Strong>فقد المنتخب البرتغالي اللقب في كأس أوروبا الأخيرة التي أقيمت على أرضه بخسارته المباراة النهائية أمام اليونان 0-1، وهو يدخل بطولة هذه السنة كأحد أبرز المرشحين استناداً إلى نتائجه المميزة في مونديال 2006 حيث حلّ رابعاً
إذا تابعنا خط البرتغال التصاعدي في مشاركاتها الثلاث الأخيرة فستكون هي المتوّجة في 29 حزيران المقبل، إذ إنها وصلت إلى الدور ربع النهائي في بطولة 1996 ونصف النهائي في 2000 ثم النهائي في 2004.
وتبدو الأبواب البرتغال مشرعة لتتأهل إلى ربع النهائي لوقوعها في المجموعة الأولى التي تضم سويسرا وتشيكيا وتركيا، لكنها لن تكون خالية من الفخاخ نظراً لقوة تشيكيا منافستها الرئيسة والخطر الذي يمكن أن تمثله تركيا وعامل الأرض المساعد لسويسرا.
ستعتمد البرتغال بشكل رئيس على جوهرتها الكروية كريستيانو رونالدو هداف مانشستر يونايتد والدوري الإنكليزي الممتاز الذي يصنّفه الخبراء كأفضل لاعب في العالم حالياً. سيلعب رونالدو دور القائد الفعلي في ظل اعتزال لويس فيغو وبدرو باوليتا دولياً، والإبعاد القسري للاعب وسط انتر ميلان مانيش الذي لم يستدعه المدرب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري عن التشكيلة بعد ما كان عنصراً فاعلاً في إنجازات الفريق خلال الأعوام القريبة الماضية.
سخرية القدر قادت جورج ريبيرو لاعب بوافيستا وشقيق مانيش الى التشكيلة ليحلّ بدلاً من مدافع فالنسيا الإسباني ماركو كانيرا، ومن الأسماء التي تشارك لأول مرة مع البرتغال ظهر اسم الحارس الاحتياطي روي باتريسيو الذي سيكون إلى جانب ريكاردو حارس ريال بيتيس الإسباني وكيم حارس بنفيكا.
تنفرد البرتغال بوفرة أجنحة من طراز رفيع، إذ إلى جانب رونالدو تتعدد الخيارات لدى سكولاري، فيمكنه إشراك ناني (مانشستر يونايتد) وريكاردو كواريسما (بورتو) وسيماو (اتلتيكو مدريد) ليلعب بخطة 4-2-3-1. وفرة الأجنحة ربما ستجبر المدرب على أن يحوّل رونالدو إلى مهاجم حقيقي بعدما افتقد خلال التصفيات وريثاً حقيقياً لباوليتا، فيما يبدو المخضرم نونو غوميش الأوفر حظاً لتحمّل المسؤولية إلى جانب رونالدو.
دفاعياً يعتمد سكولاري على قلب دفاع تشلسي الإنكليزي ريكاردو كارفاليو وفرناندو مايرا لاعب شتوتغارت الألماني، إضافةً إلى لاعب تشلسي المستقبلي جوزيه بوسينغوا وظهير فالنسيا ميغيل.
مرةً جديدة سيكون خط الوسط بقيادة البرازيلي الأصل ديكو الذي سيحاول نفض غبار الخيبة مع ناديه برشلونة وتحويل عقارب تسديداته إلى الملاعب السويسرية والنمسوية، وينتظر أن يزج سكولاري بوجه سبورتينغ الصاعد ميغيل فيلوسو.
كثيرون ضحكوا عليه عندما توقع وصول البرازيل الى نصف نهائي مونديال 2002، وازداد الغضب عليه لعدم استدعائه روماريو إلى تشكيلته لكنه حقق مع الثلاثي رونالدو ورونالدينيو وريفالدو الكأس العالمية الخامسة للبرازيل.
إنه سكولاري الذي يحمل حلم شعب بأكمله، وهو يرى أن حلمه الشخصي لن يكتمل سوى بميدالية ذهبية في كأس أوروبا.
ويرى «فيليباو» (فيل الكبير) أن البرتغال تملك حظوظاً أكبر هذه المرّة كي تحرز اللقب «لأن اللاعبين أصغر وإذا زرعنا فيهم روح المنافسة بإمكانهم الوصول مجدداً إلى النهائي».
لقد حرّك سكولاري الجماهير البرتغالية منذ أربع سنوات بعدما دفعهم لتعليق إعلام البرتغال على شرفاتهم دعماً للمنتخب، وتمكّن بفضل الكاريزما الهائلة التي يتمتع بها أن يصبح معشوق الجماهير وأن يقرّب قلوبهم من المنتخب بعدما كان ولاؤهم الأول للأندية.
ودخل سكولاري قلوب الجماهير الذين غفروا له آخر هفواته بعدما أوقفه الاتحاد الأوروبي لضربه المدافع الصربي ايفيكا دراغوتينوفيتش على وجهه في نهاية مواجهتهما ضمن تصفيات أوروبا 2008. ومن عاداته الغريبة تلقينه اللاعبين دروساً في «الفنون الحربية» قبل المناسبات الكبيرة وهي طريقة اتّبعها مع منتخبي البرازيل والبرتغال عندما قدّم إليهم كتاباً شهيراً في الاستراتيجيا العسكرية من القرن السادس هو «فن الحرب» للكاتب الصيني «سون تسو».