فشلٌ آخر يُسجّل في ولاية الاتحاد اللبناني لكرة السلة بعدما دفع منتخب لبنان ثمن سوء التخطيط لهذا الاتحاد، فعاد الى بيروت صباح اليوم يجرّ أذيال الهزائم التي بلغت ثلاثاً في أربع مباريات، ضمن بطولة غرب آسيا التي اختتمت أمس في الاردن.الخسارة الثالثة امام المنتخب الاردني صاحب الضيافة (82-83 بعد التمديد) حرمت لبنان من حجز إحدى بطاقتي التأهل الى كأس التحدي الآسيوي بعدما حقق المنتخب العراقي فوزه الثاني على حساب نظيره السوري (84-61)، ليظهر اللبناني كأحد أسوأ المنتخبات التي شاركت في هذه البطولة، متنازلاً عن اللقب الذي أحرزه العام الماضي بأبشع صورةٍ ممكنة.
وحدهم أفراد البعثة الذين قَدِموا الى عمّان يستحقون التحية والتقدير، من رئيس البعثة نزار الرواس الى المدرب باتريك سابا ومساعده مروان خليل، والمدير جورج كلزي، وكل اللاعبين من دون استثناء. هؤلاء حملوا كرة النار وذهبوا فيها الى الاردن منتدبين من قبل اتحاد أهمل المنتخب وظلمه، مرتكباً جريمة وطنية بحق اللعبة التي تأسّف عليها المنافسون أكثر مما اهتم لأمرها القيّمون.
اتحادٌ سجّل نقطة سوداء أخرى في "سجله العدلي" المليء بالفظائع بحق اللعبة، فنسي منتخبه ونسي الاستحقاقات التي قدّمته دائماً كصورة جميلة عن لبنان، فأدّت إدارته السيئة الى نتيجة تحمل نفس البشاعة التي عرفناها عندما تمّ إيقاف لبنان عام 2013 فحُرم من المشاركة في كأس آسيا.
اتحادٌ عرف بموعد بطولة غرب آسيا منذ فترة طويلة، لكنه لم يكلّف نفسه عناء وضع روزنامة كباقي اتحادات العالم، تنهي البطولة في موعدٍ يسمح للمنتخب بالاستعداد والذهاب الى البطولة الاقليمية بكامل نجومه. والاتحاد نفسه لم يكترث للمنتخب أصلاً، فهو يرى في "مُنتج" البطولة المحلية التي تقدّمه ناجحاً، الواجهة الحقيقية للعبة، لا المنتخب الوطني الذي "تبهدلت" سمعته في الاردن وسيغيب عن بطولةٍ قارية بسبب قرارات بعض المسؤولين العديمي الخبرة ومحبّي الظهور الاعلامي الشخصي قبل أي شيء آخر.
بطولة بنظام غير مفهوم، ولاعبون محليون تراجع مستواهم بسبب عدم حصولهم على دقائق لعب كثيرة بعد إقرار اعتماد ثلاثة أجانب على أرض الملعب، واتحاد يرضخ لضغوط هذه الجهة الاعلامية وتلك الجهة التسويقية في وضع برنامج البطولة وتعديله بشكلٍ شبه يومي، والنتيجة فشل يُسجّل باسم لبنان وجريمة تُسجّل باسم هذا الاتحاد.