مجدداً، لا كلمة في منتخب البرازيل إلا لنيمار. نجم برشلونة الإسباني هو كل شيء في «السيليساو»، هذه الحقيقة التي بات لا غبار عليها والتي يبدو أنها لن تتغير بعدما تأكدت مجدداً في الإطلالة الأولى الرسمية لـ»راقصي السامبا» من خلال بطولة «كوبا أميركا» في تشيلي بعد «نكسة» هولندا بالخسارة 0-3 في مباراة تحديد المركز الثالث في مونديال 2014، التي تلت الكارثة التاريخية بالخسارة 1-7 أمام ألمانيا في نصف النهائي.
إذاً، وبينما كان البرازيليون ينتظرون «نسخة» جديدة لمنتخبهم أمام البيرو في انطلاق مباريات المجموعة الثالثة غير تلك التي شاهدوها في المباريات العشر الودية المتتالية رغم الفوز بها جميعاً، وإذا بالصورة لم تتبدل عن ذي قبل. صحيح أن الفوز تحقق، لكنه جاء بصعوبة 2-1 في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع عبر دوغلاس كوستا بعدما كانت البيرو قد تقدّمت مبكراً جداً عبر كريستيان كويفا (3) فيما عادل نيمار سريعاً أيضاً (5). وصحيح أن المدرب كارلوس دونغا أحدث بعض التغييرات في الأسماء و»حرق ورقة» تياغو سيلفا تماماً عندما أجلسه على مقعد البدلاء لصالح جواو ميراندا بعدما كان قد انتزع منه شارة القيادة عقب المونديال المخيّب لمصلحة نيمار، إلا أن نجم برشلونة ظل «مفتاح الفوز» والوحيد القادر على قلب الأمور وابتكار الحلول.

نجم برشلونة
الإسباني هو كل شيء في «السيليساو»

في حقيقة الأمر، فإن هذا «المشهد البرازيلي» في مباراته الأولى كان متوقعاً، لكن ليس بهذه الكيفية التي وإن نفعت أمام البيرو، إلا أنها، في المقابل، تضرّ بصورة البرازيل التي قدّمت على الدوام منتخبات يندر أن تُقارَن قوتها بالبقية من خلال مجموعة من السحرة في صفوفها في مختلف الحقبات، وإذا بالحال الآن أن ثمة ساحراً واحداً ألا وهو نيمار.
أمام البيرو، كان ينقص فقط أن يرتدي نيمار قفازات الحارس جيفرسون ليذود عن المرمى البرازيلي بعدما صال وجال وأمتع وأطرب وسجل ومرر وراوغ (تحديداً اللقطة الخيالية حين تلاعب في الدقيقة 23 بلويس أدفينكولا يمنة ويسرى برفع الكرة من فوقه) وسدد، ليكون حديث العالم في اليوم التالي للمباراة.
بالعودة إلى توقع شكل «السيليساو» الحالي في تشيلي، فإن هذا يعود إلى ما بعد المونديال حين اتضح للمدرب دونغا أنه لا برازيل من دون نيمار بعد إصابته في ربع النهائي أمام كولومبيا (دون التقليل طبعاً من إنجاز منتخب ألمانيا في نصف النهائي)، فاتخذ الخطوة الأولى، والأهم على المستوى المعنوي، بسحب شارة القيادة من سيلفا ومنحها لنيمار رغم أعوامه الـ 23 فقط. بدا واضحاً، إزاء مشاكل الكرة البرازيلية وتراجع إنتاجها للمواهب ــ وهذا بحث يطول ــ أن لا حل غير الرهان الكلي على هذا اللاعب الذي يُعد حالياً «حالة» مختلفة عن أبناء جيله تذكر وحدها بسَحَرة الكرة البرازيلية السابقين، وما أكثرهم.
أما الخطوة الثانية من دونغا، فكانت زيادة أدوار نيمار بعدم الاكتفاء بمهمة التسجيل، بل بصناعة الأهداف أيضاً ــ هدف دوغلاس كوستا مثالاً ــ هذا فضلاً عن «التقدمة» الإضافية من نجم برشلونة عبر اللمحات الساحرة التي تُبقي البرازيليين على صلة مع ذاكرتهم.
لكن صحيح أن نيمار أثبت، في المقابل، أنه أهل لهذه الثقة والقيادة وبثّ روحية الفوز والمجموعة من خلال رفضه، على سبيل المثال، عقب المباراة أمام البيرو، أن يكون صاحب الفضل في الفوز بل أحاله إلى دوغلاس، إلا أن في الأمر مخاطرة كبيرة إذا بقي نيمار وحيداً في الميدان، فليس كل الخصوم مثل البيرو وليس في كل المناسبات يكون نيمار «في يومه» أو حتى حاضراً من الأساس.
على أي حال، فإن الرقصة البرازيلية الأولى في تشيلي كانت بألحان نيمار. البرازيليون أشادوا بنجمهم وقدّموا له الشكر على ما فعله، لكن ثمة ما هو مطلوب أكثر من «السيليساو»، وهذا، بالتأكيد، ما يختلج في قلوب كل محبيه.




تشيلي تلعب للتأهل

يقف منتخب تشيلي، صاحب الضيافة، أمام فرصة أن يكون أول المتأهلين إلى ربع النهائي عندما يواجه نظيره المكسيكي، الساعة 02,30 فجر اليوم بتوقيت بيروت. وكانت تشيلي قد تغلبت في مباراة الافتتاح على الإكوادور 2-0، فيما تعادلت المكسيك وبوليفيا سلباً. وفي المباراة الثانية، تسعى كل من بوليفيا والإكوادور إلى تحقيق الفوز الأول عندما تتواجهان منتصف ليل الاثنين ــ الثلاثاء، من أجل تعزيز فرصتهما للتأهل.