لم يعد "الذئاب" بتلك الحذاقة والحنكة التي ظهروا عليها في الموسم الماضي. هم ظهروا أصلاً كالحملان الوديعة التي تنتظر من يفترسها، وهو أمر حصل في مباريات عدة في الدوري الانكليزي الممتاز خلال الموسم الحالي.الأزمة تبدو واضحة في ليستر سيتي، والدليل أن بطل انكلترا يقف على بعد نقطتين فقط من أول الهابطين الى الدرجة الاولى الانكليزية بعد 12 مرحلة على انطلاق "البريميير ليغ"، وهي مسألة لا شك في أنها تنعكس سلباً على الأداء العام للفريق، وسط تراجع منسوب الثقة لدى اللاعبين بأنفسهم، وبالتالي فهم يحتاجون أكثر من أي وقتٍ مضى إلى الفوز على كلوب بروج البلجيكي الليلة، لا لتأمين تأهلهم الى الدور المقبل في دوري الابطال فقط، بل لاستعادة حضورهم الذهني القوي الذي كان في صلب ما سطّروه من ملاحم لا تنسى في موسمٍ مجيد.
ليستر الحالي هو غيره ليستر الماضي القريب، وهذا الامر لمسه كل متابع لكرة القدم الاوروبية في الفترة الاخيرة. فريق المدرب الايطالي كلاوديو رانييري لن يكون منافساً على لقب "البريميير ليغ"، وهذا ما كان متوقعاً بعد موسمٍ مرهق واختلاط الاوراق الفنية ولو بطريقة محدودة. لكن الاكيد ايضاً انه لا يفترض ان يقف هذا الفريق المدجج بالمواهب في موقف الصراع على الهروب من الهبوط بدلاً من المنافسة أقله على مركزٍ بين الاربعة الكبار.
يقف ليستر على بعد نقطتين فقط من أول الهابطين في الدوري الانكليزي

وهذه النقطة تأخذنا إلى الربط بين الدوري المحلي ودوري الابطال بحيث ان انعكاس البطولة المحلية هو أكثر من مهم لخلق إيمان لدى رجال رانييري بأنه يمكنهم كتابة قصة خرافية أخرى، لكن هذه المرّة على الساحة الاوروبية، وخصوصاً أن الفريق لم يتغيّر الى حدٍّ كبير.
لكن إذا كان الفريق لم يتغيّر، فما الذي تغيّر وحوّل "الذئاب" غير عدوانية وسهلة المنال؟
الواقع، هناك عدة نقاط يمكن الحديث عنها، أولاها تراجع مستوى بعض النجوم الاساسيين الذين كانوا في قلب الانجاز الكبير، وعلى رأس هؤلاء الهداف جايمي فاردي الذي لم ينجح في التسجيل منذ شهر ونصف تقريباً. ويضاف اليه النجم الجزائري وأفضل لاعبي الموسم الماضي رياض محرز الذي لم يعد مسيطراً على المساحة الكبيرة من الحرية الممنوحة له على أرض الملعب، وابتعد تدريجياً عن الوصول الى الشباك، فاقداً حسّه التهديفي المرهف.
كذلك يضاف الى هذين الاسمين ما يعدّه البعض أساسياً في تراجع مستوى الفريق، وهو انتقال الفرنسي نغولو كانتي الى تشلسي، ما جعل رانييري يبدّل من استراتيجيته، مستغنياً عن خطة 4-4-2 الكلاسيكية، ومعتمداً خطة 4-3-3 التي لم تثمر حتى الآن نصف ما قدّمه "الذئاب" في الموسم الماضي. وهذا الأمر ثبت في اعتماد الايطالي على الجزائري الآخر إسلام سليماني والنيجيري أحمد موسى في مركزين يميلان الى طرفي الملعب أكثر منهما الى العمق، وبالتالي فإن كلاًّ منهما فقد ميزاته التهديفية؛ فالاول يجيد استخدام بنيته القوية داخل منطقة الجزاء، والثاني يستغل سرعة ردّ فعله للوصول الى الشباك، وهما حُرما من هذين الامرين حتى الآن، رغم أنه مشهود لهما بقدراتهما التي كان من المفترض أن تفرز إضافة إيجابية للفريق بعد وصولهما خلال الصيف.
لكن ردّ الفعل الاهم ينتظره جمهور ليستر، الحالم دائماً، من رانييري نفسه، بعد انتكاستين كبيرتين تلقى خلالهما الفريق 4 أهداف في كلٍّ من مواجهتيه أمام ليفربول ومانشستر يونايتد، ما لا يعكس أبداً صورة ذاك البطل الذي برع في إسقاط الخصوم واحداً تلو الآخر وبنوعية عالية.
إنكلترا بحاجةٍ الى عودة قوية لليستر انطلاقاً من أمرين: الاول هو استعادة تلك الإثارة التي فرضها "الذئاب" في تحدّيهم لكبار الدوري الممتاز. أما ثانيها فهو في التمثيل الاوروبي الصحيح بحيث يبحث الانكليز عن مجدٍ أوروبي ضائع منذ سنوات طويلة.




برنامج دوري أبطال أوروبا

- الثلاثاء:

- المجموعة الخامسة
سسكا موسكو (روسيا) - باير ليفركوزن (ألمانيا) (19,00)
موناكو (فرنسا) - توتنهام (إنكلترا) (21,45)
- المجموعة السادسة:
بوروسيا دورتموند (ألمانيا) - ليجيا وارسو (بولونيا) (21,45)
سبورتينغ لشبونة (البرتغال) - ريال مدريد (إسبانيا) (21,45)
- المجموعة السابعة:
ليستر سيتي (إنكلترا) - كلوب بروج (بلجيكا) (21,45)
كوبنهاغن (الدنمارك) - بورتو (البرتغال) (21,45)
- المجموعة الثامنة:
إشبيلية (إسبانيا)- يوفنتوس (إيطاليا) (21,45)
دينامو زغرب (كرواتيا)- ليون (فرنسا) (21,45)
- الأربعاء:

- المجموعة الأولى:
أرسنال (إنكلترا) - باريس سان جيرمان (فرنسا) (21,45)
لودوغوريتس (بلغاريا) - بازل (سويسرا) (21,45)
- المجموعة الثانية:
بيشكطاش (تركيا) - بنفيكا (البرتغال) (19,45)
نابولي (إيطاليا) - دينامو كييف (أوكرانيا) (21,45)
- المجموعة الثالثة:
بوروسيا مونشنغلادباخ (ألمانيا) - مانشستر سيتي (إنكلترا) (21,45)
سلتيك (إسكوتلندا) - برشلونة (إسبانيا) (21,45)
- المجموعة الرابعة:
روستوف (روسيا) - بايرن ميونيخ (ألمانيا) (19,00)
أتلتيكو مدريد (إسبانيا) - أيندهوفن (هولندا) (21,45)