عاش العالم ذهولاً حقيقياً أمس بالفضيحة الكبرى التي هزّت أركان الاتحاد الدولي لكرة القدم، عندما أعلنت السلطات السويسرية اعتقال ستة مسؤولين في «الفيفا» من بين 14 مسؤولاً متهماً بالفساد والرشوة بطلب من القضاء الأميركي، وذلك قبل يومين من الانتخابات الرئاسية لكبرى المؤسسات الرياضية في العالم، التي تشهد مواجهة بين الرئيس الحالي جوزيف بلاتر الساعي الى ولاية خامسة ومنافسه الأمير الأردني علي بن الحسين.
وتتعلق التهم على مدى السنوات العشرين الأخيرة بمنح حقوق نقل بطولات كأس العالم، حقوق التسويق والبث.
وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أسماء مسؤولي الفيفا المتهمين وعددهم 14 وهم: جيفري ويب (نائب رئيس فيفا، رئيس اتحاد كونكاكاف)، أوجينيو فيغيريدو (نائب رئيس فيفا، رئيس اتحاد أميركا الجنوبية)، جاك وارنر، ادواردو لي، خوليو روشا، كوستاس تاكاس، رافايل اسكيفيل (رئيس اتحاد فنزويلا)، خوسيه ماريا مارين (رئيس الاتحاد البرازيلي) ونيكولاس ليوز، فضلاً عن مسؤولين كبار في شركات تسويق رياضية، وهم: أليخاندرو بورزاكو، ارون دافيدسون، هوغو جينكيس وماريانو جينكيس، كما وُجهت التهمة ايضاً الى خوسيه مارغيليس، الوسيط الذي سهّل عملية الدفع غير القانونية.
التطورات لم تتوقف عند هذا الحد، إذ بعد ساعات قليلة من هذا النبأ فتح مكتب المدعي العام السويسري قضية جنائية ضد مجهول للشك في «تبييض الأموال وخيانة الأمانة» في ما يخص ملف استضافة مونديالَي 2018 في روسيا و2022 في قطر، وذلك بعدما صادر وثائق إلكترونية من مقر «الفيفا» في زيوريخ، بحسب بيان رسمي.
وأشار وزير العدل السويسري إلى أن السلطات المحلية تحركت في هذه القضية لأن بعضاً من المخالفات التي حصلت كانت على الأراضي السويسرية، مضيفاً بأن هذه الإجراءات الجنائية بدأت منذ 10 اذار 2015 ولم تُعلَن حتى اليوم.
ووفقاً للبيان، سيُفتح تحقيق بحق 10 اشخاص «شاركوا في عملية التصويت على حق استضافة مونديالي 2018 و2022 كأعضاء في اللجنة التنفيذية لفيفا».
وعقب هذا الزلزال، سرت شائعات بأن بلاتر يحاول الضغط لتأجيل إنعقاد كونغرس وانتخابات الفيفا، إلا أن المتحدث باسم المنظمة الدولية، والتر دي غريغوريو، أكد أن لا تغيير في الموعد المرتقب يوم غد الجمعة، معلناً أيضاً أن بلاتر والأمين العام للفيفا جيروم فالكه ليسا متورطين في القضية.
وبعد بيان مقتضب لمنافس بلاتر، الأمير علي، رأى فيه أن ما حصل «يوم حزين لكرة القدم»، عاد وأصدر بياناً رسمياً صوّب فيه على بلاتر، وقال فيه: «يحتاج الفيفا إلى قيادة تحكم، تعتني وتحمي اتحاداتنا الوطنية. قيادة تتقبل تحمل المسؤولية لأفعال مؤسستها، ولا تحمّل المسؤولية للاخرين. قيادة تعيد الثقة الى مئات الآلاف من أنصار اللعبة حول العالم».
من جهته، دعا رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الفرنسي ميشال بلاتيني، إلى اجتماع طارئ لجميع الاتحادات الوطنية في القارة اليوم، وفي بيان منفصل أعلن «يويفا» أنه «متفاجئ وحزين» للتطورات التي حصلت.
من جانبه، اعترف رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، ماركو بولو دل نيرو، بأن اتحاده يعيش «لحظات رهيبة» بعد استدعاء القضاء السويسري لرئيسه السابق جوزيه ماريا مارين.
وقال دل نيرو: «من الواضح أن الوضع ليس جيداً، إنه رهيب، ولكن قبل كل شيء يجب أن نعرف ماذا حصل، لأنه ليس لديّ أدنى فكرة عن ذلك».