ما هو واضح أن دور المجموعات في «كوبا أميركا» 2015، المقامة في تشيلي، لم يرقَ إلى مستوى التطلعات على الإطلاق، اذ جاء مخيباً تماماً على عكس ما كانت عليه التوقعات قبل انطلاق البطولة القارية، حيث كان كل عشاق الكرة يعدّون الأيام لانطلاق هذه البطولة من أجل مشاهدة «تحف» سحرة الكرة في قارتهم، الا أن الرياح لم تجر بما تشتهي سفن هؤلاء وكان المشهد مخيباً مع غياب المباريات الكبرى بصورة عامة ومعها المتعة والحماسة وحتى الأهداف الرائعة على غير عادة ملاعب قارة أميركا الجنوبية، حيث بدت المنتخبات القوية والمرشحة للقب - باستثناء تشيلي - مترهلة ونجومها بدوا تعبين وكمن يؤدون واجباً ليس إلا!
نعم، يمكن القول إن منتخب تشيلي هو الاستثناء الوحيد في دور المجموعات بعدما قدّم كرة هجومية مميزة توّجها بعشرة أهداف في دور المجموعات، والأهم أنه أبدى طموحاً ورغبة كبيرة بالفوز، ليس مردّهما فقط المؤازرة الجماهيرية على أرضه، التي أعطت بطبيعة الحال دفعاً لـ «لا روخا»، بل لوجود توليفة مميزة ومنسجمة في صفوفه يتقدمها النجمان أرتورو فيدال وأليكسيس سانشيز ومعهما إدواردو فارغاس وخورخي فالديفيا وغاري ميديل والحارس كلاوديو برافو، وبقيادة المدرب الأرجنتيني المتحمّس خورخي سامباولي.
وبالحديث عن النجوم، فباستثناء فيدال وسانشيز فإن البقية التي كان يترقبها المتابعون مثّلت صدمة حقيقية وهذا ما انعكس سلباً على منتخبات بلادهم على نحو كبير، والحديث هنا طبعاً عن إيدينسون كافاني الذي كانت تعوّل عليه الأوروغواي بغياب لويس سواريز واعتزال دييغو فورلان، وراداميل فالكاو ومعه خاميس رودريغيز في كولومبيا، وطبعاً وقبل الجميع ليونيل ميسي في الأرجنتين، فيما خرب نيمار الأمور على نفسه بعد مباراة أولى مميزة أمام البيرو وترك منتخب البرازيل وحيداً بعد العقوبة التي أنهت مشاركته في البطولة.

كان صادماً في دور المجموعات مستوى نجوم البطولة

وعلى العكس، فإن أسماء مخضرمة في منتخبات من الصف الثاني أعادت التذكير بأنها لا تزال حاضرة في الملاعب وأفادت منتخباتها، وهذا ما ينطبق على لوكاس باريوس ونيلسون هايدو فالديز مع الباراغواي وخوسيه باولو غيريرو وكلاوديو بيتزارو مع البيرو.
واللافت أكثر أن المستوى الأفضل والكرة الأجمل في دور المجموعات كانا في المجموعة الأولى بعدما كانت التوقعات قبل البطولة تشير إلى أنها الأضعف بوجود منتخبات بوليفيا والإكوادور والمكسيك المنقوصة من أبرز نجومها إلى جانب تشيلي - وهذا ما تعكسه الأهداف الـ 21 المسجلة فيها، وهي النسبة الأعلى بين باقي المجموعات، فضلاً عن المباريات الأكثر غزارة في الأهداف وحماسة وتشويق مثل فوز تشيلي على بوليفيا 5-0 والأخيرة على الإكوادور 3-2 وتعادل تشيلي مع المكسيك 3-3، فيما لم يتعدَ التسجيل في مباريات المجموعتين الأخريين الهدفين، وأضف إلى ذلك أنها المجموعة الوحيدة التي شهدت المفاجأة الأبرز بتأهل بوليفيا المتواضعة على حساب الإكوادور والمكسيك.
لماذا كل هذا الإستعراض لمحصّلة دور المجموعات؟
ببساطة، لأن الأدوار الإقصائية انطلقت عبر ربع النهائي وبالتالي فإن ما يترقبه كل متابع هو أن يكون المستوى العام معاكساً تماماً لما كان عليه في الدور الأول، وأن يستعيد النجوم سحرهم وفي مقدمهم ميسي الذي سيصطدم بفالكاو وخاميس، وهذه مواجهة كفيلة لوحدها بأن تأخذ المنافسة إلى مكان آخر.
ببساطة، لأن أقوى لقطتان في بطولة ترقبها العالم بأسره وتضم أمهر نجوم الكرة وأغلاهم ثمناً، حتى الآن هما: إشكال نيمار، و»سيلفي» لاعب جامايكي مع ميسي عقب انتهاء مباراة بلديهما. وهذا، بالتأكيد، غير لائق بقارة أميركا الجنوبية، منبع سحر الكرة.




تشيلي ضد الأوروغواي افتتاحاً

ينطلق الدور ربع النهائي، اليوم الساعة 02,30 فجراً، بموقعة تشيلي والأوروغواي.
وتتحيّن تشيلي الفرصة على أرضها وبين جماهيرها من أجل الثأر من الأوروغواي «المهزوزة» وتجريدها من اللقب بعدما حرمتها الأخيرة الوصول الى نهائي نسخة 1999 حين تغلبت عليها بركلات الترجيح 5-3 بعد تعادلهما 1-1، في المواجهة الأخيرة بينهما في الأدوار الإقصائية من البطولة القارية، وخصوصاً إذا ما قدّم لاعبو المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي المستوى ذاته الذي أدّوا به في دور المجموعات.