لم يكن تصريح مدرب ألمانيا يواكيم لوف، عن لاعبه جوليان دراكسلر عابراً على الإطلاق، بل يختصر ما تسير عليه بلاد «المانشافت» منذ زمن إلى الحين، وطبعاً تتابعاً إلى المستقبل.
بعد انتهاء المباراة الودية مع الدانمارك، رأى لوف أنّ بإمكان دراكسلر قيادة المنتخب الألماني، بمجرد اعتزال الجيل الأكبر سناً في الفريق، الذي يضم الحارس مانويل نوير وسامي خضيرة وماتس هاملس وجيروم بواتنغ. وافق مدير المنتخب أوليفر بيرهوف، على مقولة لوف، مبدياً إعجابه أيضاً باللاعب الشاب الذي ارتدى شارة قيادة المنتخب قبل أيام، وهو سيرتديها أمام سان مارينو الليلة في الجولة السادسة من مباريات المجموعة الثالثة للتصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم في روسيا العام المقبل.
سيريح لوف أهم لاعبيه ضد سان مارينو، كما فعل ضد الدانمارك، ليستعين مرة أخرى بمجموعة من الوافدين الجدد، مثل لارس شتيندل، ساندرو فاغنر، نيكولاس شوله، مارفن باتنهاردت، كريم ديميرباي، دييغو ديمي، ليون غوريتسكا، تيمو فيرنر، وأمين يونس، وهي التي خاضت قبل أيام مباراتها الدولية الأولى.
بوجوه جديدة، استخدم لوف تكتيكاً جديداً في منتخبه، معطياً الفرصة لهؤلاء الشباب لإثبات جدارتهم، والتنافس على مراكز التشكيلة الأساسية في كأس القارات التي تقام بين 17 الحالي حتى 2 تموز المقبل في روسيا.

منذ عام 2001 كان القرار في ألمانيا إلزامياً لجميع الأندية بإنشاء أكاديميات محترفة

أعطيت المهمة في الوسط لغوريتسكا وسيباستيان رودي، بينما لعب دراكسلر خلف المهاجمَين اللذين تقاسما المهمة، وهما شتيندل وفاغنر. وفي الخلف كان جلياً الاعتماد على الظهيرين جوناس هكتور وجوشوا كيميتش، اللذين برزا في تقدمهما كثيراً نحو الخطوط الأمامية. هؤلاء لعبوا أمام حارس باريس سان جيرمان الفرنسي، كيفن تراب، الذي تألق وتصدى لأكثر من كرة خطيرة، مؤكداً أنّ لنوير خليفةً لا يقل شأناً عن الأساسي.
هذه عادة ألمانيا، البلد الذي لا ينتهي من تخريج مواهب جديدة جيلاً بعد جيل. في معظم البطولات الكبرى تحجز «الماكينات» أحد مقاعد للمراكز الأربعة الأولى، من كأس العالم إلى كأس أوروبا، فضلاً عن التتويج به. صحيح أن النتيجة التي أحرزها ضد الدانمارك هي التعادل 1-1، لكن يمكن تفهم نظرة التفاؤل والسعادة التي تحلى بها لوف، إذ إن الشكل الجديد لمنتخبه بدا ممتازاً نسبة إلى لاعبين جدد لم يتدربوا معاً إلا مرة واحدة!
طفرة ألمانيا الهائلة في إنتاج مواهب كروية في الأعوام الأخيرة، لتمتلئ ملاعبها وملاعب أوروبا بها لم تحدث من فراغ، بل نتيجة تخطيط دأب فيه الألمان على عمل طويل وشاق للوصول إلى هذه المرحلة من التطور الموسمي، إذ لا يمرّ موسم من دون أن يرى المتابعون لاعبين جدداً بقدرات رهيبة.
منذ عام 2001، كان القرار واجباً لجميع الأندية بإنشاء أكاديميات محترفة. وقتها كانت الخطوة الأولى، لبناء المستقبل الذي تراه الكرة الألمانية حالياً. بين 525 لاعباً في الدوري الألماني، هناك 275 لاعباً، أي ما يقارب الـ 52%، نشأوا في هذه الأكاديميات. وفي عملية حسابية بسيطة هناك نحو 15 لاعباً تدرّب في الأكاديميات في تشكيلة كل فريق في «البوندسليغا».
كذلك، هناك نحو 107 لاعبين، أي ما يقارب الـ 20%، من جميع اللاعبين، يلعبون لأندية الأكاديميات التي تابعوا فيها دراستهم الرياضية. بعضهم وصل إلى النجومية مثل باستيان شفاينشتايغر وفيليب لام، وبعضهم ما زال يعبّد الطريق لنفس المسار.
هذا النظام اعتُمد في ألمانيا، وأُطلق عليه اسم «اللاعبون المحليون». وهذه السياسة أكدت بالأرقام والنتائج المكتسبة أن التعليم في الدوري الألماني كان مثمراً، ما يؤكد أيضاً أن المستقبل سيبقى على حاله إن لم يكن أفضل وفق هذه السياسة التي تضمن وجود مواهب جديدة كل موسم.




فيرنر يستعيد عافيته

عاد تيمو فيرنر الى تشكيلة المنتخب الألماني، وهو سيكون جاهزاً للمشاركة في المباراة ضد سان مارينو، بعد شفائه من مرض سبب له عسراً في الهضم.
ويُعتبر فيرنر من أهم لاعبي "المانشافت" الجدد، إذ نجح في تسجيل 21 هدفاً في "البوندسليغا" خلال الموسم المنتهي، ليكون أفضل مهاجم ألماني في البطولة، ويحجز مقعداً في المنتخب المشارك في كأس القارات، وسط توقعات بأن يلعب أساسياً في ظل غياب أبرز مهاجمي المنتخب خلال الأعوام الماضية.