مرة جديدة يثبت المنتخب البرازيلي أنه مرشح جدّي للمنافسة على لقب مونديال 2018 في روسيا. الفوز الساحق على منتخب بحجم الأوروغواي يحتل المرتبة الثانية في تصفيات أميركا الجنوبية 4-1 في الجولة الثالثة عشرة تأكيد لذلك، إذ في الواقع بات البرازيليون يضعون خلف ظهورهم هذه التصفيات التي يتزعمونها بفارق 7 نقاط، وبات تفكيرهم منذ الآن يتركز على كأس العالم المقبلة لمداواة الجرح الكبير الذي خلّفته تلك السقطة التاريخية أمام ألمانيا 1-7 في نصف نهائي مونديالهم صيف 2014.
البرازيليون في مبارياتهم الحالية لا يكتفون بالانتصارات العريضة، وأبرزها تلك التي حققوها على خصمتهم الأرجنتين 3-0، بل يقدّمون الأداء المميز، مستعيدين جانباً من كرتهم الجميلة التي اشتهروا بها.
وبطبيعة الحال، فإن رجلاً يقف وراء كل هذا المشهد، هو المدرب تيتي، الذي تمكن بسرعة قياسية من إعادة تثبيت أسس البيت البرازيلي الذي تعرض لكثير من التصدعات والاهتزازات منذ المونديال الأخير، والواضح أنه عمل كثيراً على الجانب الذهني للاعبيه لإخراجهم من صدمة ألمانيا.
ما يمكن الخروج به في المباراة أمام الأوروغواي هو الثقة التي باتت لدى المنتخب البرازيلي، إذ رغم أنه يلعب في مونتيفيديو، وقد تأخر منذ الدقيقة التاسعة بركلة جزاء إيدينسون كافاني، لكنه انتفض وقلب الطاولة على خصمه ودكّ مرماه برباعية.
النقطة الثانية البارزة هي أنه صحيح أن نيمار هو النجم الأول في البرازيل ودوره مؤثر جداً وقد تمكن من تسجيل أحد الأهداف الأربعة بطريقة رائعة، إلا أن «السيليساو» مع تيتي لم يعد منتخب النجم الواحد، إذ بمقدور أكثر من لاعب حسم الأمور، والدليل على ذلك أن لاعب الوسط باولينيو خطف الأضواء بثلاثة أهداف «هاتريك».
هذه النقطة الأخيرة لا تزال في المقابل تلازم الجارة الغريمة الأرجنتين التي لا تزال تعتمد على ليونيل ميسي الذي سجل هدف الفوز الوحيد على ضيفتها تشيلي من ركلة جزاء. صحيح أن «راقصي التانغو» فازوا وتقدموا إلى المركز الثالث بفارق 8 نقاط عن البرازيل ونقطة عن الأوروغواي، إلا أنهم لا يزالون غير مقنعين، والدليل أنهم فازوا من نقطة الجزاء رغم أن تشيلي لعبت من دون نجمها أرتورو فيدال، فيما شارك النجم الآخر أليكسيس سانشيز في اللحظة الأخيرة.