... وانطلق "يورو 2016" على الأراضي الفرنسية أمس حيث لعب المضيف أولى المباريات أمام رومانيا ضمن المجموعة الأولى التي تضم أيضاً سويسرا وألبانيا.انتظر الجميع أن تأتي المباراة على مستوى تنافسي عال لكنها لم تشذ عن قاعدة أغلب المباريات الإفتتاحية التي يغلب فيها الحذر والحرص والتكتيك على اللعب الهجومي الممتع والفنيات العالية حيث يسعى كل جانب إلى كسب النقاط الثلاث مهما يكن الأداء لتحقيق انطلاقة قوية تمنح الثقة في بقية المشوار الطويل.
كان ديميتري باييه النجم الأبرز وتميز صناعة وتسجيلاً

صحيح أن فرنسا حُرمت العديد من لاعبيها بسبب الإصابات لكن الغيابات كانت دفاعية وهذا ما يزيد علامة الإستفهام على الأداء الفرنسي إذ إن الحضور الهجومي كان كاملاً ورغم ذلك فإن "الديوك" فشلوا في صنع الخطورة كثيراً.
يمكن القول ان أفضل شيء في فرنسا أمس كان ديميتري باييه اللاعب الأبرز على أرض الميدان الذي صال وجال وتنقل في مختلف أرجاء الملعب ومرر الكرات الذهبية لزملائه وبينها كرة الهدف الأول لأوليفيه جيرو من عرضية تابعها الأخير برأسه علماً أن الحارس سيبريان تاتاروسانو أخطأ في الخروج من مرماه لالتقاطها (57)، ومن ثم سجل هدف الفوز بطريقة رائعة في الدقيقة قبل الأخيرة بتسديدة من خارج منطقة الجزاء. ببساطة فإن باييه غطّى كلياً على النجمين بول بوغبا وأنطوان غريزمان ليخرجهما ديدييه ديشان ويدخل أنطوني مارسيال وكينغسلي كومان على التوالي.
ما بدا واضحاً أيضاً أن الدفاع الفرنسي كارثي إذ إنه أخطأ في بعض الكرات التي شكلت خطورة كبيرة على مرمى هوغو لوريس وهذا ما كان يتخوّف منه الفرنسيون بعد الغيابات بحضور عادل رامي ولوران كوسييلني الثقيلين كقلبي دفاع وباتريس إيفرا وبكاري سانيا البطيئين كظهيرين ولولا تغطيات لاعب الإرتكاز نغولو كانتي لكانت الخطورة أكبر على الفرنسيين والنتيجة في مرماهم أكثر من الهدف الذي سجله الرومان عبر ركلة جزاء من خطأ إيفرا على نيكولاي ستانسيو ترجمها بوغدان ستانسو بنجاح (65).
ورغم أن فرنسا بدت ضعيفة ومرتبكة في مباراتها الأولى على غير ما كانت تشير إليه معظم التوقعات بغض النظر عن فوزها إلا أن ذلك لا يعني أن المنتخب الروماني لم يكن جيداً، بل كان وفقاً لظروفه جيداً جداً حيث يكفي أنه وقف في وجه الفرنسيين على أرضهم وأحرجهم بين جماهيرهم حتى اللحظات الأخيرة، بعدما تميز الرومانيون بانضباطهم العالي وقوتهم الدفاعية. لا يمكن طبعاً المقارنة بين رومانيا التسعينيات ورومانيا الآن إذ إن النجم جورجي هاجي أو "مارادونا رومانيا" لم يعد موجوداً، لكن الرومانيين يمكنهم أن يبنوا الآمال على باقي مشوارهم في البطولة.
فازت فرنسا لكنها لم تقنع، هذا هو عنوان المباراة. لا شك أن أمام ديشان عملا كبيرا إذا ما كان يحلم بالعودة إلى الملعب ذاته في العاشر من الشهر المقبل لحمل الكأس.
مثّل فرنسا: هوغو لوريس وعادل رامي ولوران كوسييلني وبكاري سانيا وباتريس إيفرا ونغولو كانتي وبلايز ماتويدي وبول بوغبا (أنطوني مارسيال) وديميتري باييه (موسى سيسوكو) وأنطوان غريزمان (كينغسلي كومان) وأوليفيه جيرو.
مثّل رومانيا: سيبريان تاتاروسانو وفلاد شيريتش وكريستيان سابونارو ودراغوس غريغور ورازفان رات وميهي بينتيلي ونيكولاي ستانسيو (ألكسندرو شيبيسيو) وأوفيديو هوبان وأدريان بوبا (غابريال تورجي) وبوغدان ستانسو وفلورين أندون (دينيس أليبيس).
(الأخبار)