حُسم أمر الهبوط إلى الدرجة الثانية في الدوري اللبناني لكرة القدم، ورافق شباب الساحل فريق الاجتماعي إلى دوري الظِّل، بعد خسارة الساحل أمام الإخاء الأهلي عاليه 1 - 2 على ملعب العهد، وفوز طرابلس على الاجتماعي 6 - 3 في الشمال، في افتتاح الأسبوع الثاني والعشرين والأخير من الدوري.المشهد كان أكثر من محزنٍ على ملعب العهد. الصورة مؤلمة والدموع تعبّر عن حرقة الساحليين بالهبوط المرّ، في مقابل فرحة إخائية مجنونة بالبقاء الذي بذل لأجله الجبليون الكثير كي يحافظوا على مقعدهم في الدرجة الأولى.
الإخاء استحق الفوز في المباراة، بعد أن لعب عناصره «عالموت»، فكان لاعبوه مقاتلين بكل ما للكلمة من معنى. ونجح مدربهم العراقي عبد الوهاب أبو الهيل في تعميم شخصيته القوية وروحه القتالية على لاعبيه الذين بدوا محاربين أكثر منهم لاعبين.
في المقابل، لم يبخل لاعبو الساحل بأي نقطة عرق، لكنهم قد يكونون قد سخّروا جهودهم بطريقة خاطئة، فكان التوتر سيّد الموقف لدى جميع عناصر الفريق، من الجهاز الفني، إلى اللاعبين وعلى رأسهم القائد زهير عبد الله الذي أدمى قلوب كثيرين في حزنه على الهبوط بعد المباراة.

سيناريو اللقاء جاء لمصلحة الإخاء حين تقدم الضيوف 2 - 0 في ظرف دقيقتين، وتحديداً في الدقيقة الـ 22 و24، مع تسجيل أحمد حجازي وألكس خزاقة هدفين صاعقين، مستغلَّين أخطاءً مميتة من الساحليين. سيناريو أصاب صاحب الأرض في مقتل، فتأخر هدف التقليص حتى الدقيقة 73 حين سجّل الغاني فوساني. ولم يكن الوقت الباقي كافياً لقلب الطاولة من قبل الساحليين، رغم ضياع الإخائيين، فأنهت صافرة الحكم القبرصي لوكاس سوتيريو اللقاء بفوز الإخاء وبقائه وخسارة الساحل وسقوطه.
هذا السقوط لم يكن سببه الخسارة فقط، بل فوز طرابلس على الاجتماعي 6 - 3 أيضاً. سجّل أهداف طرابلس مارسيلو (22) وأبو بكر المل (46) و(92) وفايز شمسين (55) ووليد فتوح (73) وأحمد مغربي (81)، فيما سجل عبد الله علي (84) وعبد الله عيش (86) ويوسف حمادة (91) للاجتماعي.
وبهذا يحتل الساحل المركز الحادي عشر برصيد 25 نقطة خلف طرابلس العاشر بـ28 نقطة والإخاء التاسع بـ29 نقطة.
ويستكمل الأسبوع الـ21 اليوم بثلاث مباريات هامشية عند الساعة 15.30، حيث يلعب النجمة مع السلام في بحمدون والتضامن صور مع الراسينغ في صور، والصفاء مع النبي شيت في برج حمود. ويختتم الأسبوع الأحد بلقاء العهد والأنصار في بحمدون عند الساعة 15.30، حيث سيتوّج العهد بلقب الدوري ويرفع كأس البطولة، خصوصاً مع تأكّد مشاركة الأنصار. فالأخير أصدر بياناً جاء فيه: «إن إدارة نادي الأنصار الرياضي، التي كانت قد أصدرت بياناً سابقاً يتعلق بالمباراة أمام فريق العهد الشقيق في المرحلة الثانية والعشرين، وبعد أن لمست اهتماماً كبيراً من قبل المسؤولين في البلد بمضمون هذا البيان والعمل الجدي من قبل الاتحاد على إيجاد العلاج اللازم للمشكلة المطروحة فيه، ولكي لا يفسَّر البيان المذكور بأنه تعطيل لعجلة الدوري اللبناني أو حجة ضاغطة على الاتحاد لتخسير نادي النجمة، ونزولاً عند تمنيات دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بأن يقوم الأنصار بواجبه الرياضي حفاظاً على لعبة كرة القدم، قررت إدارة الأنصار الآتي:
إن الفريق الأول سيكون جاهزاً لخوض المباراة أمام العهد، مشترطين أن تكون تحت قيادة حكام أجانب، نظراً إلى حساسيتها وتأثيرها في الصراع على لقب بطولة لبنان للموسم الحالي».
إذاً، الأنصار قرر اللعب حتى لو لم يجتمع الاتحاد، لكن المعلومات تؤكّد أن القرار حول مباراة النجمة والعهد قد اتُّخذ، لكن ينتظر إعلانه، وهو ما دفع الأنصاريين إلى التراجع عن موقفهم.