انتهت قصة بايرن ميونيخ الألماني في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم هذا الموسم. نهاية اعتبرها كثيرون حزينة ومجحفة وغير مستحقة بعد الأداء والمجهود الذي قدّمه البافاري في مباراة إياب ربع النهائي أمام ريال مدريد الإسباني ولولا الصافرات الخاطئة للحكم المجري فيكتور كاساي لكانت الأمور مختلفة.
انتهت القصة وأصبح تركيز بايرن منصبّاً على الدوري والكأس المحليين، لكن مشهده فيها سيكون ناقصاً جداً، إذ سيفتقد أهم عناصره وهو الحارس مانويل نوير الذي يمكن اعتباره أحد أكثر من لحق بهم الإجحاف في المواجهتين الأوروبيتين الأخيرتين. إذ ببساطة لم يستحق هذا الحارس أن تتلقى شباكه 6 أهداف بعد الأداء الرائع الذي قدّمه والذي أثبت فيه مجدداً أن لا منازع له على تاج الحارس الأفضل في العالم، وأكثر من ذلك فإنه تعرض لكسر في قدمه أنهى موسمه مع فريقه ويهدّد مشاركته في كأس القارات مع منتخب بلاده.
لكن اللافت أكثر من مردود نوير في المباراتين هو ما كُشف بعد انتهاء مواجهة الإياب أنه أكمل المباراة بعد الهدف الثالث للبرتغالي كريستيانو رونالدو وهو مصاب بالكسر، وهذا إن دلّ على شيء فعلى القوة البدنية والذهنية والإصرار والعزيمة التي يتّسم بها هذا الحارس الذي يعطي من قلبه لفريقه ومنتخب بلاده والذي يقاتل حتى الرمق الأخير من أجل تحقيق الفوز، وهذا ما يظهر من خلال ردة فعله الغاضبة على المدافعين أمامه عند دخول الكرة شباكه.

أكمل نوير المباراة
أمام ريال مدريد وهو مصاب
بكسر في قدمه




لكن في حقيقة الأمر فإن ما حصل مع نوير وما يعكس هذه الصفات ليس حكراً عليه بل يمكن رؤيته في الكثير من اللاعبين الألمان، وهذا دأبهم منذ ردح طويل من الزمن عندما بدأت تتكون فلسفتهم الكروية وأُسس مدرستهم القائمة على قوة التحدي.
المفارقة أن حارساً ألمانياً آخر مرّ بتجربة نوير لا بل تخطاها غير أنه غير معروف لكثيرين ألا وهو بيرت تروتمان. فهذا الحارس كان مقاتلاً في صفوف الجيش الألماني على الجبهة الشرقية في الحرب العالمية الثانية عندما وقع في الأسر في بريطانيا، وبعد تحريره عام 1948 استقر في مدينة لانكاشير الإنكليزية حيث بدأ بلعب الكرة مع فريق سانت هيلينس تاون، ثم انتقل في العام التالي إلى مانشستر سيتي وسط تظاهرات من جماهير الأخير ضد ارتداء أسير حرب ألماني قميص الفريق غير أن تروتمان تحوّل إلى محبوب الجماهير وتحديداً في عام 1956 عندما تعرض لكسر في رقبته خلال نهائي كأس إنكلترا أمام برمنغهام سيتي لكنه أكمل اللقاء وذاد ببسالة عن مرمى فريقه الذي فاز بالمباراة واللقب، وقد تم منحه جائزة أفضل لاعب في إنكلترا من جمعية الصحافيين الرياضيين في ذلك العام، أما في 2004 فكرّمته ملكة بريطانيا إليزابيت بمنحه وساماً تقديراً على عطائه في تلك المباراة.
وبالحديث عن هذا الجانب لا يمكن بطبيعة الحال إلا ذكر الأسطورة "القيصر" فرانتس بكنباور وتحديداً في تلك المباراة الشهيرة التي عُدّت الأفضل في تاريخ كأس العالم في نصف نهائي مونديال 1970 في المكسيك أمام إيطاليا. حينها تعرض بكنباور لإصابة بالغة في كتفه غير أنه رفض مغادرة الملعب وأصرّ على استكمال المباراة رابطاً كتفه في لقطة مؤثرة اعتُبرت من أفضل اللقطات في تاريخ الكرة لما تعكسه من بذل وعطاء.
هذه الصفات أمكن رؤيتها أيضاً عند النجم باستيان شفاينشتايغر في نهائي مونديال 2014 في البرازيل أمام الأرجنتين عندما تعرض لإصابة قوية في عينه وسالت منها الدماء فضلاً عن خشونة من اللاعبين الأرجنتينيين تجاهه، إلا أنه ظل صامداً يقاتل بكل شراسة لمنح بلاده اللقب الذي غاب عنها 24 عاماً.
لهذا لا يعد غريباً أن يُطلق على اللاعبين الألمان لقب "الماكينات"، لكنها ماكينات مزوّدة بوقود العزيمة والإصرار والعطاء اللا محدود.




برنامج البطولات الأوروبية الوطنية

إسبانيا (المرحلة 33)

_ الجمعة:
إشبيلية × غرناطة (22,00)
_ السبت:
ملقة × فالنسيا (14,00)
فياريال × ليغانيس (17,15)
أوساسونا × سبورتينغ خيخون (19,30)
إسبانيول × أتلتيكو مدريد (21,45)
_ الأحد:
ريال سوسييداد × ديبورتيفو لا كورونيا (13,00)
سلتا فيغو × ريال بيتيس (17,15)
لاس بالماس × ديبورتيفو ألافيس (19,30)
ريال مدريد × برشلونة (21,45)
_ الاثنين:
إيبار × أتلتيك بلباو (21,45)

ألمانيا (المرحلة 30)

_ الجمعة:
كولن × هوفنهايم (21,30)
_ السبت:
بايرن ميونيخ × ماينتس (16,30)
هامبورغ × دارمشتات (16,30)
هيرتا برلين × فولسبورغ (16,30)
أينتراخت فرانكفورت × أوغسبورغ (16,30)
إينغولشتات × فيردر بريمن (16,30)
بوروسيا مونشنغلادباخ × بوروسيا دورتموند (19,30)
_ الأحد:
فرايبورغ × باير ليفركوزن (16,30)
شالكه × لايبزيغ (18,30)

فرنسا (المرحلة 34)

_ الجمعة:
نانسي × مرسيليا (21,45)
_ السبت:
باريس سان جيرمان × مونبلييه (18,00)
بوردو × باستيا (21,00)
ليل × غانغان (21,00)
ديجون × أنجيه (21,00)
كاين × نانت (21,00)
لوريان × متز (21,00)
_ الأحد:
تولوز × نيس (16,00)
سانت إتيان × رين (18,00)
ليون × موناكو (22,15)