو فارغاس الذي تابعها في المرمى. وبعد أن احتفل التشيليون بالهدف، قرر الحكم إلغاءه بالعودة إلى تقنية الفيديو.
أما الحالة الثالثة فكانت لتشيلي أيضاً في الدقيقة 90 عندما تسلم أليكسيس سانشيز الكرة وانطلق بها وتلاعب بالدفاع والحارس وسدد الكرة، لكنّ أحد المدافعين أبعدها لتصل لفارغاس الذي تابعها في الشباك، لكن الحكم لم يحتسب الهدف ثم عاد وتراجع عن قراره.

تعادل ثمين للمكسيك

في الوقت الذي كانت فيه التوقعات تصبّ في مصلحة البرتغال بطلة أوروبا لتحقيق فوز أول، قدمت المكسيك كرة مميزة واستطاعت الخروج بتعادل قاتل 2-2.
وجاء الهدف الافتتاحي للبرتغال عندما انفرد رونالدو بالحارس، لكنه تعثر قبل أن يسدد باتجاه المرمى، قبل أن يلمح ريكاردو كواريسما متربصاً، فمرر الكرة باتجاهه ليخدع الأخير الحارس ويسدد في الشباك الخالية (34).
لكن خافيير هرنانديز «تشيتشاريتو» أدرك التعادل إثر خطأ لرافايل غيريرو الذي فشل في تشتيت الكرة، فوصلت إلى كارلوس فيلا الذي مررها عرضية، فتابعها هرنانديز برأسه داخل الشباك (42).
ورفع هرنانديز رصيده إلى 48 هدفاً على الصعيد الدولي، ليصبح أفضل هدّاف في تاريخ منتخب بلاده.
وظلت النتيجة متعادلة حتى الدقائق الأربع الأخيرة، عندما نجح سيدريك سواريز في تسجيل هدف التقدم لـ»برازيل أوروبا»، إثر معمعة داخل المنطقة (86).
وظن الجميع أن البرتغال ستخرج فائزة، لكن المكسيك رمت بثقلها ونجحت في إدراك التعادل في الرمق الأخير بكرة رأسية من هيكتور مورينو تابعها في الشباك البرتغالية وسط فرحة مكسيكية هستيرية.
واعتبر المدرب الكولومبي للمكسيك خوان ريكاردو أوزوريو بعد المباراة «أننا سيطرنا بنسبة 61%، والنتيجة مرضية أن تحقق التعادل أمام بطل أوروبا. لم تسدد البرتغال على مرمانا إلا بعد مرور 17 دقيقة، ولم تسجل إلا بعد 34 دقيقة، وهذا الأمر يظهر العمل الجيد الذي قمنا به في مواجهة مهاجمين مثل كريستيانو رونالدو وريكاردو كواريسما وناني».
أما مدرب البرتغال فرناندو سانتوس، فرأى أن النتيجة كانت «عادلة دون شك»، مضيفاً: «عرف المكسيكيون كيف يتبادلون الكرة، وقاموا بالكثير من التمريرات إلى درجة أنهم لم يسمحوا لنا بالحصول على الكثير من الفرص. لم تعجبني بدايتنا للشوط الثاني، ولهذا السبب قمت بتغييرين بشكل مبكر، وبعدها حصلنا على الكرة بشكل أفضل».

روسيا تحقق المطلوب

بالنسبة إلى الروس، فلا شك في أنهم خرجوا بارتياح كبير في انطلاق البطولة التي يولون أهمية كبيرة لها، لتكون استعداداً للحدث الأهم وهو المونديال الذي يستضيفونه صيف 2018، إذ إن اليومين الأوّلين مرّا بهدوء من دون حصول شغب، بعد أن نجحوا في اتباع سلسلة إجراءات كانت كفيلة بأن تمنع تكرار تلك الأحداث الدموية التي شهدتها كأس أوروبا 2016 في فرنسا، عندما اصطدموا بالإنكليز.
وبطبيعة الحال، فإن نتيجة منتخبهم في مباراته الأولى السبت، ضمن المجموعة الأولى أمام نيوزيلندا ممثلة أوقيانيا، التي حققوا فيها الفوز 2-0 تحت أنظار رئيسهم فلاديمير بوتين ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جياني إنفانتينو أسهمت في أن يكون المشهد الافتتاحي جميلاً.
وفي مجريات المباراة، بسطت روسيا سيطرتها في الشوط الأول، وجاء الهدف الأول من هجمة خاطفة، حيث مرر دميتري بولوز الكرة إلى دينيس غلوشاكوف، ليضعها بذكاء من فوق الحارس المتقدم، فتهادت في الشباك بمساعدة من القائم الأيسر ووسط محاولات يائسة من مايكل بوكسال لإبعادها (31).
أما في الشوط الثاني، فقد استمرت هيمنة أصحاب الأرض، ليسجّل منتخب المدرب ستانيسلاف تشيرتشيسوف هدف الاطمئنان عندما انطلق أفضل لاعب روسي عام 2016 فيودور سمولوف بالكرة من منتصف الملعب ولعب إلى ألكسندر صامدوف المندفع على الجهة اليمنى، ليردها إليه ويتابعها من مسافة قريبة، مسجّلاً هدفه الدولي الثامن في الدقيقة 69.

فيدال وفارغاس ينهيان المعاناة التشيلية

لم تخيّب ثنائية النجمين أليكسيس سانشيز وأرتورو فيدال آمال التشيليين لتقود منتخب بلادهم إلى فوز صعب على الكاميرون 2-0، في المجموعة الثانية.
صحيح أن بطلة أميركا الجنوبية فازت، لكن هذا الانتصار يترك مخاوف إزاء عدم استثمار التشيليين السيطرة والفرص الكثيرة التي لاحت لهم في الشوط الأول الذي كانوا مسيطرين عليه تماماً وسط تراجع أبطال أفريقيا إلى منطقتهم. ثم كانت المفاجأة في الشوط الثاني بتسلّم الكاميرون زمام الأمور وتهديد المنطقة التشيلية.
كان واضحاً أن الهدف ينتظر بصمة ثنائي أرسنال الإنكليزي وبايرن ميونيخ الألماني عليه، كما جرت العادة مع التشيليين، لذا فإنهم انتظروا حتى مشاركة سانشيز في الشوط الثاني ليمرر كرة مميزة عالية ارتقى لها فيدال وأسكنها برأسه في الشباك (81).
وفي الدقيقة الأخيرة سجل فارغاس الهدف الثاني بعد متابعة سهلة داخل منطقة الجزاء، حيث ألغاه الحكم ثم عاد واحتسبه.
يبقى أن الجولة الأولى تُختتم اليوم بمباراة ألمانيا وأوستراليا، فماذا سيقدّم بطل العالم بتشكيلته الثانية أمام بطل آسيا؟