الليلة، هي الموعد المختلف عن غيره من المواعيد. بدءاً من اليوم، يبحر عشاق دوري أبطال أوروبا في سفينة هذه البطولة التي ستقطع بهم في مدن "القارة العجوز" حتى تستقر في الثالث من أيار في مدينة كارديف الويلزية، حيث النهائي الموعود في ملعب "ميلينيوم".
هي رحلة متعبة لا شك لفرق البطولة، لكنها لن تكون كذلك لمتابعيها الذين ينتظرون على أحرّ من الجمر المباريات التي تَعِد كما عادة "التشامبيونز ليغ" بالتشويق والسحر الكروي.
بدءاً من اليوم، ستكون البطولة أمام مواجهات مرتقبة وحامية الوطيس في دور الـ 16، إذ إن ما يمكن قوله أن كلمة "توقّع" لن يكون لها مكان في أغلب المباريات أو حتى جميعها. فعلاً، هل يمكن أن يتوقع أحد من سيفوز بين برشلونة الإسباني الذي من الممكن في هذا الموسم أن يفوز بالستة والسبعة في مباراة، ومن ثم يصدم الجميع بتعادل أو حتى خسارة في أخرى، وباريس سان جيرمان الفرنسي الذي استعاد عافيته في الفترة الأخيرة بعدما دعّم صفوفه في الشتاء بحثاً عن لقب طال انتظاره. وكذا الأمر بين بايرن ميونيخ الألماني المتراجع أداءً ونتائج هذا الموسم وأرسنال الإنكليزي المتذبذب المستوى بدوره؟ وهل يمكن أن يحسم أحد تماماً فوز ريال مدريد الإسباني حامل اللقب على نابولي الإيطالي المتحمس على الدوام، وماذا عن مانشستر سيتي الإنكليزي المقلق بدوره في اختباره الصعب أمام موناكو الفرنسي القوي هذا الموسم، ومن قال إن بورتو وبنفيكا البرتغاليين سيكونان لقمتين سائغتين أمام يوفنتوس الإيطالي وبوروسيا دورتموند الألماني على التوالي؟ فيما لا يبدو مستبعداً أن ينفجر ليستر سيتي الإنكليزي بوجه إشبيلية الإسباني معوّضاً خيباته المحلية، وأن يقول باير ليفركوزن الألماني كلمته أمام أتلتيكو مدريد الإسباني بعدما كان قريباً من إطاحته في ملعبه في الدور ذاته قبل موسمين لولا ركلات الترجيح.

يصعب توقع الفائزين بدور الـ 16 الذي يهدد بعض المدربين

ثمة مسألة مهمة تبدو مشتركة في دور الـ 16 بين العديد من الفرق وتتعلق بمدربيها، إذ إن هذه النسخة تحديداً من الممكن جداً أن تكون مصيرية للبعض في حال الفشل المبكر، والحديث هنا هو عن الفرنسي أرسين فينغر مدرب أرسنال والإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب بايرن والإسباني لويس إنريكه مدرب برشلونة ومواطنه أوناي إيمري مدرب سان جيرمان الذين، للمصادفة، سيواجهون بعضهم بعضاً، ما يعني تأكد خروج اثنين منهم. إذ إن فينغر ينظر إلى البطولة الأوروبية باعتبارها طوق النجاة له، وخصوصاً مع ابتعاده كثيراً عن تشلسي المتصدر في "البريميير ليغ" وفي ظل الضغط الجماهيري المرتفعة حدّته هذا الموسم، وكذلك فإن بايرن لن يرضى من أنشيلوتي في موسمه الأول أقل من نصف النهائي. ذلك أن التعاقد معه كان تحديداً لخبرته في هذه البطولة بألقابه الثلاثة فيها. أما إنريكه، فإنه في وضع غير ثابت هذا الموسم وخروجه خالي الوفاض إلا من لقب الكأس المحلية سيكون قاتلاً له، بينما إدارة سان جيرمان لن تتساهل مع إيمري القادم بدوره على صهوة نجاحاته الأوروبية مع إشبيلية في "يوروبا ليغ"، وخصوصاً أنها ضحّت بلوران بلان من أجله. وبعيداً من هؤلاء وأوضاعهم، فإن الأرجنتيني دييغو سيميوني قد يتخذ من تلقاء ذاته قراره بالبحث عن تجربة جديدة في حال تكرر فشله بحصد اللقب مع أتلتيكو مدريد.
أيضاً وأيضاً، فإن من ميزة هذه النسخة وما يزيد من رونقها أنها تأتي في عامٍ يخلو من بطولات كبرى للمنتخبات، وتحديداً كأس العالم وكأس أوروبا وكوبا أميركا، ما يعني أنها الملاذ الوحيد للمتابعين بحثاً عن الكرة الجميلة من جهة، وللاعبين بحثاً عن البروز للمنافسة على الجوائز الفردية، وتحديداً هنا طبعاً الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو إلا في حال بروز لاعب بشكل خارق يكون البطل في إيصال فريقه إلى الكأس ذات الأذنين.
بدءاً من الليلة، تعود "التشامبيونز ليغ" ويعود معها السحر الحقيقي للفوتبول.




قمتان الليلة وغداً

تقام جميع المباريات في انطلاق ذهاب دور الـ 16 لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم الليلة وغداً الساعة 21,45 بتوقيت بيروت.
ويشهد اليوم قمة بين باريس سان جيرمان الفرنسي وضيفه برشلونة الإسباني، بينما يحل بوروسيا دورتموند الألماني ضيفاً على بنفيكا البرتغالي.
وتُستكمل المباريات غداً بقمة أخرى يلتقي فيها بايرن ميونيخ الألماني مع ضيفه أرسنال الإنكليزي، كما تتجه الأنظار إلى مواجهة ريال مدريد الإسباني مع ضيفه نابولي الإيطالي.