في الوقت الذي تجذب فيه الـ "يورو" المنتظرة أنظار متتبعي كرة القدم، تأتي "كوبا أميركا" لتغطي على بعض وهجها. أميركا الجنوبية التي لطالما عرفت بسحرها وفنونها ستصنع الحدث بالتوازي مع صنع الأوروبيين للحدث ذاته. 16 منتخباً تشارك في هذه البطولة لأول مرة في تاريخ اللعبة، إذ إنه في هذه النسخة المئوية للبطولة انضم ستة منتخبات من أميركا الشمالية، في سابقة هي الأولى من نوعها. الضجة التي أثيرت حول البطولة فنياً والمستوى المرتقب من المنتخبات غطت على التحقيقات التي لزمت الجانب المظلم من البطولة، حيث كشف عن شبكات تعمل على دفع وتلقي رشى مالية من أجل التنازل عن الحقوق التجارية والتسويقية لبعض البطولات، ومنها "كوبا أميركا". لا يبدو أن أحداً لفتته هذه الأخبار، وهو المتوقع أمام المنافسة المرجوة ومتعة الكرة المرتقبة.
يرى مدرب المنتخب الأميركي، الألماني يورغن كلينسمان، أن هذه البطولة يمكنها منافسة "يورو 2016" من ناحية المستوى الفني والمتابعة الجماهيرية.
والسبب الأساس هو وجود منتخبات قوية، يكفي منهما اسما البرازيل والأرجنتين، المرشحان الدائمان للفوز بكأس العالم. لكن واقعاً، تعاني معظم منتخبات البطولة من المشاكل حالياً.
بدايةً مع البرازيل، بطلة كأس العالم 5 مرات التي تخوض غمار هذه البطولة دون نجمها نيمار الذي فضّل المشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو في آب المقبل بعدما خيره فريقه برشلونة بينهما.
مهمة دونغا إخراج البرازيل من المذلة التي لازمته سابقاً

لا شك أن الضغوط كبيرة على مدرب البرازيل دونغا، إذ إن المهمة المناطة به هي إخراج بلاد الـ"سامبا" من المذلة التي لازمته سابقاً، وخصوصاً في الخسارة أمام ألمانيا 1-7 في المونديال الأخير. تذبذب نتائج "السامبا" في تصفيات كأس العالم 2018 لا يبشّر بالخير، كذلك إن غيابات بعض اللاعبين الذين لم يستدعهم دونغا، أو لإصابة البعض مثل كاكا، دافيد لويز، مارسيلو، تياغو سيلفا تزيد الضغط عليهم.
الهدف بين البرازيل والأرجنتين يبدو مشتركاً. في الزمن السابق، لم يسبق لكل من الأسطورتين البرازيلي بيليه والأرجنتيني دييغو مارادونا أن تُوجا بلقب كوبا أميركا، رغم نجاح كل منهما في الفوز بكأس العالم. نيمار وزميله في الفريق الأرجنتيني لونيل ميسي، مثلهما من ناحية كوبا أميركا، إلا أنهما فشلا في المونديال أيضاً.
سيحاول ميسي فعل ما يمكن فعله، وإبعاد الاتهامات التي لازمته، بأن ما يقدمه مع منتخب الـ"تانغو" لا يرقى إلى ما يقدمه مع النادي الكاتالوني. لا يمكن لومه وحده، ففي البطولتين السابقتين، وصل مع منتخبه إلى نهائي المونديال وخسر أمام ألمانيا 0-1، ثم خسر بعدها في نهائي كوبا أميركا أمام تشيلي بركلات الترجيح. ملَّ ميسي ورفاقه من مركز الوصيف، لذا يأملون أن ينجحوا في مهمة التتويج على حساب البرازيل والأوروغواي وكولومبيا وتشيلي حامل اللقب.
سيتكرر النهائي الأخير في الدور الأول بين الـ"تانغو" وتشيلي. الأخير، حامل اللقب، يأتي إلى البطولة بمستوى مهزوز إثر أداء غير مقنع في المباريات الأخيرة له، رغم أن تشكيلته بمعظمها تشبه تلك التي توجت في البطولة الأخيرة، وعلى رأسها النجمان ألكسيس سانشيز وأرتورو فيدال. لكن ما تغير هو حضور المدرب الجديد خوان أنطونيو بيتزي الذي جاء خلفاً لخورخي سامباولي ليقود رحلة الدفاع عن اللقب الجديد.
باقي المنتخبات تأتي لتشارك في الصراع. كولومبيا صاحبة الرصيد المخيّب في كوبا أميركا يحملها على كتفيه خاميس رودريغيز، والأوروغواي التي عاد إليها لويس سواريز بعد إيقافه دولياً إلى جانب إيدينسون كافاني. أما الولايات المتحدة المستضيفة، فتحلم بالتتويج باللقب للمرة الأولى في تاريخها، مستفيدة مما تملك من عاملي الأرض والجمهور.
"كوبا أميركا" استثنائية إذاً من حيث الموعد بعد عام من سابقتها ولتزامنها مع كأس أوروبا. هي مناسبة مثالية لمعرفة الفرق في المنافسة والأجواء بين البطولتين.




برنامج اليوم وغداً

يفتتح منتخب الولايات المتحدة نهائيات النسخة المئوية من بطولة "كوبا أميركا" لكرة القدم باستضافته منتخب كولومبيا ضمن منافسات المجموعة الأولى، الساعة 4.30 بتوقيت بيروت.
ويلعب منتخب كوستاريكا مع منتخب الباراغواي ضمن المجموعة ذاتها، يوم الأحد الساعة 00.00، تليها مباراة بين هاييتي والبيرو الساعة 2.30 ضمن المجموعة الثانية، ومن ثم تلعب البرازيل مع الإكوادور الساعة 5.00.