عاد أسطورة روما فرانشيسكو توتي ليتصدر العناوين في روما بعدما اختفى لبرهةٍ عنها بسبب المدرب الحالي لفريق العاصمة لوتشيانو سباليتي، الذي حاول الحدّ من "عظمة" الرقم 10 بطريقة مباشرة وغير مباشرة. التعريف عن توتي ليس أمراً مستحباً في روما، إذ إنه أشهر من النار على علم، لكن ما يمكن القول فيه إن بعض صحف ايطاليا أعادت التذكير ببعض انجازاته، واضعةً الشوكة في عين سباليتي. التذكير فقط للقول إن قدمي "الملك" مرَّتا من هنا، صانعاً الانجازات للنادي.
الفتى الذي انضم الى روما مذ كان عمره 13 عاماً بعدما طلب والده منه تفضيل "ذئاب العاصمة" على ميلان، تدرج في صفوف ناشئي الفريق، حتى لعب للمرة الأولى بعد ثلاث سنوات مع الفريق الأول أمام بريشيا عام 1993. استمر في اللعب معه صانعاً الإنجازات على الصعيدين الشخصي والجماعي. توّج توتي مع فريق العاصمة بلقب الدوري مرة واحدة (2001) والكأس الإيطالية مرتين (2001 و2007) والكأس السوبر مرتين أيضاً (2007 و2008)، بينما يبقى أفضل إنجاز له مساهمته في قيادة منتخب بلاده إلى لقب مونديال 2006. أما على الصعيد الشخصي، فمبكراً، بدأ توتي حصد الألقاب الفردية، حيث حصل على لقب أفضل لاعب كرة قدم شاب في الدوري الإيطالي عام 1999، وأفضل لاعب في الدوري الإيطالي عامي 2002 و2003، وأفضل لاعب إيطالي أعوام (2000، 2001، 2003، 2004، 2007). كما حصل على لقب هداف الدوري الإيطالي موسم 2006-2007، وجائزة القدم الذهبية عام 2010.
حاول سباليتي التخفيف من انجاز توتي قبل آخر مباراة

لكن برغم كل هذا التاريخ بقي توتي في غالبية مباريات الموسم الحالي حبيس مقاعد الاحتياط، وشارك في بضع مباريات لدقائق قليلة. وهذا حصل نتيجة رفض سباليتي الاقدام على الاعتماد عليه بشكلٍ كافٍ. صراع طويل امتد بين الإثنين ووصلت حدّته الى ما قبل اسبوعين، حين كشفت تقارير إخبارية إيطالية أن توتي دخل في نقاش حاد مع سباليتي في غرفة تغيير الملابس بعد تعادل روما مع أتلانتا 3-3، وذلك بفضل هدف سجله توتي في الوقت القاتل. يومها، وبعد هذه المشاجرة قال سباليتي في المؤتمر الصحافي إن اللاعبين تحدثوا عن توتي كما لو كان من أنقذ المباراة، ليعقّب "توتي لم ينقذ شيئاً، الفريق هو من أنقذ المباراة".
هذه كانت محاولة للحد من انجازات "إل كابيتانو"، لكنّ الأخير ضرب بها عرض الحائط حين دخل في الدقيقة 86 من المباراة أمام تورينو، والنتيجة تشير الى خسارة "الذئاب" 1-2. قلب توتي الأمور لمصلحة فريقه في غضون ثلاث دقائق فقط، حيث أدرك التعادل في الدقيقة التي دخل فيها الى الملعب، ومن ثم اقتنص هدف الفوز من ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة. صرخت الجماهير صرخة لطالما ترددت في ملعب "أولمبيكو"، لكن ظلَّ سباليتي على حاله، حتى ظهر توتي بسحره.
هدفا توتي اجبرا سباليتي على إعادة تصويب تصريحاته السابقة تجاه نجمه، فقال: "توتي هو مصدر إلهام الفريق من لاعبين ومشجعين في الملعب".
طبعاً لم ينس سباليتي أن يعيد الفضل اليه أيضاً في الفوز الاخير: "لقد كان فوزاً عظيماً للغاية، قام توتي بتنفيذ التعليمات التي أخبرته بها قبل نزوله، الانتظار على حدود منطقة الجزاء ثم الدخول سريعاً إلى قلب دفاع المنافس وانتظار الكرة".
هذا رأيه، أما رأي محبيه والجماهير، فاختصرته دموعهم حين سجل "الملك" هدف الفوز. ولعل الصورة الأكثر صدقاً كانت للمشجع أليسيو افالوني، الذي بكى، وقال بأنه بعد الهدف أصيب بمتلازمة "ستندال"، وهي المتلازمة التي تصيب الشخص عندما يرى لوحة فنية راقية.
"توتي تحفة فنية" ويمكن وضع ما فعله في إطار اسكات جميع المنتقدين والرد على كل ما يُقال عنه. هو يعود بالزمن إلى الوراء بدلاً من التقدّم في العمر، وناديه في مأزق الآن على مشارف نهاية عقده.