تُعدّ كأس أوروبا، كما البطولات الرياضية الكبرى، موطناً للفرح الذي يغمر جميع المتابعين طوال فترة زمنية لا تخلو من مواقف طريفة ومضحكة وغريبة، سواءٌ أكانت تتعلق باللاعبين أم المشجعين على حد سواء."يورو 2016" لم تشذّ عن القاعدة حتى الآن بعد انقضاء دورها الأول. مواقف طريفة وغريبة عديدة حصلت في أكثر من مكان مسبّبة الضحكات.
هذا ما أمكن مشاهدته مثلاً خلال المباراة بين كرواتيا وتركيا عندما اقتحم أحد المشجعين الكروات أرض الملعب على حين غفلة من الجميع وراح يحتفل مع لاعبي بلاده بالهدف الذي سجله لوكا مودريتش.
وإذا كان هذا المشجع الكرواتي قد احتفل مع لاعبي منتخب بلاده، فإن مشجعاً تركياً في خلال المباراة ذاتها حطم التلفاز في منزله بعدما استشاط غضباً من مزحة زوجته لإطفائها التلفاز عبر هاتفها الذكي، حيث انتشرت اللقطة على نطاق واسع حول العالم وأثارت ضحكات كل من شاهدها.
لم يتذكر واين روني
أنه لعب في مرسيليا
عام 2011

من جانبهم، لم يقبل اللاعبون الروس أن يعكّر مزاجهم الهادئ أي شيء قبل مباراتهم الأولى أمام إنكلترا. هكذا، فقد سبّبوا إلغاء حفلة كانت ستقيمها فرقة سيروني في منطقة المشجعين في مرسيليا القريبة من الفندق الذي يقيمون فيه، وذلك من أجل عدم إزعاجهم في أثناء نومهم.
وعلّق رئيس بلدية مرسيليا، جان كلود غودان، على ما حصل قائلاً: "اللاعبون الروس اتصلوا حتى ببوتين لكي لا يكون هناك ضجة، وقد احترمنا ذلك".
أما اللاعبون الإيطاليون، فقصتهم مختلفة، إذ إنهم يقضون وقتهم في الفندق وهم يتحادثون عبر تطبيق "الواتساب".
وقال ماركو بارولو لاعب "سكوادرا آتزورا": "لدينا مجموعة نتحدث خلالها جميعاً، ونحظى بالمرح بالكتابة فيها. سالفاتوري سيريغو هو الأطرف في المجموعة، والعديد من اللاعبين يتحدثون بشكل مكثف فيها"، مضيفاً: "اللاعبون من مناطق مختلفة في إيطاليا، وبلكنات مختلفة، لذا في بعض الأوقات لا نفهم ما يكتب على الفور، لكننا نمرح".
وعلى خلاف اللاعبين الإيطاليين الذين يمرحون في أوقات الفراغ، فإن اللاعبين البلجيكيين يحبون النوم كثيراً، ويقول مدربهم مارك فيلموتس: "لاعبيَّ من الذين ينهضون متأخرين. هم ينتمون إلى الجيل الذي ينام متأخراً ويستيقظ متأخراً".
وبالحديث عن اللاعبين، حصل موقف طريف مع النجم الإنكليزي واين روني، إذ سأله الصحافيون الفرنسيون قبل المباراة أمام روسيا في مرسيليا عن ذكرياته حول المباراة الوحيدة التي لعب فيها على ملعب المدينة "فيلودروم" عام 2011 مع مانشستر يونايتد ضد مرسيليا في دوري أبطال أوروبا، فكانت المفاجأة بعدم علمه بتلك المباراة، وقد ردّ قائلاً: "لا أذكر أنني لعبت هنا. أنا آسف"، ليغرق الصحافيون بالضحك.
ماذا عن المشجعين في المدرجات؟ هنا يمكن العثور على الكثير من اللقطات المضحكة، بدءاً من الأزياء التي يرتديها هؤلاء، كما ذلك المشجع السويسري الذي ظهر وهو يرتدي زي البقرة أو مشجع آخر يعتمر رأس الحصان. أما الأكثر طرافة، فهو ذلك المشجع الويلزي الذي حضر إلى فرنسا لمتابعة مباراة منتخب بلاده أمام إنكلترا ببيجامة النوم التي تحمل علم بلاده.
ولم يشعر المشجع الذي يدعى والس بالخجل في أثناء تحركه في الشوارع ووسط الجماهير، وكان سعيداً جداً بأن عدسات الكاميرات تطارده في كل مكان يكون فيه بسبب ملابسه الغريبة.
لكن الأكثر إثارةً للدهشة والضحك، ما حصل في مدرجات المنتخب الإيطالي في خلال المباراة أمام السويد، حيث لم يتوانَ أحد مشجعي "سكوادرا آتزورا" عن تعليق لافتة موجهة إلى زوجته كتب فيها: "عزيزتي أطلب الطلاق".
يبقى أنّ بطولة مثل كأس أوروبا تستحق ما هو غريب، وهذا ما فعله بالضبط الألماني هيلموت الذي حضر من مدينة مونستر في بلاده إلى باريس على دراجته الهوائية الفريدة من نوعها من خلال زينتها المميزة، وكل ذلك لإظهار مساندته، على طريقته، لـ"المانشافت".