دقّت ساعة الحسم. غداً يتحدد بطل إسبانيا بين برشلونة المتصدر وريال مدريد الوصيف اللذين تفصل بينهما نقطة واحدة فقط. يا لها من نهاية لموسم مميز في "الليغا" حيث بقيت الأنفاس محبوسة حتى المباراة الأخيرة لتحديد وجهة كأس البطولة إن كانت ستبقى في برشلونة أو ستتجه إلى العاصمة الإسبانية التي كادت أن تكون حاضرة بمنافس ثالث على اللقب في الجولة الأخيرة لولا الخسارة المفاجئة في الجولة الماضية لأتلتيكو مدريد أمام ليفانتي 1-2 التي أبعدته عن السباق نحو منصة التتويج، لكن وجوده في المنافسة في الجولات الأخيرة أعطى مزيداً من الزخم والتشويق للبطولة الإسبانية.
موسم مميز ظلت فيه المنافسة حتى الرمق الأخير
غداً يحل "البرسا" ضيفاً على غرناطة السادس عشر، والملكي على ديبورتيفو لا كورونيا الثالث عشر في التوقيت ذاته. الأنظار ستكون مصوّبة على الموقعتين وعلى كل دقيقة فيهما.
المنطق يقول إن النادي الكاتالوني سيتمسك بفارق النقطة ويخوض موقعته على اعتبارها مباراة نهائية لا يصح فيها إلا الفوز، وحياة أو موتاً بالنسبة إليه دون الالتفات إلى ما يحدث في الموقعة الثانية، إلا إذا كرر غرناطة مفاجأته المدوية في الجولة الماضية عندما أسقط إشبيلية القوي في عقر داره 4-1، خصوصاً أن لاعبي الأخير أكدوا أنهم لن يخوضوا المباراة بتهاون، رغم حسمهم بقاءهم في الدرجة الأولى.
أما الحال فيبدو مغايراً لدى ريال مدريد، لأنه مطالب بالفوز بينما أنظاره ستبقى مركزة على ما يحدث في موقعة غريمه الأزلي، آملاً طبعاً تعثره ولو بتعادل يكون كفيلاً بإيصاله إلى منصة التتويج.
ما يجدر قوله هنا أن الضغط هو على برشلونة الذي ينظر إلى لقب "الليغا" باعتباره المنقذ لموسمه بعد فشله الأوروبي بالخروج من ربع نهائي دوري الأبطال أمام أتلتيكو مدريد، خصوصاً أن عدم تحقيقه إياه سيترك ذيولاً وخيمة بعد أن كان الفارق شاسعاً قبل جولات قليلة مع ريال واتلتيكو، وكان يتجه بثبات نحو الاحتفاظ بلقبه.
في المقابل، يبدو ريال مدريد هادئاً، إذ إنه في حال عدم تمكنه من حصد اللقب لن يعد ذلك خسارة له، حيث إنه يكون قد أدى ما هو مطلوب منه، خصوصاً أن بانتظاره لقباً أهم هو دوري أبطال أوروبا الذي تأهل إلى مباراته النهائية ضد أتلتيكو مدريد، إلا في حال حصول السيناريو الأسوأ بتعثر برشلونة وتعثر ريال أيضاً، عندها فإن الحسرة المدريدية ستكون كبيرة طبعاً.
على أي الأحوال، وأيّاً تكن هوية البطل، فإن البطولة الإسبانية كانت الوحيدة من بين البطولات الأوروبية الكبرى الأخرى على قدر التطلعات، حيث بقي الحسم فيها حتى الجولة الأخيرة في مشهدٍ رائع لا يحدث دوماً، لكن هذا لا يجدر أن يقود إلى أن "الليغا" باتت تتفوق على "البريميير ليغ" رغم التتويج المريح لليستر قبل 3 جولات على النهاية، على ما ذهب إلى ذلك البعض. إذ لا مجال للمقارنة هنا في المنافسة والتشويق بين الدوري الإنكليزي وأي من البطولات الأخرى، بما فيها الإسباني، والدليل على ذلك ليستر نفسه النادي المغمور الذي تمكن من أن يتوج باللقب، حيث إن "البريميير ليغ" يبقى البطولة الوحيدة التي يمكن أن تحدث فيها المفاجأة في أي لحظة، بأن يتغلب أحد فرق القاع على أي من الفرق الكبرى.
أما الدوري الإسباني، فلا يعدو كونه بطولة بين ثلاثة فرق فقط لا غير، هي برشلونة وقطبا مدريد، بينما البقية في وادٍ آخر، وحصول المفاجأة من الآخرين أمر مستبعد كلياً. في إسبانيا الأرقام من خلال الترتيب تظهر ذلك، وكذلك من خلال النتائج الكبيرة بالتسعة والثمانية والسبعة والستة التي حصلت، وهذا ما تتحدث عنه الأهداف الـ 109 لبرشلونة والـ 108 لريال مدريد، بينما فياريال الرابع مثلاً سجل 44 هدفاً فقط، فضلاً عن لائحة ترتيب الهدافين التي يحتكر المراتب السبع الأولى فيها لاعبو برشلونة وريال وأتلتيكو.
خلاصة القول أن الدوري الإسباني كان مميزاً من حيث المنافسة هذا الموسم، لكن الأروع والأقوى يبقى، على الدوام، الدوري الإنكليزي بكل جزئياته.




برنامج المرحلة الـ 38 في الدوري الاسباني

- الجمعة:
فالنسيا - ريال سوسييداد (21,30)

- السبت:
ديبورتيفو لا كورونيا - ريال مدريد (18,00)
غرناطة - برشلونة (18,00)
أتلتيك بلباو - إشبيلية (20,30)
أتلتيكو مدريد - سلتا فيغو (20,30)
- الأحد:
ملقة - لاس بالماس (13,00)
سبورتينغ خيخون - فياريال (18,00)
ريال بيتيس - خيتافي (18,00)
رايو فاييكانو - ليفانتي (18,00)
إسبانيول - إيبار (20,00)