يبدو أن العمل على استعادة ماريو بالوتيللي مركزه في المنتخب الإيطالي كمهاجم بعيد عن حسابات المدرب الجديد جيامبييرو فينتورا. لم يضع بالوتيللي في الحسبان أيام "الطيش" في السنوات الأخيرة أنه ستصل به الأمور الى أن يصبح غير مرغوب فيه لا من قبل المنتخب ولا من قبل الفرق الكبرى في أوروبا. أساساً، عانى كثيراً في البحث عن فريق يضمه بعدما استغنى عنه مدرب ليفربول الإنكليزي، الألماني يورغن كلوب، حتى إن فريق ساسوولو رفض التعاقد معه. فعلها نيس الفرنسي، وحصل على توقيعه قبل إقفال سوق الانتقالات الأخيرة، لكن مع ذلك، لم ينجح حتى الآن في تقديم المستوى المطلوب منه رغم الأهداف التي سجلها.
لا يزال فينتورا غير مقتنع بتوجيه الدعوة إلى بالوتيللي
سجل "الولد المشاغب" في هذا الموسم 7 أهداف خلال المباريات الـ 12 الأخيرة التي خاضها في الدوري الفرنسي، لكن ذلك لم يكن كافياً لفينتورا لاستدعائه إلى قائمته النهائية. الأخير شجعه على الاستمرار في انطلاقته المميزة هذا الموسم. بدا هذا الكلام في البداية أنه يندرج تحت إطار الخطابات الإعلامية، لكن ما أخرجه رئيس نادي نيس جون بيار ريفيير الى الضوء أظهر جدية في محاولة إعادته. وأكد ريفيير أن بالوتيللي كان قد انضم الى اللائحة الأولية لفينتورا وهو في اتصالات معه للنقاش حول وضعيته.
الأخير عاد واستبعده قبل يومين لأنه "لا نستطيع أن نفكر في تاريخ شخص تغير في شهرين". يأتي هذا الكلام بعدما غاب عن اللعب حوالى سنة ونصف سنة. لعنة حركاته الطائشة تلاحقه، وحالياً وبهذا الشرط أن يبرز تحسنه على فترة طويلة، لن يعود بالوتيللي قريباً، وذلك أيضاً مشروط بمحافظته على مستواه دون تراجع. يريد فينتورا أن يبني منتخباً يقوم على الشباب، بإجراء تحديث شامل بعيداً عن المدرب السابق للمنتخب وتشلسي الحالي أنطونيو كونتي الذي كان متوسط أعمار لاعبيه الأكبر خلال 150 عاماً. انتقده فينتورا بعدما كال له المديح بتركه منتخب بروحية كبيرة.
فكر فينتورا الذي ترجمه مع تورينو يريد إعادته مع المنتخب بتحقيق نتائج جيدة مع شباب واعدين.
صحيح أنها مباريات قليلة تلك التي خاضها المنتخب معه، لكن لا يبدو أن الوضع إيجابي جداً، إذ إنه في سباق مع الوقت، لجعل لاعبي المنتخب يعملون معاً بشكل متناسق. بعد البداية المخيبة للآمال لمشواره بالهزيمة ودياً أمام فرنسا 1-3، تغلب على إسرائيل، ثم تعادل مع إسبانيا، ليعود ويفوز على مقدونيا. الخطة التي يعتمد عليها هي نفسها التي اعتمد عليها كونتي 3-5-2. والليلة، سيكون التحدي الجديد أمام ليشتنشتاين؛ منتخب ضعيف نسبياً يمكن العبور فوقه، في خضم تجربة بعض اللاعبين الجدد.
منذ تسلمه دفة التدريب بدأت المقارنة مع كونتي، وسبب خلافته إياه. وكان مفاجئاً أن يتسلم مدرب متواضع كفينتورا مكان مدرب بحجم كونتي لمدة عامين. جاء كونتي بعدما حقق إنجازات كبيرة مع يوفنتوس في أكثر من موسم، أما فينتورا الذي عمل مع 20 نادياً فقد فشل في تحقيق إنجاز يذكر على صعيد البطولات. أخذ بريقاً في السنوات الأخيرة حين قاد تورينو فى أول مواسمه بالصعود الى الدرجة الأولى، والحفاظ على مكانته فيها دون الهبوط الى الدرجة الثانية. أما مع كل الفرق التي سبقها من كاليارى (1997 – 1999) و(2002 -2004) وسمبدوريا (1999 -2000) وأودنيزي (2001 – 2002) ونابولي (2004 – 2005) وميسينا (2005 – 2006) الى فيرونا (2006 -2007)، فكان مروره فيها عابراً.
يبدو أن مسيرة فينتورا لن تمر من دون جدل كبير في الساحة الإيطالية، منذ تسلمه منصبه الى المونديال المنتظر في روسيا. في النهاية، سيقلب الطاولة على الجميع، إذا ما نجح، على لاعبين مستبعدين وصحافة ومنتقدين، أو سيخسر الرهان، ويسقط الجميع معه، وعلى رأسهم الاتحاد الذي عيّنه.