يمكن القول ان منتخب لبنان لكرة القدم يدخل مرحلة جديدة الليلة عندما يخوض مباراة دولية ودية مع ضيفه الاردني، الساعة 21.00، على ملعب المدينة الرياضية.
تلك المرحلة التي يأمل من خلالها المنتخب الوطني ان يصل الى كأس آسيا للمرة الاولى من بوابة التصفيات، وهو امر غير صعب بالنظر الى وفرة اللاعبين الجيدين الذين بامكانهم حمل المنتخب الى مرحلة اعلى، وخصوصاً مع التوجّه الذي يتّبعه المدرب المونتينغري ميودراغ رادولوفيتش. الاخير كان قد شرع في مرحلة التجديد لكن على نار هادئة، وهو اصبح امام مساحة جيّدة لاستكمال ما بدأه مع اعتزال عناصر قديمة ثم ابعاده لعناصر اخرى بعد تقدّمهم في السن، اذ يعلم ان بعض اللاعبين المخضرمين وإن كانوا يؤدون على نحو طيّب على الساحة المحلية فانهم لن يتمكنوا من خدمة المنتخب على المدى الطويل دوليّاً، وتحديداً في حال بلوغ البطولة القارية المقررة في الامارات عام 2019.
استراتيجية رادولوفيتش تركّزت على محورين اساسيين

محوران اساسيان عمل عليهما رادولوفيتش اخيراً ضمن استراتيجيته لتجديد المنتخب من دون ان يضرب الأسس التي بُني عليها، فصبّ اهتمامه في المحور الاول على استقطاب اللاعبين ذوي الاصول اللبنانية من الخارج. وهذه المسألة لم تكن سهلة ابداً بحسب ما قال المدرب الذي اخذ على عاتقه مهمة التحدث مع البعض شخصياً من اجل ان يؤمّن انضمامهم الى "رجال الأرز". وفي هذا الاطار اشار رادولوفيتش الى ان "هناك صعوبة في حسم ملفات كثيرة بسبب عدم التمكن من تأمين الاوراق اللازمة لتثبيت الهوية اللبنانية للكثير من اللاعبين". وفي خضم هذا الامر عمد رادولوفيتش الى اعطاء الفرصة مجدداً للاعبين آخرين، امثال عدنان حيدر وحسن "سوني" سعد المتألق في الدوري التايلاندي، والذي حظي بمتابعة اخيراً من المدرب المونتينغري، تماماً مثل هلال الحلوة الآتي من المانيا.
اما المحور الثاني الذي انشغل به رادولوفيتش، ويتوقّع ان يكون في قلب حساباته ابتداءً من مباراة الليلة ثم اللقاء الودي امام افغانستان الاثنين المقبل، فهو في كيفية دمج تلك الوجوه الشابة او الجديدة مع المنتخب نسبياً، ضمن المجموعة التي استدعاها. وهنا الحديث عن لاعبين مثل محمود كجك وغازي حنيني وماهر صبرا واحمد جلول وعمر الكردي.
وفي هذه النقطة يوضح "رادو" بأن "هناك متابعة لعددٍ كبير من لاعبي الدوري المحلي الذين بامكانهم خدمة المنتخب وتشكيل اضافة ايجابية، وذلك في موازاة حضورهم الذهني لتقبّل العمل الذي يعطى اليهم من اجل اصابة التطوّر".
رادولوفيتش وبتشكيلته المكتملة بناءً على خياراته الاخيرة للمنتخب، يعمل على استيعاب كل العقبات التي تواجهه، الى تذليل عقبات اخرى على غرار مشكلة هيثم فاعور ثم اعادة ربيع عطايا ايضاً الى صفوف "الاحمر"، في خطوةٍ لا شك في انها ستنعكس ايجاباً على المنتخب بالنظر الى الامكانات الكبيرة التي يملكها اللاعبان، وهو امر يعلمه المدرب لكن "الالتزام بالانضباط امر اساسي لما فيه مصلحة خاصة للاعب ومصلحة عامة للمنتخب الذي يحتاج الى خدمات كل لاعب مميز".
المهم ان المنتخب خاض حصة تدريبية لمدة ساعة تقريباً أمس على ملعب المباراة، حيث بدت الاجواء ايجابية وسط معرفة كل لاعب للدور المنوط به. ويتوقّع ان يبدأ منتخبنا مباراته بتشكيلة قوامها: مهدي خليل (لحراسة المرمى)، علي حمام وجوان العمري ونور منصور ووليد اسماعيل (للدفاع)، وعدنان حيدر، وهيثم فاعور، وربيع عطايا (او حسن شعيتو) ومحمد حيدر وحسن معتوق (للوسط)، وسوني سعد (للهجوم).