في 3 تشرين الأول عام 1998، سجل شافي هرنانديز حضوره الأول مع برشلونة في الدوري الإسباني، ضد فالنسيا. وأول من أمس السبت، دخل شافي نادي الـ 500 مباراة في البطولة، بعدما شارك أمام إشبيلية في المرحلة الـ 33 من «الليغا».500 مباراة أو «جوهرة» توَّجها «مايسترو» خط وسط الـ «بلاوغرانا» بعد 17 عاماً، ليصير إحدى أهم أيقونات النادي الكاتالوني طوال التاريخ.
شافي، ابن الـ «لا ماسيا»، مدرسة برشلونة، نشأ مذ كان عمره 11 عاماً هناك، وتربى كروياً معهم إلى أن بدأ يشق طريقه رويداً رويداً نحو حجز مكان أساسي له في الفريق الأول، ويصبح قائده.
في الموسم الأخير له مع فريقه، دخل التاريخ، ليسجل 757 مباراة طيلة مشواره الكروي، نجح خلالها بتسجيل 84 هدفاً مع فريقه. من الممكن أن تزيد حتى انتهاء البطولة الحالية، إذ أنه قرر الرحيل الى السد القطري نهاية الموسم.

ستنتهي مسيرته مع الفريق بعدما انتهت مع المنتخب الإسباني بـ 113 مباراة دولية سجل فيها 12 هدفاً قبل إعلان الاعتزال بعد كأس العالم الأخيرة في البرازيل.
مسيرة توِّجت بألقاب جماعية وفردية عدة له، استطاع بها حصد 5 ألقاب أوروبية، أبرزها 3 كؤوس دوري أبطال أوروبا، مقابل بطولتين في السوبر الأوروبية. أما على الصعيد الفردي، فكان أبرزها أفضل لاعب في العالم عام 2010 بحسب مجلة «وولد سوكر».
«أعظم لاعب خط وسط في تاريخ «البارسا»، وفقاً لرئيس النادي جوسيب ماريا بارتوميو، حافظ على أدائه برغم ملازمته في الآونة الأخيرة مقاعد الاحتياط، ليدخل بديلاً ويقدم ما كان يقدمه في السابق. صحيح أن مستواه تراجع عن السابق بعض الشيء، إلا أنه ظل وفياً للفريق، الذي لم يعانده في قراره الرحيل أو البقاء، بل ترك له حرية اتخاذ القرار، برغم انتهاء عقده في 2016. ويمكن القول ان ما أثر فيه سلباً هو فقط تقدمه في العمر، لا عدم نجاحه في تحقيق الألقاب في السنة الأخيرة، مثل كأس العالم أو دوري الأبطال. فضل برشلونة عليه كبير جداً، يوازي فضله على الفريق، فالإثنان قدما إلى بعضهما بعضا ما يحتاج إليه الآخر للتقدم.
قيل سابقاً إن أحد أهم أسباب نجاح خطة الـ «تيكي تاكا» الشهيرة، هو وجود لاعب كشافي في الوسط. هو محور الخطة، وهو الذي يدير اللعبة كما يريد، لتدور الكرة في مداره، بمهاراته في التمرير والاستحواذ ورؤيته الواسعة لأرضية الملعب، لكن بعد تراجع مستواه تراجع مستوى البرسا وعصره الذهبي.
عصر حقق فيه ما يريد أي لاعب تحقيقه ما عدا الكرة الذهبية، وما منعه من ذلك هو وجود نجمين بحجم البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، بالتوازي مع انطلاق نجوميته.
كان يرمي شافي الى أن يتخطى رقم أسطورة ريال السابق راوول غونزاليس بالمشاركة في 550 مباراة، ولن ينجح في ذلك، إلا أنه نجح بعد مباراته الأخيرة في دوري أبطال أوروبا ضد باريس سان جيرمان في أن يتفوّق على أسطورة الكرة الإيطالية باولو مالديني الذي لعب 168 مباراة في البطولة، أما شافي فقد سبقه بمباراتين ليصبح رقمه 170.
أول من أمس السبت، كان، للمصادفة، اليوم الذي بدأ فيه مالديني مسيرته الكروية، والذي دخل فيه شافي تاريخ الكرة وبرشلونة باللعب المباراة الـ 500 له في الدوري المحلي. لا علاقة للتاريخين ببعضهما بعضا، إلا أنها الكرة التي بحكم القدر، دائماً ما تجمع أساطيرها ورموزها معاً، ليسجلوا في كتبها ما تحتاج إلى أن تقتدي به أجيال اللعبة المقبلة.