صحيح أن بوروسيا دورتموند يضم حالياً الكثير من المواهب في الكرة الألمانية، إلا أن المنبع الحقيقي للمواهب يقع على الضفة الأخرى لنهر الرور في نادي شالكه. هناك حيث أكاديمية الفريق الملكي الأزرق «نابينشميدي» التي رفدت، ولا تزال، كبرى الفرق الألمانية والأوروبية بأهم المواهب.
الحديث الآن يدور حول اهتمام توتنهام الإنكليزي بنجم وسط شالكه ماكسيميليان ماير الذي نشأ في أكاديمية النادي، حيث ذكرت تقارير في الأيام الأخيرة أن «السبرز» مستعد لتقديم عرض بقيمة 25 مليون يورو للحصول على اللاعب الذي كان في عداد المنتخب الألماني الأولمبي في مشاركته الناجحة في أولمبياد ريو دي جانيرو الصيف الماضي عندما خسر المباراة النهائية بصعوبة أمام «برازيل نيمار»، وهو يتمتع بقدرات هائلة في مركز صناعة اللعب من خلال مهارته ودقته في التمرير.
شاب آخر في صفوف شالكه قطفه بسن 18 عاماً قبل 4 سنوات من بوخوم يدور في فلك نادٍ إنكليزي آخر، ألا وهو ليون غوريتسكا الذي يُبدي أرسنال اهتماماً بضمه، نظراً إلى إمكاناته الفنية العالية، حيث شُبِّه في ألمانيا بالنجم السابق مايكل بالاك، بالنظر إلى بنيته الجسدية وقوة تسديداته، وهو يُنظَر إليه كأحد النجوم القادمين بقوة إلى صفوف المنتخب الألماني.

مواهب عديدة تخرّجت
من أكاديمية شالكه
وأصبحت نجوماً عالمية


هذه الهجمة على مواهب شالكه ليست جديدة، إذ إن العديد منهم خسرهم الفريق في السنوات الأخيرة لكبرى الفرق الأوروبية، بداية من مسعود أوزيل الذي انطلقت شرارة سحره في ملعب «غيلسنكيرشن»، ثم ما لبث أن حصل عليه فيردر بريمن لينتقل بعد ذلك إلى ريال مدريد الإسباني ويتألق في صفوفه.
بعدها جاء الدور على مانويل نوير الذي تخرج من أكاديمة «نابينشميدي» وسلك دربه نحو الفريق الأول لشالكه، حيث تألق في صفوفه على نحو لافت رغم سنه الصغيرة، وتحديداً في دوري أبطال أوروبا عام 2011 في ربع النهائي أمام إنتر ميلانو الإيطالي، وبالأخص في نصف النهائي أمام مانشستر يونايتد عندما قام بتصديات خارقة أجبرت مدرب «الشياطين الحمر» التاريخي «السير» الإسكوتلندي أليكس فيرغيسون على القول إن نوير أفضل حارس شاهده في مسيرته ويبدي تصميمه على ضمه لخلافة الهولندي إدوين فان در سار، بيد أن الحارس الشاب اتجه إلى بايرن ميونيخ الذي أصبح في صفوفه أفضل حارس في العالم، وهذا ما عاد وأكده أول من أمس في المباراة أمام ريال مدريد الإسباني في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال.
وبالحديث عن الحراس، فإن شالكه مدرسة في تخريجهم، إذ برز في صفوفه أواخر الثمانينيات حتى أواخر التسعينيات ينس ليمان، لينتقل بعد ذلك إلى ميلان الإيطالي.
وبعد نوير قدّم شالكه موهبة أخرى شغلت كبرى الفرق، هي جوليان دراكسلر، لكن الأخير وسط مطاردته من الكشافين الأوروبيين ارتأى الانتقال بصفقة ضخمة على الصعيد الألماني إلى فولسبورغ، غير أنه لم يصمد فيه سوى عام ونصف عام ليعود ويرضخ للإغراءات الخارجية وينتقل في الشتاء الماضي إلى باريس سان جيرمان الفرنسي.
وانتهاءً بالموهوب ليروي سانيه الذي لفت الأنظار بإمكاناته منذ دخوله احتياطياً في الشوط الثاني من مباراة ذهاب دور الـ 16 لدوري الأبطال عام 2015 أمام ريال مدريد حيث سجل هدفاً جميلاً بتسديدة مقوّسة، ثم صنع الرابع للهولندي كلاس – يان هونتيلار ليصبح منذ ذلك الحين هدفاً للفرق الكبرى فنجح الإسباني جوسيب غوارديولا بخطفه إلى مانشستر سيتي الإنكليزي بعد أن أُعجب بموهبته في موسمه الأخير في الملاعب الألمانية عندما كان يشرف على بايرن ميونيخ.
أسماء كثيرة قدمها شالكه للكرة الأوروبية، لذا ليس بغريب أن يبتعد هذا الفريق العريق عن المنافسة ما دام يخسر توالياً أبرز مواهبه.