أكدت كرة السلة مرة جديدة أنها الرياضة الوحيدة في لبنان التي تغرّد خارج سرب الرياضات الأخرى، فالقيمة المالية الكبيرة التي رست عليها مناقصة حقوق النقل التلفزيوني يوم أمس في مقرّ الاتحاد اللبناني للعبة أكدت بوضوح أن الكل يعرف قيمة الباسكت التي ارتفعت إلى مستويات مالية لم تشهدها من قبل، بفعل ارتفاع المستوى العام للعبة فنياً وجماهيرياً في المواسم الأخيرة.
للمرة الثانية توالياً تخسر "أم تي في" السباق إلى حقوق النقل
المناقصة أو عملية فضّ العروض التي أُجريت أمس أكدت بالحضور الرفيع الذي حضر إلى الاتحاد، أن كل تفصيل في اللعبة يهمّ القياديين الرياضيين والسلويين والجمهور والإعلام عموماً. اجتماع أمس حضره أعضاء الاتحاد وأداره الرئيس وليد نصار والأمين العام غسان فارس. كذلك حضر رئيس اللجنة الأولمبية جان همام، ورئيسا مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال الشيخ بيار الضاهر، وتلفزيون لبنان الدكتور طلال المقدسي، بينما تمثّلت محطة "أم تي في" بمحاميَيها، وشركة "نيولوك" برئيسها بودي معلولي. كذلك، حضر عددٌ من رؤساء أندية الدرجة الأولى المهتمين بتفاصيل العقد التلفزيوني الذي سينعش خزائنهم المالية.
حبس أنفاس بدا على وجوه البعض، وارتياح بدا على وجوه البعض الآخر، وسط الكشف عن عَرضي "أل بي سي إنترناشونال" و"أم تي في" بعد إعلان نصار متفاجئاً انسحاب تلفزيون لبنان الذي كان رأس الحربة في عملية الدفع نحو خلق دفتر شروط وإجراء مناقصة شفافة ترفع من القيمة المالية للعبة وتعود بالفائدة المادية على الاتحاد والأندية.
عرض المحطة التي تبنّت كرة السلة وأسهمت في رفعها وتقديمها بحلّة جميلة منذ انطلاق عصرها الذهبي كان مليوناً و110 آلاف دولار عن كل موسم من المواسم الأربعة للعقد، لكن التفصيل الذي أدهش الكل بعدما كشف نصار عنه، أن اتفاقاً مسبقاً بين "أل بي سي" وتلفزيون الوطن كان قد وُقّع سابقاً، ما يعني أن تعاوناً في النقل التلفزيوني سيحصل بين المحطتين اللتين ستتوليان نقل مباريات بطولتي الرجال والسيدات.
فوز "أل بي سي" بالمناقصة كان منتظراً من قبل الجميع، لكن "أم تي في" اطلّت بعرضٍ أكبر بفارقٍ بسيط بلغ 12 ألف دولار فقط (مليون و122 ألف دولار)، وهو رقم أثار الاستغراب والهمسات ومعها فرحة أحد ممثلي المحطة حبيب غبريل، الذي همّ بالوقوف مهنئاً زميلاً له بالقبلات وبكلمة مبروك.
مسلسل الإثارة لم ينتهِ هنا، إذ فات البعض أن معلولي يملك حق الأفضلية وفق عقده السابق مع الاتحاد، وهو الأمر الذي لحظه دفتر الشروط. معلولي لم يتردد في الموافقة على أخذ العرض المقدّم من "أم تي في" ليحصل بالتالي على حقوق النقل مرة جديدة، لكن شرط أن يستوفي الشروط التي وضعها الاتحاد في هذه الحالة خلال فترة 48 ساعة. أمر لن يكون صعباً على معلولي، وخصوصاً أن الرجل محنّك في هذا المجال، وكانت له بصماته الإخراجية عند بدايات النقل على "أل بي سي"، وأسهم إسهاماً كبيراً في انتشال اللعبة في أسوأ ظروفها.
وإذ إنها المرة الثانية توالياً التي تخسر فيها "أم تي في" السباق إلى حقوق النقل، رغم عرضها المدروس الذي تعبت عليه لأشهرٍ طويلة، بحسب غبريل الذي طلب أن يلحظ الاتحاد هذا الموضوع بحكم أن المحطة قدّمت العرض الأعلى، فإن نصار أكد أنها كانت المرة الأخيرة التي يوضع فيها شرط الأفضلية، الذي دافع عنه معلولي، معتبراً أنه أراد حماية نفسه بعد سنواتٍ طويلة استثمر فيها باللعبة.
أما الآن، فإن السؤال المطروح هو: على أي شاشة ستحطّ بطولة لبنان لكرة السلة؟
الجواب بالتأكيد سيكون عند معلولي. وبحسب معلومات خاصة لـ "الأخبار"، فإنه لن يخرج من عباءة المؤسسة اللبنانية للإرسال الذي ترك رئيس مجلس إدارتها مبنى الاتحاد مقبِّلاً المقدسي ومهنئاً إياه.