ماذا يريد نادي السلام زغرتا؟ سؤال طُرح بقوة أمس بعد البيان الذي أصدرته إدارة النادي عقب مباراة فريقها مع النجمة يوم السبت ضمن الأسبوع العاشر من الدوري اللبناني لكرة القدم. بيان حفل بكل ما يمكن أن يحمله من تناقضات وتوصيف غير دقيق للأمور.
فالبيان في بنده الأول استنكر وأدان ما صدر من بعض أفراد جمهور النجمة من تكسير كراس، إضافةً إلى الشتائم وإلقاء المفرقعات على أرض الملعب. "لذلك قررت إدارتا النادي ومجمع زغرتا الرياضي عدم استقبال جمهور نادي النجمة من الآن وصاعداً مع احترامنا لإدارة نادي النجمة وللاعبيه ولجمهوره المنضبط منه، ونتوجه إلى الاتحاد اللبناني لكرة القدم بطلب تعويض الأضرار التي لحقت بمنشآت الملعب".
استنكار وإدانة وقرار أثارت بدورها موجة من الاستنكار والادانة لما تضمنته من تجنٍّ على بعض جمهور النجمة، حيث أكدت شهادات من كانوا في ملعب المرداشية، من مسؤولين وزملاء إعلاميين، أن جمهور النجمة لم يخالف القانون أو يطلق الشتائم بحق السلاميين، بل على العكس، فمن أطلق الشتائم ورمى العبوات الفارغة والمفرقعات هو جمهور السلام، وأن الاعتراضات كانت من قبل جمهور السلام على إدارة ناديه وليس على طرف آخر.
ويأتي بند آخر في بيان السلام ليؤكّد ما نقله الحاضرون في ملعب المرداشية، إذ ذكر "أن إدارة النادي، رئيساً وأعضاءً، تنتظر من جميع المزايدين والمدّعين محبة النادي التقدّم لتسلّم زمام إدارة النادي وتأمين حاجاته.
إن التضحيات الكبرى التي تقدّمها إدارة النادي في سبيل تطوره هي ظاهرة للجميع وتقوم بها خدمةً لمجتمعها، ويكفيها تشجيع الداعمين والناس الاوادم. إن إدارة النادي تسأل الغيارى والمزايدين تقديم المساعدات للنادي بدل الشتم والكفر والقيام بأعمال لا تمتّ إلى تاريخنا وتقاليدنا بصلة".
وهذا إذ يؤكّد أن من قام بالشتم هو جمهور السلام باعتراف إدارة ناديه.
وكالعادة، لا بد من تعليق الفشل على شماعة الحكام، فجاء في البيان أن "إدارة النادي تتأسف على المستوى المتدني للتحكيم في هذه المباراة وفي سابقاتها، الذي أثّر على نتائج نادي السلام في بطولة الدوري...".
وما هو مستغرب انتقاد التحكيم في وقت جاءت فيه مباراة الفريق مع النجمة جيدة تحكيمياً، رغم إصابة الحكم الرئيسي محمد درويش. كذلك فإن الفريق استفاد سابقاً من الأخطاء التحكيمية أمام العهد مع وجود ركلتي جزاء، لم تحتسب للعهد، وأمام الحكمة مع حصول السلام على ركلة جزاء غير صحيحة، كذلك الأمر في اللقاء مع الساحل حين تقدم السلام بهدف نظيف من كرة كان فيها خطأ لمصلحة لاعب الساحل ولم يحتسبه الحكم، ليسجّل السلام هدف التقدم.
من جهته، ردّ نادي النجمة على البيان الصادر عن إدارة نادي السلام "لقد قصدت بعثة نادي النجمة، وقوامها 25 شخصاً، مدينة زغرتا قبل بدء المباراة بـ24 ساعة، ونحن على علم ويقين أننا في بلدنا بين أهلنا وأحبابنا، وكل أملنا وهمّنا تقديم مباراة رياضية بامتياز من الناحية الفنية والاخلاقية من كل من يمت للنجمة بصلة: من لاعبين وجهاز فني وإدرايين وجماهير.
لن نرضى أن نكون "مكسر عصا"، ولن نرضى أن تأتي الأمور على طريقة "ضربني وبكى سبقني واشتكى"، بل نرضى بلجنة تحقيق، يكون الاتحاد اللبناني مشرفاً عليها، ولنا فيه ملء الثقة، بكل ما جرى ودار خلال المباراة، ولن نكون شهود زور على قلب الحقائق الدامغة وتزويرها، والتي لا تخدم اللعبة لا من قريب ولا من بعيد".
ويبدو كلام النجمة في ختامه فيه الكثير من المنطق، إذ لا يمكن لأي بيان أن يقلب الحقائق ويجنّب النادي عقوبات. ويبدو أن بعض الأندية لا تريد أن تتعلم من تجارب أندية أخرى، وما زالت تظن أن رفع الصوت وإصدار البيانات والهروب الى الأمام ستصبّ في مصلحة النادي.
فما حصل مع النبي شيت وإدارته أبلغ دليل على عدم نفع البيانات ورفع السقف ومن ثم الانصياع وتنفيذ القرارات؛ فإدارة النادي لوّحت برفض قرارات الاتحاد وعدم تنفيذها حين نقلت مباراته مع الغازية وتم إيقاف المدرب المساعد يوسف بعلبكي. لكن الفريق عاد ولعب خارج أرضه، ومدربه ما زال موقوفاً وهو ينفّذ عقوبته للأسبوع الثاني على التوالي، وأيقن أن الأمور لا تُحل برفع السقف والتورط في قرارات لا يمكن تنفيذها.