تحول حفل السحور الذي أقامه رئيس نادي العهد تميم سليمان في منزله على شرف رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم المهندس هاشم  حيدر، الى لقاء مفتوح مع الإعلاميين أطلق فيه حيدر العديد من المواقف المهمة بشأن شكل السنة الأخيرة من الاتحاد والموسم المقبل.بداية الحفل كانت كلمة لصاحب الدعوة تميم سليمان، رحب فيها بحيدر وبالاعلاميين الحاضرين، مشيرا إلى أن جلسات نقاشية كهذه تفيد كرة القدم اللبنانية على نحو كبير.
بدوره شكر حيدر صاحب الدعوة على هذه المبادرة، وشكر الإعلاميين على حضورهم، ومهنئا إياهم باليوم العالمي للصحافة الرياضية الذي يصادف اليوم السبت، داعيا إياهم إلى التكاتف والتوحد تحت أي إطار يرونه مناسبا، معتبرا انهم ركن أساسيّ في مسيرة تطوير كرة القدم اللبنانية، متمنيا على الرياضيين والسياسيين أن يستلهموا معاني وفضائل هذا الشهر الكريم، لما فيه مصلحة الوطن ورياضييه.
أبرز مواقف حيدر ما قاله في موضوع التلاعب وتعليب المباريات، حيث رفض أن يكون على رأس لعبة فاسدة أو تحوم حولها شبهات الفساد، معتبرا أن لجان التحقيق التي تؤلف لمعالجة قضايا كهذه غير فعالة، ولا تصل إلى نتيجة، والحل الوحيد هو اتخاد إجراءات صارمة قد تصل إلى حد التوقيف على الشبهة من دون انتظار وجود أدلة واضحة، وخاصة أن جميع من يتعاطى بكرة القدم يعلم أن هناك أشخاصا فاسدين ما زالوا يعملون في كرة القدم، وهم معروفون بالأسماء، واعدا الجميع بان أسلوب مكافحة هذه الآفة سيكون مختلفا وفعالا وصارما، فسمعة اللعبة خط أحمر بالنسبة إلى رئيس الاتحاد.
أما بالنسبة للجمهور، فأعرب حيدر عن ارتياحه لما آلت إليه الأمور في الأسابيع الأخيرة من عمر الدوري، ولتعاون الأجهزة الأمنية على نحو كبير مع الاتحاد، شاكرا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، الذي كان له الدور الأكبر بعودة الجمهور إلى الملاعب وحمايته.
إلى قانون التوقيع الأبدي الذي أخذ وقتا طويلا من النقاش بين رئيس الاتحاد والإعلاميين، حيث رأى حيدر أن الاتحاد بدأ بالفعل بتغيير هذا الواقع تدريجيا، وبحلول تدريجية عن طريق السماح بمبدأ الإعارة للاعب اللبناني والأجنبي وفتح الباب أمام الأندية بشكل اختياري لتوقيع عقود مع اللاعبين اللبنانيين وتسجيلها في الاتحاد، الا أن التجاوب مع هذا الأمر كان ضعيفا من قبل الأندية، واعدا بدرس مقترحات قدمت خلال النقاش للوصول إلى قانون عصري للتواقيع شرط تجاوب الأندية مع الأمر. كما وعد بالنظر ببدل تسجيل العقود في الاتحاد البالغ عشرة بالمئة من قيمة العقد ومحاولة تخفيضه الى خمسة بعد درس الامر في اللجنة التنفيذية، معلنا أن سيُعرض على الجمعية العمومية المقبلة تعديل يقضي بالسماح للاعب اللبناني بالانضمام إلى أندية الدرجة الأولى في الفترة بين الذهاب والإياب شرط عدم مشاركته مع اي فريق آخر في الذهاب.
حيدر أعلن أن لا مانع عند الاتحاد من توسيع المروحة واعتماد لاعب آسيوي بدل من اللاعب الفلسطيني الذي يحق للنادي اشراكه في الدوري شرط أن يعود بمنفعة فنية على الأندية والدوري.
إلى موضوع الحكام، حيث أشار حيدر إلى أنه يجب عدم فقدان الثقة بالجهاز التحكيمي المحلي، لأننا نملك جهازا تحكيميا جيدا بحاجة إلى المتابعة والتطوير عن طريق المعسكرات والمحاضرات، ولكن الأهم من ذلك أن هذا الجهاز يتمتع بحد كبير من الشفافية، ولكن تنقصه الإمكانات وهذا ما سنسعى لتأمينه في المستقبل، معلنا فتح دورة للحكام الجدد بعد مدة قصيرة، ما سيساهم بتعزيز الجهاز التحكيمي.
وعن تحديد موعد بداية البطولة في 9 أيلول المقبل، قال حيدر إن الاتحاد ارتأى بعد التشاور مع الأندية إطلاق الدوري مبكرا هذا العام، ليكون ختام الموسم قبل بداية شهر رمضان المقبل، وقد راعى الاتحاد في روزنامة موسم 2016 - 2017 المشاركات الخارجية للأندية واستحقاقات المنتخب الأول.
واستفاض حيدر بالحديث عن المنتخبات الوطنية قائلا إن الاتحاد يعمل ضمن إمكاناته المتواضعة على إعداد المنتخب الأول لتصفيات كأس آسيا المقبلة، آملا أن يتحقق الإنجاز بالتأهل لأول مرة إلى هذه المسابقة القارية. وفي جوابه عن تفعيل لجنة دعم المنتخبات قال حيدر إن لجنة دعم المنتخبات كان لها دور مهم وساهمت بإنجازات المنتخب، داعيا تميم سليمان لترأسها وإعادة تفعيلها، وشاكرا الاتحاد القطري لكرة القدم على وقوفه الدائم إلى جانب كرة القدم اللبنانية، والدكتور محمد عواضة لمساهماته المستمرة في دعم المنتخبات الوطنية.
من أهم النقاط التي تحدث فيها حيدر خلال اللقاء التسيب الحاصل بكرة القدم وعدم تطبيق القوانين أو الازدواجية في معايير تطبيقها، فمن اليوم وصاعدا لن نسمح بالاستخفاف بكرة القدم بإستخدام حيل فقدان النصاب القانوني للمباراة وغيرها من الحيل، والعقوبات ستكون قاسية ورادعة واعترف بوجود تباين كبير في مقاربة لجنتي الانضباط والاستئناف للحالات التي تصل إليها، وقد جرت معالجة هذا الأمر أخيرا باجتماع ضم اللجنتين حيث جرى توحيد معايير آلية العمل.
وختم حيدر هذا اللقاء بطمأنة الجميع إلى ان الوضع الإداري في الاتحاد أفضل مما يتصوره البعض، والأكيد أنه أفضل من الحقب السابقة في الاتحاد، وكل ما ينقص استقرار لبنان على كافة الصعد، وتأمين الموارد المادية للنهوض بهذه اللعبة.