سيعود نجم تشلسي الإسباني سيسك فابريغاس الى ناديه الأول أرسنال، ليقف على أرض ملعب «الإمارات» بين جمهور الـ»غانرز» الذي ستطلق عليه مدافع أصواتها من دون توقف. بالطبع، لن يرد الجمهور على مطالب مدربهم الفرنسي أرسين فينغر باحترامه، وعدم التعرض له، إذ إن ما فعله دون اللاعبين السابقين لأرسنال لا يغتفر بالنسبة إليهم. وهو، فابريغاس، الذي كان قد قال: « اقتلوني إن ذهبت إلى تشلسي»، قد رحل، ووضع نفسه تحت مقصلة الجماهير التي وصفته بـ»الخائن الأكبر» في تاريخ ناديها.
يتحسر فينغر على رحيله، ويعترف بندمه الكبير بعد تخليه عن «فابري» الذي انتقل الى برشلونة الإسباني، ثم تشلسي. «أضعت من يدي لاعباً من طراز رفيع»، قال فينغر قبل عودة الأخير الى ملعب فريقه القديم للمرة الأولى منذ انتقاله إلى «ستامفورد بريدج».
لا يعير فابريغاس غضب الجماهير أو طلب فينغر منهم الهدوء أي أهمية، إذ إنه قال: «لا أفكر سوى في جمع النقاط وتحقيق لقبي الشخصي الأول في إنكلترا بعدما قضيت ثماني سنوات في أرسنال فشلنا خلالها في تحقيق ذلك». مرّت خمس سنوات لتشلسي من دون الفوز بلقب الدوري، «وبالنسبة إليّ هي 27 عاماً، لذا أتمنى أن أحقق الفوز سريعاً».
الفوز السريع الذي يريده فابريغاس يحتاج إليه الجميع في الـ»بلوز» ليضمنوا التتويج باللقب، إذ إنهم سيسعون بعدها الى ضمان ثلاث نقاط فقط خلال المباريات الخمس المتبقية في البطولة دون الالتفات الى نتائج أقرب ملاحقيهم.
ستكون مباراة ضخمة، وستحمل مواجهات عدة أبرزها بين فابريغاس وجماهير أرسنال، وبين المدربين البرتغالي جوزيه مورينيو وفينغر. ولا شك أن الـ»سبيشل وان» يرغب في ضم أرسنال، وفينغر تحديداً، الى قائمة ضحاياه، بعدما حافظ على سجله خالياً من الهزيمة خلال مبارياته الـ13 الأخيرة في البطولة.

أخذت المواجهة بين
أرسنال وتشلسي منحى
عدائياً منذ عام 2004

المواجهة بين المدربين أخذت منحى عدائياً منذ عام 2004 حين وصل مورينيو إلى سدة تدريب تشلسي، وبدأ بالهجوم سريعاً على خصمه في المدينة، حين أطلق تصريحاً اعتبر فيه أن الحكام يفضلون أرسنال، وقال: «بعض الأندية تُعامل مثل الشياطين، والبعض الآخر مثل الملائكة، ولا أعتقد أن السيد فينغر بهذا الجمال حتى تعتبرونه ملاكاً». الرد كان سريعاً جداً من فينغر: «كثيرون فازوا بدوري الأبطال ولا يتم اعتبارهم من كبار المدربين، عليك أن تنظر إلى مسيرة المدرب على امتداد 10 أو 15 عاماً». هذا في حقبة مورينيو السابقة مع تشلسي، وحينما عاد من جديد الموسم الماضي، قال مورينيو ساخراً من أرسنال: «الشيء الوحيد الذي لم يتغير حتى الآن في الدوري الإنكليزي هو أن أرسنال لم يحقق أي لقب».
حتى الآن، لم يتغير أي شيء بالنسبة إلى أرسنال في النتائج مع تشلسي، إذ إنه لم يحقق أي نتيجة إيجابية خلال مواجهاته في الآونة الأخيرة، آخرها الخسارة 0 - 2 في «ستامفورد بريدج» حين دخل فينغر في شجار مع مورينيو.
يبدو فينغر، الذي لم ينجح في تحقيق أي فوز خلال تسع مواجهات بالدوري أمام مورينيو، واثقاً بقدرته غداً على وضع نهاية لهذه السلسلة من النتائج السيئة. لا مجال له إلا الفوز، لأنه، إذا ما خسر، سيتراجع أمام مانشستر يونايتد وجاره سيتي، اللذين يحتلان المركزين الثالث والرابع خلفه، ليصارع بعدها في التأهل الى دوري الأبطال.
«لا أؤمن كثيراً بالتاريخ، أعتقد أن كرة القدم تعتمد على حقيقة تتمثل في الأداء في المباراة وهو ما سيحسم اللقاء والنتيجة، لذا دعونا نركز على هذا»، ينهي حديثه فينغر، مؤكداً أن هدفه تعزيز وضعه في المركز الثاني، لا الفوز باللقب.
يبدو فينغر واقعياً هنا، فالمواجهة لن يكون هدفها سوى الحفاظ على المركز الثاني، وفك عقدة مورينيو الذي ينتظر نهاية المباراة حتى تسنح له فرصة جديدة للسخرية من مَدافع أرسنال.