فتح بيار كاخيا معركة انتخابات الاتحاد اللبناني لكرة السلة مبكراً ومنفرداً حين أعلن ترشّحه للعودة الى رئاسة الاتحاد، ولكن هذه المرة بغطاء سياسي لا يخجل كاخيا في الاعلان عنه، مشيراً الى أنه المرشح الرسمي لحزب القوات اللبنانية، كما قال خلال اللقاء الذي عقده أمس مع عدد من الإعلاميين. اعلان قد يجده البعض ادانة لكاخيا لكونه يستند الى دعم سياسي ويدخل السياسة في الرياضة، لكنّ كاخيا يبدو أنه يئس من السبل الرياضية والانجازات، فلجأ الى الدعم السياسي كقاعدة للانطلاق نحو حشد رياضي يوصله الى رئاسة اتحاد السلة. هو كان واضحاً جداً حين رأى أن هذه اللعبة تعني القوات اللبنانية على نحو كبير فهي "ام الصبي"، وهذا ما جرى ابلاغه الى التيار خلال الاجتماع الذي عقد بين القيادتين الرياضيتين أول من أمس. في هذا الاجتماع كان هناك عتب من التيار على كاخيا على الأسلوب الذي اتبعه للترشّح للرئاسة من دون التنسيق معه، وبطريقة ترمي الى حشر التيار وهو أمر من سابع المستحيلات بالنسبة الى الرابية. الصورة تبدو واضحة من أن كلام كاخيا بقوة عن الترشّح والاصرار عليه والتأكيد أنه ليس مناورة وهو ترشيح حزبي رسميٌ وصولاً الى حد خوض معركة، يعتمد ضمناً وفي آخر المطاف على اتصال من معراب بالرابية يطلب فيه قائد القوات اللبنانية سمير جعجع من الجنرال ميشال عون وصول كاخيا الى الرئاسة.
وعليه، ماذا سيكون موقف الرابية في هذه الحالة؟
بكل بساطة هم غير معنيين بأي تسوية أو اتفاق في هذا السياق، ذلك أن الأمور لا تسير بهذه الطريقة حتى لو كان هناك اتفاق سياسي كبير بين القوات والتيار الوطني الحر. ولعل الأمثلة السياسية لا الرياضية حاضرة، من الانتخابات البلدية وتحديداً جونية الى انتخابات اتحاد كسروان البلدي، التي لم تشهد اتفاقاً بين القوات والتيار، فكيف بحال الرياضة التي هي بدرجة أقل من السياسة.
فالأمور محسومة بأن اتحاد السلة لطالما كان محسوباً رياضياً على العونيين، وهم ليسوا بوارد التخلي عنه لأي سبب كان، وحتى ترشيح أي شخصية عونية للرئاسة سيكون من بابٍ رياضي، كما أن أي شخص سيكون في اللجنة الادارية وهو منتسب الى التيار سيترك بطاقته على باب الاتحاد قبل الدخول اليه.
كاخيا وبرغم بداية حديثه السياسي الا أنه يدخل الى الانتخابات ببرنامج عمل اداري وفني كبير. يبدأ من الاتحاد وتعيين مدير ناجح قادر على ضبط الأمور الادارية مروراً بانشاء دائرة للحكام وادارة للمسابقات وأخرى للمنتخبات.
بالنسبة الى كاخيا سيكون على لبنان خوض تصفيات صعبة عام 2017 للتأهل الى نهائيات كأس العالم وهو سيواجه منتخبات مثل نيوزيلندا واوستراليا وفيجي و"نحن غير جاهزين لذلك أبداً بدليل ما حصل مع منتخب الناشئين"، يقول كاخيا.
أما بالنسبة لرؤيته للحكام، فهو يرى أن حجم اللعبة اكبر من عدد الحكام، إذ لا يتوافر عدد كاف من الحكام الجيدين القادرين على قيادة المباريات. وهو سيعمل على خلق جيل جديد من الحكام الجامعيين، الذين سبق أن انتسب 22 منهم الى الجهاز التحكيمي سابقاً، ولم يبقَ منهم سوى واحدٍ فقط بسبب عدم الاهتمام بهم.
ويتوقف كاخيا كثيراً عند ادارة المسابقات، مشيراً إلى أن مدة البطولة تحتاج الى اعادة نظر وتقصير الى 4 أو 5 أشهر كحد أقصى، واقامة جميع البطولات في وقت واحد. ولفت الى ضرورة اختيار الوقت المناسب لاقامة بطولة الدرجة الأولى، للاستفادة قدر الامكان من اللاعبين الأجانب الذين يكونون قد تحرروا من عقودهم في مسابقات أخرى، وخصوصاً في ظل اعتماد ثلاثة لاعبين أجانب.
هذا العدد من الأجانب يتوقف عنده كاخيا أيضاً، مشيراً إلى أن هذا سيكون مدمّراً للاعبين اللبنانيين على المدى الطويل، لكن في الوقت عينه هو ليس ضد ثلاثة لاعبين أجانب، إلا أنه يجب ايجاد بطولة رديفة تقام مبارياتها قبل المباريات الأساسية، وتكون مخصصة فقط للاعبين اللبنانيين، فمباراة الحكمة والرياضي مثلاً تسبقها واحدة بين الفريقين باللاعبين اللبنانيين.
ويرى كاخيا ضرورة عقد اجتماع مع أندية الدرجة الأولى لوضع سقف للميزانيات، بحيث تصل تلك الأندية لأن يكون مصروفها يوازي مدخولها. و"قد حان الوقت لانشاء دوري محترفين بمعايير محددة ووقت للتجربة حتى تنتقل اللعبة الى مرحلة الاحتراف الكلي".
لكن يبقى كل هذا الكلام مرهونا بوصول كاخيا الى الرئاسة، التي سيبدأ العمل حتى يكون هناك توافق منعاً لحصول معركة "ولكن اذا كانت كذلك فليكن. فقرار الترشّح جاء بعد دراسة وتفكير لشهر كامل وهو ليس مناورة".
لكن ما هو الفرق بين الانتخابات المقبلة والانتخابات الماضية حين خسر كاخيا 0 - 15؟
يجيب الرئيس الأسبق للاتحاد بأن هذه المرة هناك التزام قواتي كامل بترشيحه، وبالتالي فإن جميع الأندية المحسوبة على القوات ستصوّت له، اضافة الى الاستعانة بطاقم عمل مختلف. ونفى كاخيا أي تدخل أود دعم من آل شويري، وتحديداً روز شويري، فهؤلاء ابتعدوا عن كرة السلة نهائياً. كما نفى وجود أي اتصالات أو تعاون مع الدكتور روبير أبو عبد الله، أو المسؤول الرياضي الجديد في حزب الكتائب فارس مدور، مشيراً الى وجود تصوّر للائحته مع أسماء ستكون مفاجئة، مستبعداً أن يكون الأمين العام الحالي غسان فارس ضمن التشكيلة "الا إذا كان متوافقاً مع المشروع".