هي إيطاليا حاضرة دوماً في المواعيد الكبرى. مع "سكوادرا آتزورا" لا مكان للتوقعات المسبقة. قيل قبل البطولة إن المنتخب الإيطالي ضعف باعتزال العديد من نجومه وخيارات أنطونيو كونتي بعدم استدعاء النجم أندريا بيرلو الذي كان أحد رموز بطل العالم 4 مرات في السنوات الأخيرة والعنصر الأكثر تأثيراً في صفوفه، ثم جاءت الإصابات لتحرمه جهود نجمين في منطقة وسط الملعب، هما ماركو فيراتي وكلاوديو ماركيزيو.لكن رغم كل ذلك، فإن كونتي وفي الاختبار الأول والأهم في مواجهة بلجيكا أحد المرشحين للقب، خرج ليقولها بالفم الملآن بأن لاعبيه سيخوضون المواجهة كـ "المحاربين" ليشدّ من أزر لاعبيه.
كان كونتي يدرك جيداً أنه مع غياب المواهب والأسماء الكبيرة، فإن الرهان الإيطالي هو على "الغرينتا" وروحية الفوز التي تميزهم في المناسبات الكبرى وعند الاستحقاقات، وهذا ما كان عليه الحال في مباراة أمس.
وبطبيعة الحال، فإن هذه "الغرينتا" مستمدة من وجود ثلاثي خط دفاع يوفنتوس الحديدي جيورجيو كييليني وليوناردو بونوتشي وأندريا بارزاغلي الذين شكلوا سدّاً منيعاً أمام الهجمات البلجيكية، مع الاعتماد على الضغط العالي من منطقة الدفاع البلجيكية والتماسك في كافة الخطوط، وكل هذا بفضل الفكر التكتيكي لكونتي الذي بدا جلياً أمس.
فازت إيطاليا على بلجيكا بهدفي جياكيريني وبيللي

مجدداً تعلّم إيطاليا الجميع درساً في اللعب الدفاعي والقتالي. بكل ما أوتوا من قوة، يعرف الإيطاليون كيف يصلون إلى هدفهم وبذكاء، وكيف إذا ما تقدموا في النتيجة كما حصل بهدف إيمانويلي جياكيريني الذي تلقى تمريرة عالية مميزة من بونوتشي، فاستقبلها بهدوء وسددها في شباك ثيبو كورتوا (32). إنهم يستميتون دفاعاً عنه، ما يجعل المهمة أشبه بالمستحيلة على الخصم، وهذا ما واجهه البلجيكيون تماماً، فتعطلت فعالية قوة هجومهم المتمتل بإيدين هازار وكيفن دي بروين وروميلو لوكاكو، فكانت فرصهم قليلة وأخطرها للأخير بكرة من فوق بوفون من انفرادية، إلا أنها مرت قريبة من المرمى (54).
كان يدرك مارك فيلموتس قبل المباراة أنه سيواجه خصماً عنيداً ومتمرساً حيث قال: "يجب أن يكون الجميع في كامل لياقته البدنية وأن يُظهر قدراته بمجرد انطلاق اللقاء، ولا ينبغي لأحد أن يفكر نفسه. الفريق هو الأهم".
لكن في الواقع لم تترجم كلمات فيلموتس على أرض الملعب إذ إن الفردية كانت سمة لاعبيه الذين رغم سيطرتهم على مجريات المباراة فإنهم بدوا مفتقدين للخبرة، والأهم بدوا أقل دهاء من الإيطاليين الذين سيّروا المباراة على نسقهم الدفاعي حتى اللحظات الأخيرة التي تمكنوا فيها من إضافة الهدف الثاني - وهذا كان طبيعياً إزاء تقدم البلجيكيين - من هجمة مرتدة وصلت إلى أنطونيو كاندريفا، ومنه إلى غراتزيانو بيللي الذي سددها طائرة قوية في الشباك (90).
هي إيطاليا، قد لا يعجب أداؤها كثيرين، لكن الأهم أنها تؤكد في كل مرة أنها فوق التوقعات وأنها حاضرة في كبرى الاستحقاقات.
- مثّل إيطاليا: جانلويجي بوفون - أندريا بارزاغلي وليوناردو بونوتشي وجورجيو كييليني - أنطونيو كاندريفا وماركو بارولو ودانييلي دي روسي (تياغو موتا، 77) وإيمانويلي جاكيريني وماتيو دارميان (ماتيو دي تشيليو، 59)- إيدر (تشيرو ايموبيلي، 75) وغراتسيانو بيللي.
- مثّل بلجيكا: تيبو كورتوا - لوران سيمان (يانيك كاراسكو، 76) وتوبي الدرفيريلد وتوماس فرمايلن ويان فيرتونغن - اكسل فيتسل وراديا ناينغولان (دريز ميرتنز، 62) وكيفن دي بروين ومروان فيلايني وايدين هازار - روميلو لوكاكو (ديفوك اوريجي، 73).
(الأخبار)




العقدة مستمرة

تواصلت العقدة الإيطالية على بلجيكا. إذ إن منتخب بلجيكا فشل للمرة الرابعة في تحقيق الفوز على نظيره الإيطالي في كأس العالم أو كأس أوروبا.
إذ بخلاف خسارة أمس، فإن إيطاليا وفي ثلاثة لقاءات جمعت الطرفين فازت مرتين وتعادلت مرة، واثنتان منهما كانتا في كأس أوروبا: 0-0 في "يورو 1980" و2-0 في "يورو 2000".