من المؤلم أن يُخطئ لاعبٌ بحق وطن بأكمله. ولعل هذا ما حصل مع منتخب لبنان الشاطئي في كرة القدم حين كان قريباً جداً من تحقيق حلم التأهّل الى نهائيات كأس العالم لولا خسارته أمام المنتخب الياباني في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، ليضيع الحلم اللبناني بتحقيق إنجاز هو الأول من نوعه على صعيد الكرة اللبنانية والوصول الى مونديال إحدى المسابقات.
لبنان لم يكن ليخسر أمام اليابان لو كان مكتمل الصفوف. من أخطأ هو الحارس محمد شكر الذي جرّ خمسة من أعضاء البعثة اللبنانية الى ماليزيا، والتي شاركت في بطولة آسيا، الى عراك مع الفريق الإماراتي أدى الى «مجزرة» إيقافات آسيوية بحق البعثة اللبنانية مع وصول كتاب دسم الى الاتحاد اللبناني لكرة القدم فيه توقيف لكل من الحارس محمد شكر واللاعبين محمود مطر وأحمد جرادي، إضافة الى مدير الفريق خالد برجاوي والمدير الفني البرازيلي أليكس دومينغوس براغا والمعالج الفيزيائي يوسف عز الدين، لمدة ستين يوماً.
عقوبة بدأت من لحظة حصول الإشكال بعد مباراة لبنان والإمارات في نصف نهائي بطولة آسيا، والتي خسرها لبنان بركلات الترجيح بعد التعادل 4 -4 الأسبوع الماضي. في هذا اليوم كان هناك أمر غريب يحصل مع الحارس شكر. فالأخير بدأ يومه بإشكال مع مصوّر البعثة الإماراتية قبل انطلاق المباراة، كذلك فإنه كان سلبياً جداً في اللقاء حيث تعرض بالضرب للاعب إماراتي، وكان الحكم رحيماً معه بالاكتفاء بمنحه بطاقة صفراء بدلاً من الحمراء التي يستحقها.

طوى عضو اللجنة التنفيذية مازن قبيسي صفحة الكرة الشاطئية بالنسبة إليه


لكن الكارثة الكبرى حصلت بعد المباراة، حين ورّط شكر البعثة اللبنانية في معركة بدأت بعد أن بادر أحد اللاعبين الإماراتيين بمصافحة شكر إنهاءً للاحتكاكات التي حصلت خلال المباراة. فما كان من شكر إلا أن قام بشتم اللاعب ودولته الإمارات، ليجري تبادل الشتائم، قبل أن يستعين شكر بزملائه، مدّعياً أنه يتعرض للضرب، فيتورط برجاوي والمدرب براغا، ويتعرض برجاوي للضرب، ما أثار حميّة جرادي الذي قام بحمل براد للمياه وضرب به طبيب الفريق البرازيلي وشجّ رأسه، لتسيل الدماء بشكل مخيف. وتدخل في الإشكال مطر وعز الدين، قبل أن تتم معالجة الأمور ويتدخّل رئيس البعثة عضو اللجنة التنفيذية مازن قبيسي لإقناع الشرطة بعدم القبض على جرادي، خصوصاً أن الطبيب البرازيلي تم نقله الى المستشفى ورأسه ينزف.
كل هذا كان يحصل أمام كاميرا كان قد وضعها الاتحاد الآسيوي قامت بتسجيل الأحداث بالتفصيل، لتظهر مسؤولية شكر وزملائه اللاعبين، في حين أن الاداريين تورطوا في الإشكال، وقام بعضهم بمحاول التفريق.
وسرعان ما أصدرت لجنة الانضباط قراراً بإيقاف الجميع، ليغيبوا عن المباراة الحاسمة ويخسر لبنان أمام اليابان 3 - 6، ويضيع الحلم بسبب «تهوّر» أحد اللاعبين.
بكل بساطة، ضاع مجهود سنوات من العمل كادت أن تنتقل معها الكرة الشاطئية الى العالمية بعد أن انتقل بعض لاعبيها الى الاحتراف، كمحمد مرعي ومصطفى الزين. ولو تأهل لبنان الى كأس العالم، لكانت عقود الاحتراف اختلفت بشكل كبير.
ولا شك في أن ما حصل في ماليزيا حضر أمس على طاولة اللجنة التنفيذية في الاتحاد اللبناني، خلال الاجتماع الذي عقد أمس، حيث قدّم قبيسي تقريره، وقد يكون الأخير له، حيث علمت «الأخبار» أن مشوار قبيسي مع الكرة الشاطئية قد انتهى بعد سنوات من العمل كان يضيع في كل مرة يتهوّر فيها لاعبون، فيحرمون لبنان فرص الدخول الى العالمية.
أما بالنسبة إلى اللاعبين، وتحديداً شكر، فقد يكون أقصى ما سيحصلون عليه هو الاستبعاد عن المنتخب، علماً بأن ما قام به حارس منتخب لبنان يستحق أكثر من ذلك بكثير.