مطلع الصيف الماضي، فاجأ النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي العالم بمظهر جديد ولافت عندما صبغ شعره باللون الأشقر الذهبي.لم تكن تلك المرة الأولى التي يخرج بها "ليو" عن المألوف أو يخالف شخصيته التي اتسمت بالوقار داخل الملعب وخارجه، إذ قبلها كان الأرجنتيني قد رسم وشماً على ذراعه اليمنى وآخر على ساقه اليسرى، وفي كليهما نشر صوراً له في مواقع التواصل الاجتماعي وهو يتباهى بذلك.
لكن ما من أحد كان ليتصور أن يتحول ميسي إلى "الولد الذهبي" شكلاً، لا أداءً في الملعب. قيل وقتها الكثير حول تلك التسريحة؛ وبينها أنه حاول التنفيس عن إحباطه جراء الضغوط التي رافقته بعد خسارة النهائي الثالث له على التوالي مع منتخب الأرجنتين بالهزيمة أمام تشيلي في نهائي "كوبا أميركا" الذي أهدر فيه ركلة جزاء، وبعد الحُكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ في إسبانيا لاتهامه بالتهرب من الضرائب، وذلك عبر انطلاقة متجددة من خلال إدخال تغيير على مظهره الخارجي. وقد أكد أرييل برموديز، مصفف شعر ميسي وقتها أن التحول إلى الون الأشقر كان فكرة أفضل لاعب في العالم خمس مرات.
لكن يبدو أن هذا السبب لم يكن صحيحاً، أو لنقل لم يكن وحيداً للاهتمام المتزايد لميسي بمظهره الى أقصى درجة وبشكل غير مألوف بالنسبة إليه وإلى عشاقه.
بات ميسي مواكباً للموضة إلى أقصى درجاتها وتخلى عن هدوئه

بالأمس أكد "ليو" ذلك عبر إضافته وشماً جديداً وغريباً هو عبارة عن تعديل على الوشم السابق على ساقه اليسرى عبر رسم جورب داكن اللون يتضمن كرة من الداخل والرقم 10 مع يدَي نجله تياغو من الخارج.
ما يبدو واضحاً أن "ليو" عبر "ثورته" هذه المرتبطة بشكله الخارجي يحاول كسر النمط حول شخصيته المتحفظة من خلال مواكبة العصر والموضة إلى أقصى درجاتها ليعوّض نقص الكاريزماتية في شخصيته، على عكس ما يتميّز به منافسه في الملاعب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد والذي يتقن فن الظهور الإعلامي والترويج لنفسه من ناحية الموضة والشكل.
على أن هذا التغيير في ميسي من ناحية الشكل يأتي مترافقاً مع تغيير في "المضمون" وتحديداً في التصرفات التي أصبحت بدورها غريبة وغير معتادة من هذا النجم، وهو ما ظهر بوضوح في مناسبات عدة في الآونة الأخيرة وعلى نحو بدا مفاجئاً لكثيرين. إذ إن "ليو" تخلى عن هدوئه وخجله وأصبح أكثر عصبية ومزاجية وظهر في مواقف محرجة مقارنة بنجوميته كأحد أفضل اللاعبين في تاريخ الكرة.
أول المواقف كانت بعد تسجيله هدف الفوز في مرمى فالنسيا على ملعب "ميستايا" في الدوري الإسباني، حيث أظهرت اللقطات الأرجنتيني وهو ينفجر في وجه جماهير أصحاب الضيافة بعد إلقاء أحدهم قارورة مياه على لاعبي "البرسا" خلال احتفالهم بالهدف، حيث ذكرت صحيفة "ماركا" أن ميسي توجّه بكلمات نابية إلى المشجعين.
أما في مباراة الإياب أمام مانشستر سيتي الإنكليزي في دوري أبطال أوروبا، فقد دخل ميسي في مشادّة مع الإسباني ميكيل أرتيتا مساعد مدرب "السيتيزنس"، مواطنه جوسيب غوارديولا، في الممر المؤدي إلى غرف تبديل الملابس بعدما علّق الأرجنتيني على احتفالات لاعبي سيتي بالفوز بالقول: "ماذا حصل؟ هل توّجوا باللقب أم ماذا؟". وبعد ردّ أرتيتا عليه، استشاط ميسي غضباً وقال: "غبي غبي، هيا تعال إليّ وواجهني".
وانتهاءً بالمباراة الأخيرة أمام إشبيلية في ملعب "رامون سانشيز بيزخوان" عندما رمى ميسي بحذائه أرضاً بعد ارتكاب خطأ عليه.
ما هو واضح هنا أن تغييرات كثيرة طرأت على شخصية ميسي في الفترة الأخيرة. قد لا يعجب ذلك كثيرين، أما بالنسبة الى عشاق الأرجنتيني فلا يهمّ، ما دام نجمهم يحتفظ بسحره على أرض الملعب.