كان يتمنى العرب أن يتواجه منتخبا مصر والمغرب في نهائي كأس أمم أفريقيا 2017، لكن تقسيم المنتخبات والنقاط التي جمعاها، وضعاهما في مواجهة ضمن الدور ربع النهائي. الكأس في الاحتمال الذي تتمناه الجماهير، كان يمكن أن ينهي مسار الكأس في القاهرة أو في الدار البيضاء.وأمل الكرة العربية في الساحة الأفريقية كان على كتفي المنتخبين معاً، بعدما ودَّع الآخرون الملاعب في الأدوار السابقة. أما بعد انتهاء المباراة، فقد بات يقع على عاتق المصريين وحدهم.

لا شك في أن أرضية الملعب السيئة أثرت بشكل كبير على مستوى المباراة، خصوصاً في الشوط الأول الذي انحصر معظم وقته في منتصف الملعب، بين أخذ ورد للكرة بين المنتخبين. والمغرب رغم قلة فرصه، إلا أنه كان الأكثر خطورة.
اعتمد المنتخب المغربي على الجانب الدفاعي والتركيز على المرتدات، أما المصري فلعب بنفس الطريقة مع الاعتماد على بعض مهارات لاعبيه، أبرزهم طبعاً نجم روما محمد صلاح.
حصل ذلك في الشوط الأول. أما في الشوط الثاني فتبدل ظهور المنتخبين. كانا أكثر حماسة وفعالية على المرميين، وقدّما فرصاً خطيرة كانت على مقربة مليمترات من الشباك، لكن تألق الحارس المصري عصام الحضري والحارس المغربي منير المحمدي منعا ذلك.

كسرت مصر
العقدة المغربية التي طالت 31 عاماً



لم يظهر على المصريين أن التاريخ الذي يميل إلى منتخب المغرب في المواجهات المباشرة، أزعجهم أو كان ثقلاً على ظهورهم، بل على العكس، لعبوا بأريحية كبيرة وبشجاعة تليق بالـ»الفراعنة»، كسروا فيها العقدة المغربية.
هذه العقدة بقيت سنين طويلة، وتسلح بها معنوياً المنتخب المغربي من أجل تحقيق الفوز لكنه فشل هذه المرة في ذلك. يعود التاريخ الى مباراة من أكثرها أهمية حين فازت مصر على المغرب في أمم أفريقيا عام 1986 على ملعب القاهرة في نصف النهائي. ليلة أمس، تكرر التفوق الذي حصل منذ 31 عاماً. كتب «الفراعنة» تاريخاً جديداً، ودخلوا فيه إلى المربع الذهبي للبطولة.
تاريخ المواجهات بين مصر والمغرب حافل بالمباريات التي طبعتها الشراسة، والأرقام تحكي حكاية تفوّق للمغاربة. التقى المنتخبان 27 مرة، فاز المغرب في 14 مباراة، أما مصر ففي 3 فقط، وأمس أصبحت 4، فيما كان التعادل عنوان المباراة 10 مرات.
إحصائيات كانت تصبّ في مصلحة مدرب المغرب الفرنسي هيرفي رينار، لكن الإحصائيات لا تأثير لها أمام أقدام اللاعبين على أرض الملعب.
منتخب مصر أظهر تطوراً تدريجياً في البطولة؛ فبعد أداء قوي أمام غانا، كان أمام المغرب فعّالاً في هجماته، رغم سيطرة الأخير معظم دقائق المباراة.
نجم روما محمد صلاح كان الأبرز والأكثر خطورة. هذا دائماً متوقع؛ الاعتماد على صلاح الذي أعاد شخصية مصر التي افتقدتها في المشاركات الأفريقية السابقة. في المقابل، واجه صلاح مدافع المغرب ويوفنتوس الايطالي مهدي بنعطية، واللاعبان على دراية كبيرة، أحدهما بالآخر، إذ تواجها في الدوري الإيطالي.
مع ذلك، لم يأت الهدف من صلاح، بل من محمود كهربا، المهاجم النشيط الذي كان آخر الأوراق الهجومية للمدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر. دخل مكان المدافع كريم حافظ في الدقيقة 62، وفي الدقيقة 87 سجّل هدف الفوز عندما استغل دربكة أمام المرمى إثر ركلة ركنية، تابعها بيمناه من مسافة قريبة داخل الشباك.
تأهلت مصر الى نصف النهائي. وعودتها الى كأس أمم أفريقيا، بعد غياب دام أكثر من 6 سنوات، هو في حدّ ذاته إنجاز. مع ذلك، لم تعد الجماهير المصرية ترضى بالقليل؛ فالمطلوب الآن العودة الى الإنجازات التاريخية التي حققها جيلٌ ذهبي تُوّج بأمم أفريقيا أعوام 2006 و2008 و2010.
في المونديال كانت الجزائر هي ممثلة العرب، وغرّدت وحيدةً في البرازيل وصولاً الى الدور الثاني ضد ألمانيا حين خسرت 1-2. أما حالياً، فباتت مصر هي ممثلة العرب الأخيرة، وأملهم في بطولة أمم أفريقيا.