اقتربت النهاية. كل الظروف المحيطة بأرسنال ومدربه الفرنسي أرسين فينغر توحي بأن الأخير سيغادر ملعب الامارات من بابه الضيق. النتائج الأخيرة له مع الفريق أعادت ارتفاع أصوات الجماهير ضده مرة أخرى، بعدما ارتفعت غير مرة في الأعوام السابقة.
فبعدما جلس على كرسي الإدارة الفنية لمدة 20 عاماً، أفادت التسريبات من داخل نادي "المدفعجية" بأن مسؤولي النادي بدأوا يدرسون التخلص منه نهاية الموسم الحالي، وخصوصاً بعد الخسارة المذلة أمام بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا وبنتيجة 1-5.
"لا أجد تفسيراً لما حدث"، هذا ما صرَّح به فينغر بعد انتهاء المباراة. ظهر كرجل فاقد للأهلية، مهزوم ومستسلم للواقع الذي حلَّ به.
تغيرت صورة المدرب الذي ظلَّ لفترة طويلة يعدّ من أفضل المدربين في عالم كرة القدم على مر التاريخ. لا يمكن المرور فوق تاريخه المهم في الدوري الإنكليزي والذي كان سبباً أساسياً في رفع مستواها وتطويرها.
أمر عجيب النظر الى تاريخ هذا الرجل، وواقعه الحالي، ليظهر الفارق الكبير بين الاثنين. حقق إنجازات كبيرة مع موناكو محلية وأوروبية، ثم مع ناغويا غرامبوس الياباني، وأخيراً مع أرسنال الذي بدأ معه موسم 1996. "بريميير ليغ" وكأس إنكلترا ودرع الاتحاد ووصيف دوري أبطال أوروبا. أما حالياً، فإنجازاته صفر. أقصى ما تمكن من فعله في المواسم الأخيرة هو التأهل الى دوري الأبطال، ثم الخروج في الدور الثاني أو ربع النهائي.
لا يمكن نسيان هذه الإنجازات، رغم وجود فارق السنوات بينها، إلا أن أهمها كان مع أهم اللاعبين في العالم. حظي بوراثة فريق يضم أحد أفضل الدفاعات في إنكلترا، إضافة الى الهولندي دينيس بيركامب في الوسط. بعدها، وفي فترة ما بين 1997 و2001 حصّل تعاقدات كبيرة مع لاعبين فرنسيين كبار، أهمهم باتريك فييرا وروبير بيريس وتييري هنري ونيكولا أنيلكا وسيلفان ويلتورد. هذه الأسماء ذاتها التي توّجت مع فرنسا بلقب كأس العالم عام 1998، وكأس أوروبا عام 2000.

ملَّت الجماهير
من أعذار فينغر المتكررة

الخطأ كان حين تخلى عنهم وفشل في تعويضهم، مع تزايد الإحباطات المتتالية، من دون أن يعمل بشكل صحيح لتصحيح المسار وتغيير كل ما يسبب مشاكل وأخطاء على أرض الملعب.
لم ينجح في تعويض خروج كل هؤلاء النجوم، فتراجع المستوى والطموح عند الجميع إدارةً ومدرباً ولاعبين وحتى جماهير.
فقدت الجماهير صبرها، ولم تعد تريد الاستماع الى أي أعذار أو آمال غير واقعية لعودتهم لحصد الألقاب مرة أخرى.
ارتفعت الوتيرة أخيراً، في الدوري كما ارتفعت الرايات بشكل علني والصرخات داخل الملعب، تدعوه للرحيل. كان هذا متوقعاً بعد الخسارة أمام واتفورد وتشلسي في المرحلتين 23 و24 في الدوري، ووصل الى الخط الأحمر بعد نتيجة بايرن.
غير معلوم إذا ما سيعتزل كرة القدم بعد ترحيله أو سينتقل الى فريق آخر. "فكرة الاعتزال تراودني أحياناً، لكن ليس لأكثر من 5 ثوانٍ؛ لأنني أتوتر قليلاً"، هذا ما قاله منذ نحو عامين عن تفكيره في اعتزال التدريب.
سنوات الفشل الأخيرة لم تجعله يحدد مصيره، ولا يبدو أنه يستطيع أن يأخذ قراراً حاسماً حالياً. هذا من جهة، أما من جهة أخرى، فإن النادي يواجه معضلتين: الأولى بالأسماء التي من المتوقع أن تخلفه، والثانية باللاعبين الذين يريدون أن يغادروا الفريق.
على الصعيد الأول، باتت الأسماء التي من الممكن أن تخلفه متوقعة؛ أبرزها: مدرب بوروسيا دورتموند الألماني توماس توخيل الذي يتشابه وفينغر بأسلوب اللعب الهجومي. كذلك، يرد اسم مدرب يوفنتوس الإيطالي، ماسيميليانو أليغري ومدرب باير ليفركوزن الألماني روغر شميت، ومدرب موناكو البرتغالي ليوناردو جارديم.
أما لدى اللاعبين، فيخشى النادي من سعي بعضهم الى الرحيل مع انتهاء حقبة فينغر. التشيلياني أليكسيس سانشيز أبرزهم، الذي رأى مقربون منه أنه مستاء وتعب من مشاهدة اللعب بمفرده كي يتأهل أو يفوز فريقه.
يبدو أن مسيرة فينغر مع أرسنال المرصعة بالألقاب من جهة، والمحاطة بالخيبات من جهة أخرى، ستنتهي مع انتهاء الموسم، لتبدأ حقبة جديدة في حياة الأخير، وفي مسيرة النادي اللندني.




برنامج كأس إنكلترا (دور الـ 16)

- السبت:
بيرنلي - لينكولن سيتي (14.30)
ميدلسبره - اوكسفورد يونايتد (17.00)
ميلوول - ليستر سيتي (17.00)
هدرسفيلد تاون - مانشستر سيتي (17.00)
وولفرهامبتون - تشلسي (19.30)

- الأحد:
فولام - توتنهام (16.00)
بلاكبيرن روفرز - مانشستر يونايتد (18.15)

- الاثنين:
ساتون يونايتد - أرسنال (21.55)