في الموعد المرتقب، ينتظر عشاق كرة القدم النسخة الرابعة والأربعين من بطولة «كوبا أميركا»، لمشاهدة عودة السحرة إلى أرضهم بعد التألق في أوروبا، وتقديم أفضل ما لديهم من عروض فنية لاتينية تشمل المواهب والمهارات.في المرور على بعض أسماء نجوم البطولة، لا يمكن القول إلا أن المشاركين فيها ـ بعيداً عن البرتغالي كريستيانو رونالدو ـ هم الأفضل في العالم: من الأرجنتيني ليونيل ميسي، إلى البرازيلي نيمار والكولومبي خاميس رودريغيز والتشيلياني أرتورو فيدال وغيرهم.

البطولة يبدو واضحاً أنها الأقوى هذه السنة، والعنوان الرئيسي لكبار المنتخبات هو: الفوز لتعويض خيبة المونديال. يتنافس 12 منتخباً على البطولة الأقدم، وينقسمون إلى 3 مجموعات. في المجموعة الأولى التي تترأسها تشيلي، تلعب معها بوليفيا والإكوادور والمكسيك. أما في الثانية، فتترأسها الأرجنتين أمام جامايكا والباراغواي والأوروغواي. وفي الثالثة، تترأس المجموعة كولومبيا أمام بيرو وفنزويلا والبرازيل.
بعد موسم طويل وصعب مع الأندية، خصوصاً اللاعبين المشاركين في أوروبا، يقف أبرز منتخبين، البرازيل والأرجنتين، لتحصيل ما فقداه في المونديال الأخير. وللمفارقة، فإن الاثنين أخرجتهما ألمانيا: الأول في الدور نصف النهائي بعد سحقه 7-1، والثاني في النهائي بعد الفوز عليه 1-0 والتتويج بالبطولة.
ولمحو آثار الخيبة، يسعى ميسي الذي قدم مستوى ممتازاً مع فريقه هذا الموسم (التتويج بالثلاثية الدوري والكأس ودوري الأبطال) إلى تحقيق إنجاز ما مع المنتخب غير الوصول إلى نهائي المونديال. ويساعده في التشكيلة الأرجنتينية نخبة من اللاعبين الذي يلعبون في أوروبا: لاعب يوفنتوس كارلوس تيفيز، لاعب مانشستر سيتي سيرجيو أغويرو، ولاعب مانشستر يونايتد أنخل دي ماريا. هدف هؤلاء جميعاً هو قيادة المنتخب للفوز باللقب القاري للمرة الأولى منذ 22 عاماً.

يغيب لويس سواريز
عن البطولة بسبب العقوبة المفروضة عليه من الفيفا


أما نيمار، زميل ميسي بالتتويج الأوروبي، فيسعى إلى التخلص من الآثار الجسيمة للخسارة المذلة أمام الألمان. لكن «السيليساو» يعاني من وجود نجم واحد في المنتخب، تعتمد عليه أمةٌ بأكملها، ألا وهو مهاجم برشلونة. بدوره، يعتمد منتخب الأوروغواي على نجم باريس سان حيرمان إيدينسون كافاني، في وقت يغيب فيه النجم الآخر لويس سواريز، الذي لعب دوراً بارزاً في الفوز باللقب القاري قبل أربع سنوات، بسبب العقوبة المفروضة عليه من قبل الفيفا.
والأمل كبير بالنسبة إلى الأوروغوانيين، إذ إن نجاحهم في مونديال 2010 بالوصول إلى نصف النهائي وإلى الدور الثاني في مونديال 2014 بعد الخسارة ضد كولومبيا، يبشر بمنتخب قادر على حمل آمال الجماهير بالتتويج بالبطولة هذه السنة.
يمكن القول إن أكبر المرشحين للقب هو كولومبيا بعد الأداء الخرافي في المونديال الأخير. ويخوض المنتخب المنافسة بنجوم أثبتوا وجودهم في البطولات الأوروبية، أبرزهم خاميس رودريغيز الذي قدم مستوىً مميزاً طوال الموسم مع ريـال مدريد. كذلك، تتجه الأنظار إلى نجم إشبيلية كارلوس باكا، الذي قاد فريقه إلى الفوز بلقب «يوروبا ليغ» للموسم الثاني على التوالي. أما راداميل فالكاو، فرغم المستوى المخيّب مع مانشستر يونايتد، حيث سجل 4 أهداف فقط في 29 مباراة، إلا أنه انتفض من جديد مع المنتخب وانفرد بلقب الهداف التاريخي له بعد تسجيله هدف الفوز أمام كوستاريكا في مباراة ودية، ليتخطى رقم أرنولدو إغواران بالهدف رقم 25 في سجل مبارياته الدولية.
بدوره، يعتمد صاحب الأرض ومستضيف البطولة منتخب تشيلي على أرتورو فيدال نجم يوفنتوس، وألكسيس سانشيز نجم أرسنال، وحارس برشلونة كلاوديو برافو.
إذاً، نجوم كثر سيجتمعون على أرض تشيلي بحثاً عن زعامة أميركا الجنوبية لتعويض خيبات مرّت، وإثبات علو كعبهم على جيرانهم.