لا يكتفي لاعبو كرة القدم ونجومها بالاستفادة من الأموال التي يجنونها كل شهر من أنديتهم، أو من الإعلانات التي تطلبهم صورة لمنتجاتها، فهم يتطلعون في مكانٍ ما الى زيادة ثرواتهم وتعويض مسألة دفعهم للضرائب المرتفعة التي تزعجهم دائماً، اذ على سبيل المثال لا الحصر، فإن اللاعبين الأجانب في اسبانيا يدفعون 52 % من أجورهم لمصلحة الضرائب، فيما يدفع اللاعب المحلي ما يقارب الـ 25%.
توجه معظم النجوم إلى الاستثمار في العمل العقاري
وعلى الرغم من أن هذه القوانين، تهدد استمرار تدفق النجوم الى بلد ما، أو الى بطولة أخرى، فإن النجوم يهربون من الضرائب بطرق مشروعة، لتحصيل ما يفقدونه وأكثر، والدخول الى عالم الـ "بيزنس" هو الحل الوحيد بالنسبة الى الكثيرين منهم.
النجوم الحاليون ساروا على خطى من سبقهم الى الاعتزال ليقتحم عالم الاستثمار، ومنهم نجما الكرة الحاليان البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي.
قبل ايام قليلة خرج خبر الى الصحف حول سعي "سي آر 7" الى الاستحواذ على فندق في واحدة من أرقى مناطق مونتي كارلو (موناكو) مقابل 140 مليون يورو، في تعاون مع شركة "بورتو غروب" التي يملكها المستثمر الإيطالي أليساندرو بروتو والملياردير الأميركي دونالد ترامب.
لم تكن هذه أولى خطوات رونالدو في عالم العقارات، بل نشط مع مجموعة "بيستانا" الفندقية المملوكة لرجل الأعمال ديونيسيو بيستانا، الذي وقّع معه في منتصف كانون الأول 2015 اتفاقا يستثمر فيه بـ 70 مليون يورو، ويصبح شريكاً له مع صورته وعلامته التجارية، على أن يجري افتتاح أربع منشآت فندقية في فونشال ولشبونة ومدريد ونيويورك.
أعمال رونالدو لا تقتصر على العقارات، بل اطلق عام 2013 ماركة CR7" للملابس الداخلية بالتعاون مع شركة دنماركية وبمساعدة مصمم أزياء أميركي.
من هنا، لا يبدو أن اللاعبين ومع الضغط اليومي الذي يلاحقهم من تدريبات ومباريات، يتأثرون سلباً في إدارة مؤسساتهم، فميسي مثلاً دخل سوق الإستثمار في العقارات أيضاً في الأرجنتين وفي إسبانيا. هو يملك اليوم برج "أكوانيلا" في الأرجنتين الذي يتكون من 40 طابقاً يحتوي على شقق سكنية للطبقة الراقية. كذلك، استثمر مبلغ 20 مليون يورو في مشروع على ضفاف نهر بارانا، يتسع لـ 60 قارباً وفيه ملاعب رياضية ومنتجع صحي.
بدوره، أخذ زميله في الفريق البرازيلي نيمار منحىً في التجارة، فتملّك واحدة من أكبر الشركات الإعلامية في البرازيل وتسمى "NR" يديرها شخصياً مع والده، وهي تمتلك فروعاً عدة في أكثر من دولة، لتصل أرباحها السنوية إلى 30 مليون يورو.
بدوره، لم يأخذ حارس يوفنتوس، جيانلويجي بوفون لقب أفضل حراس العالم وحسب، بل أخذ أيضاً لقب أفضل سماسرة العقارات. 5 شقق فاخرة في بارما وعشرات الشقق في جزيرة سردينيا، وبالمحصلة العامة هو يملك عبر شركته 60 عقاراً بينها أحد أفخم مطاعم توسكانا.
من جهة أخرى، هداف برشلونة الاسباني وانتر ميلانو السابق الكاميروني صامويل إيتو دخل هذا العالم من بوابة الاتصالات والتكنولوجيا، اذ انشأ عام 2012 إحدى أكبر وأهم شركات الاتصال في بلاده وتحمل اسم «إيتو تيليكوم».
لكن بالتأكيد لا يملك جميع اللاعبين القدرة على الدخول باستثمارات بهذا الحجم، اذ ان بعضهم ذهب الى عالم "البيزنس" بطريقة متواضعة مقارنة بغيره، حيث يملك لاعب "البرسا" الكرواتي إيفان راكيتيتش "سوبر ماركت" في إٍسبانيا!
طبعاً هذه الأعمال تظل الى جانب انشغال النجوم في كرة القدم بعد الاعتزال، حيث يجني البعض منهم الارباح من التدريبب أو التحليل الرياضي. لكن يبقى "البيزنس" الطريقة الفضلى للاعبين لإعادة تدوير أموالهم التي جمعوها من اللعبة الشعبية وتأمين مستقبلهم بعد الاعتزال، وطبعاً الحياة الرغيدة التي اعتادوها.




بيكام أكبر المستثمرين

يُعدّ الانكليزي ديفيد بيكام أكثر اللاعبين الذين استثمروا قبل اعتزالهم وبعده، حيث عمل على الترويج لعلامته التجارية التي تحمل اسمه، برفقة زوجته المغنية المعروفة فيكتوريا أدامس، إذ الى جانب الثياب والعطورات، يملك نجم مانشستر يونايتد وريال مدريد سابقاً عقود رعاية مع شركات ومؤسسات عملاقة مثل "أديداس" و"سامسونغ" و"آيتش أند أم". كذلك تملَّك بيكام عام 2014 فريق ميامي الأميركي الذي لعب فيه آخر أيامه في كرة القدم.