لم تكن أجواء اللجنة الأولمبية اللبنانية وانتخاباتها، التي انتهت بالتزكية والتمديد للعدد الأكبر من أعضائها، توحي بأن بداية العهد الجديد سيكون متوتراً. انتهت (ولو على زغل) أزمة ترشّح جاسم قانصوه وانسحاب الدكتور بشير عبد الخالق وفازت اللجنة التنفيذية بالتزكية، لكن الجلسة الأولى لم تكن هادئة بالمضمون، ولو كانت كذلك بالشكل.أما السبب فهو منصب نائب الرئيس الثالث. هذا المنصب الذي كان من المفترض أن يكون لعضو اللجنة مهنّد دبوسي، ذهب فجأة إلى عزة قريطم بالتصويت حيث لم يحصل دبوس سوى على أربعة أصوات (هاشم حيدر، رولا عاصي، مازن رمضان وصوت دبوس).

يفاخر رئيس اللجنة الأولمبية جان همام بأنه على مدى أربع سنوات في ولايته الأولى لم يحتج للجوء الى التصويت في أي قرار نتيجة الانسجام والتفاهم بين الأعضاء. فماذا حصل كي تشهد الجلسة الأولى في الولاية الثانية تصويتاً وليس أي تصويت، بل السري منه؟
القصة بدأت من انتخابات اتحاد المصارعة الذي يرأسه نشأت فتال المحسوب على الوزير السابق فيصل كرامي، والذي وصل الى رئاسته عمر اسكندراني المحسوب على تيار المستقبل وبالاتفاق مع كرامي عبر مستشاره ياسر عبوشي. لكن الشرط كان دخول عضو الاتحاد مهند دبوس اللجنة الأولمبية وأن يكون أحد نواب الرئيس.
هذا الاتفاق جرت مناقشته في اجتماعين ضمّا مسؤولي الرياضة في حركة أمل الدكتور مازن قبيسي والتيار الوطني الحر جهاد سلامة والتعبئة الرياضية جهاد عطية ونائبه علي فواز والمستقبل حسام زبيبو ومستشار الوزير كرامي ياسر عبوشي حيث طُرح الموضوع ونوقش الاتفاق في جلستين، كان في خلاصتهما أن زبيبو وعبوشي كان قد اتفقا على موضوع دبوس في اللجنة الأولمبية ووافق عليه قبيسي وسلامة، لكن لم يكن زبيبو حاسماً في قبوله الاتفاق وهو ما يؤكّده عطية في اتصال مع "الأخبار"، معتبراً أن ما جرى تثبيته هو دخول دبوس الى اللجنة التنفيذية وليس نائباً للرئيس. لكن طرفاً آخر يشدد على أن الاتفاق النهائي كان بأن دبوس هو نائب الرئيس الثالث وهو أمر يؤكده عبوشي الذي بدا عاتباً جداً على الانقلاب على الاتفاق. فبالنسبة إليه، الالتزام بالكلمة أهم من أي منصب "وكنت أعتقد بأن من أتكلم معهم هم أيضاً يلتزمون بكلمتهم. أشكر مازن قبيسي على التزامه، لكن أطرافاً أخرى تصرفت بغير ما تكلمت. فقبل الجلسة، اتصلت بالرئيس همام وأكدنا الاتفاق، لكن في الجلسة لم يتم الالتزام بما اتفقنا عليه. ولو قيل لي إنهم سيصوّتون لقريطم لكنا طلبنا من دبوس أن لا يترشّح. فالقصة لا تستأهل التراجع بكلمة أعطيت من أي طرف. على العموم، أصبحنا نعرف لمن ندير ظهرنا في المستقبل ومن يجب أن نكون حذرين منه".
من جهته، أشار سلامة الى أن ما حصل سببه عدم حسم الموضوع من قبل زبيبو، إضافة الى عدم متابعة سلامة للموضوع عن كثب لانشغاله بأمور شخصية، الى جانب أرجحية قريطم على دبوس على صعيد العلاقات القوية مع الأعضاء الذين يعرفونه منذ سنوات، بعكس دبوس الجديد على اللجنة. فقريطم أجرى مروحة اتصالات مع الأعضاء بعكس دبوس، وهو ما أدى الى فوز قريطم.